قمة إقليمية في أسطنبول لحل الأزمة الأفغانية.. والسعودية والإمارات تشاركان بصفة مراقب

أردوغان يلتقي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث مبادرة جديدة حول أفغانستان

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في منظمة المؤتمر الإسلامي أن القيادة التركية تقود تحركا جادا بالتنسيق مع المنظمة، تحضيرا لعقد قمة إقليمية تستضيفها إسطنبول في 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، تضم أفغانستان وباكستان وإيران وطاجيكستان وأوزباكستان وتركمانستان، إضافة إلى الصين، كما ستشارك فيها كل من السعودية والإمارات بصفة مراقب.

وأوضحت المصادر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور السعودية حاليا، سيعقد لقاء مع أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اليوم، لمناقشة هذه التحضيرات، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يأتي امتدادا لنشاط دبلوماسي تركي ملحوظ، إذ سبقته زيارة رسمية لوزير خارجيته داوود أغلو إلى السعودية، ولقاؤه أيضا بالأمين العام للمنظمة مطلع يناير الحالي.

وتعزو مصادر المنظمة زيارات القيادات التركية، ولقاءاتها بالأمين العام للمنظمة ذي الجنسية التركية أكمل الدين إحسان أوغلي، إلى جهود حثيثة تدور حول تحرك تركي أفغاني وباكستاني إيراني مشترك، بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي، لحل الصراع الدائر في أفغانستان.

ومن المنتظر أن يشارك في القمة الإقليمية الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فيما سيترأسها الرئيس التركي عبد الله غل، وتأتي هذه القمة بعد اجتماع شهدته العاصمة الباكستانية إسلام آباد السبت الماضي، حضره وزراء خارجية إيران وباكستان وإيران، بغية بحث الأوضاع في أفغانستان.

وأكدت المصادر أن هذه القمة تهدف إلى تفعيل دور الدول الإسلامية في احتواء الصراع المحتدم في أفغانستان، وبحث إيجاد سبل سلمية من أجل إنهاء الحرب الأهلية الناشبة منذ عقود. وذكرت أن «القمة المقبلة في إسطنبول تهدف إلى حل إقليمي لأزمة أفغانستان، يشرك في طياته دول المنطقة التي تحظى بعضوية منظمة المؤتمر الإسلامي، وسط تأزم الوضع الأفغاني، وإلقائه بظلال الإرهاب والتطرف على دول الجوار».

وأوضحت المصادر أن زيارة أردوغان إلى «المنظمة الإسلامية»، تصب في خانة التباحث، وهي تعقب زيارة داوود أغلو، في سياق رغبة أوساط غربية تهدف إلى إفساح مجال أكبر لحل ولو جزئي من قبل العالم الإسلامي الذي تكفل رعايته ضمانات أكثر نزاهة ومصداقية للأطراف المتنازعة في كابول.

وقالت المصادر كذلك إن «قادة تركيا وباكستان وأفغانستان يرون حاجة ملحّة إلى تعاون إقليمي بين هذه الدول بغية الخروج من النفق المعتم الذي تمر به أفغانستان»، مشيرة إلى أن اجتماعا سابقا عقده الرئيس غل على هامش القمة الاقتصادية الإسلامية «كومسيك» في إسطنبول 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحث خلالها مع الرئيس الباكستاني آصف زرداري ضرورة إيجاد صيغة حوار جديدة لأفغانستان، تسهم فيها الدول الأعضاء بالمنظمة والمعنية بأزمة أفغانستان بشكل إيجابي في سياق حشد الجهود من أجل إنهاء الحرب الأهلية في البلاد».

وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي طرح مبادرة تتعلق بالأزمة الأفغانية أمام مجلس الأمن في جلسته التي عُقدت في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، والتي تم تخصيصها لبحث قضايا الأمن والسلام العالميين، والتي ترأسها بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.

ودعا أوغلي في مبادرته المجتمع الدولي إلى فتح قنوات الحوار في مناطق النزاع في العالم الإسلامي، وعدم الاكتفاء بالحلول العسكرية فقط، وقال في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك في 13 يناير الحالي إن «(منظمة المؤتمر الإسلامي) تعتقد أن معالجة المشكلات من الزاوية الأمنية أو اللجوء للخيار العسكري فقط لا يمكن أن تفضي إلى إحلال السلم الدائم والشامل».

وتتحدث مبادرة البروفسور إكمال الدين إحسان أوغلي عن مشروع لعقد مؤتمر علماء المسلمين في أفغانستان، وتأتي مبادرة منظمة المؤتمر الإسلامي وسط سعي غربي حثيث من أجل إدماج المنظمة في حل شامل يضمن عزل حركة طالبان عن فكر «القاعدة»، ويطرح فكرا معتدلا يمهد الطريق أمام تسوية سياسية جذرية في أفغانستان.

يُذكر أن مؤتمر العلماء المسلمين الذي كان قد أعلن عنه سابقا، جرى تأجيله بسبب تداعيات الانتخابات الرئاسية في كابول، في الوقت الذي تتحمس فيه أوساط غربية سياسية ومراكز أبحاث لإدماج «المؤتمر الإسلامي» في حل سلمي يضع حدا للمأزق العسكري الذي يعاني منه حلف الناتو في مواجهة طالبان.