مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط»: سيف الإسلام القذافي ليس مرشحا لأي منصب في الدولة

وصف ما يتردد عن وجود صراعات سياسية مع أشقائه بأنه «كلام فارغ»

TT

فيما يمكن اعتباره مفاجأة سياسية كبيرة في ليبيا، نفى مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون المهندس سيف الإسلام القذافي، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، في طريقه إلى تولي منصب سياسي في الدولة الليبية خلال الفترة القريبة المقبلة.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إن المهندس سيف الإسلام القذافي لا يفكر الآن في التراجع عن قرار اعتزاله الحياة السياسية والعمل العام في ليبيا، الذي اتخذه في شهر أغسطس (آب) 2008»، مؤكدا أنه متفرغ الآن لمشروعات أكاديمية وخيرية بحتة.

وأشار المصدر إلى عدم وجود أي بند على جدول أعمال المؤتمرات الشعبية الأساسية (المحليات والبلديات) المجتمعة حاليا في ليبيا، تمهيدا لاجتماع البرلمان الليبي قبل نهاية الشهر الحالي، بشأن المستقبل السياسي لنجل القذافي، وهو ما أثار تكهنات حول تأجيل البت في احتمال تولي سيف الإسلام منصب المنسق العام للقيادات الاجتماعية الشعبية في البلاد.

وكان العقيد القذافي قد اقترح قبل نهاية العام الماضي منح نجله الثاني سيف الإسلام منصبا رسميا في الدولة الليبية لكي يتمكن من الاستمرار في تنفيذ مشروعه الإصلاحي الذي يحمل اسم «ليبيا الغد». وتنازل الزناتي محمد الزناتي، منسق القيادات الاجتماعية، وأحد المقربين من العقيد القذافي، قبل نحو شهرين، عن منصبه في رئاسة القيادات الاجتماعية الشعبية، فيما بدا أنه بمثابة تجهيز لكي يتولى سيف الإسلام هذا المنصب.

وراجت تكهنات كثيرة مفادها أن سيف الإسلام راغب في تولي المنصب الذي سيجعله بمثابة الرجل الثاني في ليبيا، ويخول له الإشراف والهيمنة على عمل البرلمان والحكومة في وقت واحد.

لكن مصدرا مقربا من نجل العقيد القذافي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أمس، مجددا أن سيف الإسلام ما زال عازفا عن الدخول مرة أخرى في معترك الحياة السياسية في ليبيا.

ونقل المصدر لـ«الشرق الأوسط» عن نجل القذافي قوله، إنه لا يرغب في دخول العمل السياسي في ليبيا من خلال ما وصفه بـ«مسرحية سياسية».

وأضاف «قررت أن لا علاقة لي بالشأن العام منذ فترة، وما زلت متمسكا بهذا القرار ولا أعتزم التراجع عنه حاليا»، وقال المصدر، إن نجل القذافي يرى أن عودته إلى الحياة السياسية مجددا مرهونة بإتاحة الفرصة أمام الشعب الليبي لكي يقول رأيه، في ظل بيئة سياسية تضمن وجود الأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني، وآليات انتخاب تتمتع بدرجة عالية من الشفافية والنزاهة.

وأضاف المصدر أن سيف الإسلام حاليا متفرغ لمشروع المركز الذي أنشأه العام الماضي في لندن، وستصدر له عدة كتب قريبا، ولا يزال مهتما بالعمل الخيري.

ونقل المصدر أيضا عن سيف الإسلام قوله: «قررت الانسحاب وليست لي رغبة في خوض أي مشاريع سياسية»، وقال المصدر ذاته، إن نجل القذافي يرى أنه بما أن الشعب الليبي هو صاحب القرار والشرعية الحقيقية، فإن هذا الشعب هو الطرف الوحيد فقط في منح أي مسؤول سياسي في ليبيا الشرعية لكي يشارك في صنع القرارات أو الحكم. وزاد قائلا «حتى إن تهيأ الوضع فهو غير متحمس، ولكن لنفترض أنه قرر دخول العملية السياسية، لن يدخلها بكل تأكيد إلا في ظل شروط معينة، مثل أي شروط متحضرة في أي دولة في العالم».

ونقل المصدر عن سيف الإسلام قوله أيضا: «إذا فكرت سيكون هذا بعد إقرار الدستور وموافقة كل الليبيين عليه، على أن يأخذ وقته في النقاش والحوار حوله قبل التصديق عليه، وخروج قوانين جديدة تضبط العملية السياسية».

وبخصوص مقترح القذافي بشأن تولي نجله منصبا رسميا في الدولة، قال المصدر إنه مجرد اقتراح لليبيين، وهو متروك لهم لكي يقرروه، ومن خلال آلية واضحة وشفافة وحقيقية، معتبرا أن الليبيين في حاجة إلى وجود دستور.

وأضاف أن « كلام الأخ العقيد لن يتحقق ما لم تتوفر له الشروط والبيئة المناسبة». ونقل المصدر عن سيف الإسلام قوله، «أعتقد أن الأمور في ليبيا تسير إلى الأمام وفي تقدم، بغضّ النظر عن وجود سيف الإسلام من عدمه، ووجوده لا يعني تحقيق فارق كبير».

ونفى المصدر وجود معارك أو خلافات سياسية في ليبيا تقف وراء تأجيل تولي سيف الإسلام لأي منصب رسمي، وقال «ليبيا ليست في حاجة إلى معارك، بل إلى استقرار وهدوء وسلام، والمعارك التي خضناها في السابق كانت معارك كافية».

ونفى المصدر وجود صراع بين سيف الإسلام وبقية أشقائه، وتحديدا المعتصم القذافي، الذي يتولى حاليا منصب مستشار الأمن القومي الليبي، وقال: «هذا كله كلام فارغ».