السعودية تمدد فترة «الابتعاث الخارجي».. 5 سنوات

بأمر من خادم الحرمين.. فيما زادت نسبة المبتعثين خلال السنوات الخمس الماضية بنحو 1600%

TT

أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتمديد برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي، لخمس سنوات قادمة اعتبارا من العام المالي الحالي.

ويأتي صدور هذا الأمر، متزامنا مع تأكيدات مصادر في وزارة التعليم العالي السعودية لـ«الشرق الأوسط» تشير إلى أن عدد الطلاب المدرجين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للبعثات ارتفع من 5000 مُبتعث في بداية البرنامج إلى 80 ألف طالب وطالبة، بنسبة نمو تصل إلى نحو 1600 في المائة.

ويرى مراقبون أن تمديد برنامج الابتعاث الخارجي كفيل بتخريج كوادر بشرية مؤهلة تُضخ لاحقا في شرايين سوق العمل السعودي وتلبي احتياجات من الكفاءات الوطنية، مشيرين إلى توقعات بزيادة عدد ونسبة النمو في أعداد الطلاب والطالبات المبتعثين إلى الخارج خلال السنوات المقبلة.

من جهته، وصف الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي، تمديد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بـ«الفرصة الحقيقية لأبناء الوطن» لإكمال الدراسة والتأهيل، وتحقيق النجاح بالحصول على أعلى الشهادات العلمية والعملية. موضحا أن البرنامج يهدف إلى رفع كفاءة أبناء الوطن، وتزويدهم بشتى أنواع المعارف والعلوم في مختلف التخصصات والتطبيقات العلمية والنظرية، من مختلف جامعات الدول المتقدمة.

وأكد الدكتور العنقري في تصريح صحافي أمس أن «مخرجات برنامج الابتعاث تلبي متطلبات خطط التنمية»، مضيفا أن الوزارة تسعى إلى أن تعود معطياته بالفائدة على الوطن، وتفعيل تنمية الموارد البشرية، وتأهيلها بشكل فاعل في البلاد، كي ننافس عالميا في سوق العمل ومجالات البحث العلمي».

وأشار وزير التعليم إلى مخرجات البرنامج، قائلا «إنها تدعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات من أبناء الوطن، وتفعل دورها الحضاري في خدمة الوطن، وتدعم البرامج التطويرية التي تخدم مجالات حيوية في البلاد كالطب، وطب الأسنان، والعلوم الصحية، والحاسب الآلي، والرياضيات، والفيزياء، والقانون، وإدارة الأعمال، وغيرها من التخصصات».

وكان مجلس الوزراء أقر خلال جلسته الأخيرة الاثنين الماضي، تكفّل الدولة بـ50 في المائة من تكاليف الدراسة للطلاب السعوديين في التعليم الموازي والجامعات والكليات الأهلية الداخلية، إضافة إلى إلحاق الطلاب السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات الأهلية في الدول العربية، والمُتقدمين بطلبات الالتحاق قبل إنفاذ القرار.

من جانبه أوضح الأستاذ الدكتور عبد الله الموسى وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أتاح خلال السنوات الخمس الماضية فرصة الدراسة واكتساب المعارف والمهارات لأكثر من 70 ألف مبتعث ومبتعثة، إلى جانب تحقيق الامتداد الثقافي بين السعودية والحضارات الأخرى من خلال ما يزيد على 25 دولة في العالم تتقدمها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا وكندا. وأشار إلى أن ذلك البرنامج شهد توسعا كميا ونوعيا خلال الفترة الماضية في شؤون الابتعاث، والذي لم يشهده تاريخ السعودية على مدى العقود الماضية، وذلك من نواح عدة تتضمن أعداد المبتعثين وتنويع دول ومؤسسات التعليم المبتعث لها، إضافة إلى التخصصات التي تتوافق مع احتياجات سوق العمل وخطط التنمية الوطنية.

وأضاف «صاحب هذا التوسع تنظيم لخدمة المبتعثين في ظل إنشاء وزارة التعليم العالي وكالة تختص بشؤون البعثات والتي تم دعمها بخبرات أكاديمية وإدارية عالية، عدا عن زيادة أعداد الملحقات الثقافية السعودية في الخارج»، لافتا إلى أن عددها ارتفع من 24 ملحقية قبل خمس سنوات إلى 32 ملحقية حاليا.

وحول نتاج البرنامج، أفاد بأنه حقق العديد من المميزات والمتمثلة في التحاق المبتعثين بتخصصات تتفق مع سوق العمل وتتواءم وخطط التنمية، عدا عن إدراج مجال الاقتصاد والعلوم الإدارية نتيجة إنشاء المدن الاقتصادية والتوسع في الأنشطة المالية. وأكد أن البرنامج استطاع أن يسد الفجوة التي أظهرتها إحصائيات وزارة العمل في المهن الهندسية والطبية والاتصال والحاسب الآلي، لا سيما أنها تمارس من غير السعوديين، مشيرا إلى أن الجامعات تستعد للإفادة من مخرجات ذلك البرنامج بهدف سد حاجتها من أعضاء هيئة التدريس.

وذكر أن برنامج الابتعاث الخارجي أبرز الدور الريادي للسعودية في دول العالم، وذلك من خلال نوادي الطلاب السعوديين بالجامعات العالمية وما يقوم به الطلبة المبتعثون والمبتعثات من جهود في إبراز وجه المملكة الحضاري سواء في مناسبات اليوم الوطني أو المناسبات الأخرى من معارض ومؤتمرات. واستطرد في القول «أفرز البرنامج تعاونا ملموسا بين الوزارة والعديد من السفارات الأجنبية في السعودية التي عقدت مجموعة من اللقاءات مع بعض السفراء والقنصليات من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا وكندا وغيرها»، مبينا أن الغرض منها مناقشة أوضاع الطلبة المبتعثين وتوثيق أواصر العلاقات الثقافية مع مختلف البلدان.

ولفت إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أثبت جدية ونشاط المبتعثين، خاصة أن نتائج الإخفاق الطلابي بينت نسبا متدنية لم تتجاوز 3 في المائة من مجموع الطلاب، عدا عن إتاحته الفرصة للمرأة السعودية كي تتعلم وتكون عنصرا فاعلا في بناء المجتمع. وأوضح أن البرنامج عمد إلى تحقيق التوازن بين مناطق السعودية من خلال حرص الوزارة على ابتعاث الطلاب والطالبات من المناطق كافة وخاصة النائية منها بهدف تحقيق التنمية الشاملة. وفي ما يخص ما حققته السعودية عن طريق البرنامج، أبان بأنها أحرزت مركزا متقدما بين دول العالم في الحراك الطلابي العالمي، إذ جاءت الصين في المقدمة بنحو 421 ألف طالب، تليها الهند بـ 153.3 ألف لتأتي كوريا الجنوبية بما يقارب 105 آلاف طالب، بينما تجاوز عدد الطلاب السعوديين المبتعثين 70 ألف طالب، موضحا أنها تقدمت على اليابان وأميركا، عدا كونها تحتل المركز الأول بين الدول مقارنة بعدد السكان والبالغة 0.03 في المائة.

وأضاف «حصل مجموعة من الطلاب والطالبات المبتعثين والمبتعثات على عدد من الجوائز العلمية وبراءات الاختراع وشهادات التفوق العلمي، إلى جانب تمثيل آخرين منهم في المجالس الطلابية بالجامعات ومشاركاتهم في الأنشطة الحالية».