مصادر إسرائيلية: ميتشل يقترح دولة فلسطينية في حدود 1967 مع الاعتراف بالكتل الاستيطانية

ضغوط شديدة على إسرائيل والسلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات

TT

ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أمس أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي وصل أمس إلى تل أبيب، يحمل معه اقتراحا لاستئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يدور حول إعلان مبدئي من واشنطن تقول فيه إنها ترى أن التسوية النهائية ستفضي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في حدود تقوم على أساس مساحة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والاعتراف في الوقت نفسه بالكتل الاستيطانية التي أقامتها إسرائيل لتصبح جزءا من تخوم حدودها رسميا.

والاقتراح المذكور مبنيّ على المطلب الذي كان قد طرحه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، بأن تكون مساحة دولة فلسطين بنفس مساحتها قبل احتلال عام 1967، أي 6258 كيلومترا مربعا (مساحة الضفة الغربية والقدس الشرقية 5860 كيلومترا مربعا ومساحة قطاع غزة 360 كيلومترا مربعا ومساحة المناطق الحرام 38 كيلومترا مربعا)، على أن يتم تبادل أراضٍ بينها وبين إسرائيل. ومقابل بقاء الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية، تعطي إسرائيل للدولة الفلسطينية أراضي بديلة بنفس المساحة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، قد قبل بهذا الطرح وكاد يوقع عليه مع أبو مازن، لكن المفاوضات لم تكتمل في حينه.

ويرى الأميركيون أن طرح مثل هذا الاقتراح بشكل علني سيؤدي إلى استئناف المفاوضات. ففي الطرف الفلسطيني سيعتبرون الحصول على دولة مستقلة في حدود مساوية لحدود 1967 مكسبا كبيرا، وعندئذ بإمكانهم التنازل عن شرط تجميد البناء الاستيطاني لاستئناف المفاوضات، باعتبار أن البناء في الكتل الاستيطانية سيصبح شرعيا. وسيرغبون في التعجيل ببناء الدولة الفلسطينية. وسيرون في الاقتراح تجاوُبا مع طلبهم باستئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات مع أولمرت. وأما في الطرف الإسرائيلي فيرون المكسب في عدم تجميد البناء الاستيطاني من جهة وفي الاعتراف بالكتل الاستيطانية كجزء من إسرائيل من جهة ثانية.

وقالت هذه المصادر إن ميتشل يريد اعتماد هذا الاقتراح بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاقتراح الفلسطيني بتجميد الاستيطان بشكل سري لمدة ستة شهور في سبيل استئناف المفاوضات. وقال نتنياهو: «هذا الاقتراح غير عملي. فلا توجد في الشرق الأوسط أسرار. وفي غضون أيام من اتخاذ قرار كهذا، سوف ينشر. وعندئذ ينهار الائتلاف الحكومي في إسرائيل وتسقط الحكومة». وسيمضي ميتشل طوال اليوم في إسرائيل لإجراء لقاءات مع قادتها، وفي محورها لقاء مطول مع نتنياهو، وسينتقل غدا إلى رام الله للقاء الرئيس عباس.

وحسب المصادر الإسرائيلية فإن الغرض من زيارة ميتشل هذه المرة هو ملأ الفراغ الناشئ جراء فشله في التقدم في المفاوضات السلمية. وكتبت صحيفة «معاريف» العبرية أمس أن الإدارة الأميركية شعرت بأن فشلها في تحريك المفاوضات أدى إلى تحركات من قوى أخرى في المنطقة لملء الفراغ، مثل روسيا والاتحاد الأوروبي. وأن الجهود لعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس أو موسكو بدأت تتصاعد. وهذا يُفقِدها دورها الريادي. وعليه تنوي تنشيط العملية السلمية. وتمارس ضغوطا على الطرفين من أجل ذلك.

ويمارس ميتشل ضغوطا شديدة على الطرفين لاستئناف المفاوضات ويقترح حلولا وإغراءات تمكن كل طرف من التغلب على المعارضة داخل معسكره وذلك على النحو التالي: يرفض الشرط الفلسطيني بتجميد الاستيطان بالكامل ويقول إن هذا الشرط ليس واقعيا ولا يمكن تحقيقه. ويرفض الموقف الإسرائيلي بمفاوضات من دون شروط، ويطلب من نتنياهو تحقيق مطالب أخرى واقعية يطرحها الرئيس الفلسطيني لتكون بديلة عن تجميد الاستيطان، مثل تخفيف الحصار عن قطاع غزة بشكل جدي وسحب قوات الجيش الإسرائيلي إلى المناطق التي كان مرابطا فيها في الضفة الغربية، قبل انتفاضة عام 2000، وإزالة المزيد من الحواجز داخل الضفة وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وخصوصا المرضى والمسنين والأطفال والنساء.