هنية يبعث برسالة خطية لمبارك بشأن أحداث رفح ويأمل في وقف التحريض

رئيس الوزراء المقال: نوافق أن تشرف الأمم المتحدة والجامعة العربية على إعادة إعمار غزة

عجوزان فلسطينيان يغادران كوخهما في منطقة وادي غزة مع استمرار تدفق المياه، امس (رويترز)
TT

قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية في قطاع غزة: إنه بعث برسالة خطية للرئيس المصري حسني مبارك حول أحداث رفح الأخيرة، متمنيا أن يتم وقف ما أسماه بـ«حملة التحريض التي تتعرض لها غزة في وسائل الإعلام المصرية». وفي مقابلة أجرتها معه فضائية القدس الفلسطينية الليلة قبل الماضية، وصف هنية علاقة فلسطين بمصر بـ«علاقة استراتيجية لا يمكن الفكاك عنها بحكم الإخوة والجوار، حتى إن وجد تباين في بعض المواقف السياسية، مثل معبر رفح، وبناء الجدار الفولاذي»، مشددا على أن هناك محاولات لحل الخلافات «في إطار يحمي هذه العلاقة وينطلق من مفهوم أن مصر هي القوة الأكبر عربيا وإقليميا».

ووصف هنية استمرار الحصار على الفلسطينيين في غزة نحو ثلاث سنوات بالإضافة إلى إغلاق معبر رفح، علاوة على بناء جدار فولاذي، بأنها أمور تشكل مصدر ألم في الساحة الفلسطينية الداخلية.

وحول الاتصالات مع مصر بشأن احتواء الأزمة الأخيرة في رفح، أوضح هنية أنه كلف وزير داخليته فتحي حماد بالاتصال بالقيادات الأمنية المصرية لاحتواء أحداث رفح منذ بدايتها وللوقوف على حقيقتها، وشكل لجنة تحقيق رسمية تواصل الآن تحقيقاتها. وأكد هنية أن مصر هي راعية الحوار الوطني برضا فلسطيني ومباركة عربية.. وأن التوقيع على ورقة المصالحة ينبغي أن يكون في القاهرة، نافيا أن تكون حماس قد طرحت بديلا عن العاصمة المصرية للتوقيع على ورقة المصالحة في حال تمت الاستجابة للملاحظات التي أبدتها الحركة. وأكد هنية على أن حماس تشدد على ملاحظاتها على ورقة المصالحة المصرية من أجل ضمان إنجاح المصالحة. واعتبر أن المصالحة الحقيقية هي التي ننظر إليها على أنها «خطوة على طريق تعزيز الشراكة، وإعادة إحياء المؤسسات الفلسطينية، وإحياء عمل البرلمان والحكومة الدستورية التي تعني تشكيل حكومة توافق وحكومة وحدة وطنية». وأضاف: «إذا لم تتوفر الإرادة السياسية لدى بعض القيادات في رام الله بأن هناك شريكا على الساحة الفلسطينية ويجب أن نعمل معه، وأن كل محاولات شطب هذا الشريك قد باءت بالفشل.. أنا أعتقد أن الخطوات ستبقى مضطربة».

وحول الاعتداءات الإسرائيلية قال هنية: إنه بعد الحرب أصبح هناك توافق وطني فلسطيني على ضرورة الحفاظ على الهدوء، مشيرا إلى أن حكومته معنية بحماية هذا التوافق «وكلما شعرنا بأن هناك خروجا على هذا التوافق تحركنا للاتصالات مع فصائل المقاومة كافة، حتى يبقى الجميع في دائرة هذا التفاهم، ولا يحدث انهيار في الأوضاع الميدانية». واستبعد هنية أن تشن إسرائيل حربا جديدة على غزة لعوامل عدة، أولها تقرير غولدستون. وامتدح هنية الجولة العربية التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، مشيرا إلى أن هذه الجولة جاءت في ظروف استثنائية، حيث يستمر الحصار ويتواصل البحث في ملف المصالحة، وفي غمرة التهديدات الإسرائيلية بضرب غزة. وعن الوعود بإعادة إعمار غزة ذكر هنية: «نحن نوافق أن تشرف الأمم المتحدة والجامعة العربية على إعادة الإعمار، والحكومة لن تتدخل إطلاقا إلا بما يضمن تقديم كل الخدمة والخطط، ونحن مع أي جهد فلسطيني أو عربي أو دولي لإعادة البناء وإعمار ما دمره الاحتلال». وحول تجربة الجمع بين المقاومة والحكم قال هنية: «إن دخول حماس إلى الحكم كشف الوجه الحقيقي لما يسمى بعملية التسوية والخداع الذي مارسته العديد من الدول ضد الفلسطينيين.. وكشفت حتى أولئك الذين ينادون بالديمقراطية، هذه كذبة كبرى.. هنا في غزة، تجربة غنية جدا ويجب أن تدرس بكل محتوياتها، وما تعرضنا له لا يمكن أن يثنينا عن قناعتنا وعن تمسكنا بثوابتنا».