أعمال عنف طائفية جديدة توقع 200 قتيل في نيجيريا

حظر دائم للتجول.. والأمن يسعى لإعادة النظام في مدينة بوسط البلاد

صورة وزعت، أمس، لمبان تعرضت للحرق في مدينة جوس النيجيرية إثر الاشتباكات الطائفية الأخيرة (إ.ب.أ)
TT

تجددت أعمال العنف الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مدينة جوس الواقعة وسط نيجيريا أمس، فيما وصل عدد القتلى منذ اندلاع العنف الأحد الماضي إلى نحو 200 شخص. ومن جهتها، فرضت السلطات حظرا دائما للتجول في المدينة أمس، وحثت السكان على التزام الهدوء فيما بدأت قوات الأمن مساعيها لإعادة فرض النظام. وكانت الاشتباكات قد اندلعت الأحد الماضي بعد مشادة حول إعادة بناء منازل تم تدميرها في اشتباكات وقعت عام 2008 حين دار أسوأ قتال بين المسلمين والمسيحيين منذ سنوات في البلاد.

وأعلن غريغوري يينلونغ المتحدث باسم ولاية جوس، أن السلطات قررت توسيع نطاق حظر التجول الليلي المفروض منذ مساء الأحد «على مدينة جوس ومنطقة بوكورو المجاورة لها، ليصبح حظرا للتجول على مدار الساعة بسبب تجدد أعمال العنف في عدة مناطق». وأضاف ييلونغ أن السلطات «طلبت من كل السكان التزام منازلهم بينما تقوم القوات الأمنية بالعمل على إعادة فرض النظام». وبدورها، بدأت الإذاعة تكرر تلاوة بيان حظر التجول.

ونقلت وكالات الأنباء عن سكان قولهم أمس إنهم سمعوا إطلاق عيارات نارية ورأوا حرائق مندلعة. وروى إبراهيم مودي الذي يقطن في ضاحية سابون فيغي لوكالة الصحافة الفرنسية: «بوسعي أن أسمع من حيث أنا موجود عيارات نارية وأن أرى أعمدة لهب فوق بعض أحياء المدينة. يمكننا القول إن القسم الشمالي في جوس يحترق برمته».

وعُلقت الرحلات الجوية كافة إلى المدينة أمس، حسبما صرحت مصادر المطار وشركات الطيران. وقال ديفيد ماياكي، وهو أحد السكان المسيحيين في منطقة دوتسي أوكو في جوس التي شهدت تجدد اندلاع القتال، إن حظر التجول لم يسرِ بعدُ في المدينة. وقال عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية أمس إن «الحكومة فرضت حظرا للتجول على مدار الساعة، ولكن لا يبدو أن له أي تأثير، فالقتال مستمر دون هوادة». بدوره، قال محمد أحمد من منطقة أوغواروغو إن المدينة «غارقة في الدخان وإطلاق النار العشوائي يملأ المكان». وتابع: «الوضع مخيف للغاية. نحن في الداخل، ولكننا لا نشعر بالأمان. يبدو الأمر كأن شيئا سيحدث لنا في أي لحظة».

وصرح متحدث باسم الجيش أن القتال الذي كان في يومه الأول محصورا في منطقة نساراوا غون، وهي منطقة من المدينة تسكنها غالبية من المسيحيين، إلا أن القتال انتشر ليصل إلى مناطق أخرى. وصرح الكولونيل غالاديما شيكاري: «نعم، لقد تجدد العنف، ولكنني لا أستطيع أن أجزم بمدى انتشاره. والعنف غير مركَّز في مكان واحد، وليس محدودا في منطقة واحدة، إنه منتشر».

ونزح نحو ثلاثة آلاف شخص من سكان المدينة بسبب أعمال عنف جرى خلالها إحراق منازل، كما أوضح الصليب الأحمر المحلي الذي تعذر عليه تحديد حصيلة القتلى، وأشار إلى إصابة مائة شخص بجروح خطرة. وصرح متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن اللجنة ستوفد عشرة من العاملين في مقرها بالعاصمة أبوجا إلى جوس لتعزيز مكتبها هناك.

يشار إلى أن مدينة جوس، التي تعد نحو 500 ألف نسمة، تقع جنوب شرق العاصمة الفيدرالية أبوجا. وتشهد نيجيريا، كبرى دول إفريقيا من حيث عدد السكان (150 مليون نسمة) أعمال عنف متكررة بين مسلمي الشمال ومسيحيي الجنوب، وخصوصا في ولايات الوسط والشمال حيث يصعب على الطوائف المختلفة التعايش معا. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، قُتل مئات الأشخاص في غضون يومين في جوس في مواجهات طائفية.