امرأة مسؤولة عن التحرير في صحيفة «لوموند» الفرنسية للمرة الأولى

سيلفي كوفمان تخترق قلعة احتلها حتى الآن الصحافيون الرجال

سيلفي كوفمان
TT

في قاموس الصحافة الفرنسية، يحتل مدير التحرير مركزا أعلى من رئيس التحرير، وهو، بعد مدير الصحيفة أو المجلة، الشخصية الرئيسية التي تقع على كاهلها مسؤولية الأعباء اليومية التحريرية والإدارية فضلا عن الاهتمام بفريق المحررين والمراسلين والتقارير والريبورتاجات وخلافها.

ولهذا المنصب اختارت صحيفة «لوموند» المسائية الواقعة على يسار الوسط، التي تتمتع بسمعة مهنية جيدة وتأثير سياسي كبير، امرأة ذات خبرة واسعة مدشنة بذلك عهدا جديدا من مناصب المسؤولية أمام صحافيات حرمن حتى الآن من الوصول إليها خصوصا في الصحافة المكتوبة.

غير أن سيلفي كوفمان التي اختارها رئيس إدارة «لوموند» إريك فوتورينو لهذا المنصب، لم تصل إلى منصبها الجديد لأنها امرأة، بل لأنها صحافية ذات تجربة واسعة وخبرة طويلة وشهادات تؤهلها لاحتلال منصب كهذا. كوفمان، البالغة 54 عاما، خريجة معهد العلوم السياسية وكلية الحقوق ومعهد الصحافة وجامعات أجنبية أخرى، تنقلت في مراكز كثيرة عبر العالم بعد أن بدأت مشوارها المهني مع وكالة الصحافة الفرنسية في عام 1979. وهي تخلف في هذا المنصب الأساسي آلان فراشون، وهو أحد أهم صحافيي الجريدة في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية.

وما تتميز به كوفمان أنها تنقلت كمراسلة في كثير من العواصم، مما ساعدها على بناء تجربة واسعة. ومنذ انتقالها إلى «لوموند» في العام 1988 التي اختارتها بسبب معرفتها العميقة لمجتمعات أوروبا الشرقية، جمعت خبرات من مواقع رئيسية عملت فيها في فترات التحول السياسي التاريخي لهذه المنطقة، فعاشت وعملت في فرصوفيا وموسكو أيام غورباتشوف واحتضار الاتحاد السوفياتي حيث بقيت حتى عام 1993. ومن هناك نقلت إلى واشنطن ونيويورك حتى عام 2001 حيث عادت إلى باريس لتصبح مساعدة رئيس التحرير، ثم مساعدة مدير التحرير المسؤولة عن الريبورتاجات الكبرى في الصحيفة. وفي عام 2006، حزمت حقائبها مجددا باتجاه بلدان جنوب آسيا، حيث كتبت كثيرا من التحقيقات المتنوعة قبل عودتها خريف العام الماضي إلى باريس لتتولى الإشراف على النسخة الإلكترونية للصحيفة، ولبلورة صيغة تكامل بينها وبين الصحيفة الورقية. ولم تتردد في قبول عرض فوتورينو الذي جعل منها المسؤول الثاني عن صحيفة رائدة أطلقت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتكون «الصحيفة المرجع» في فرنسا.

غير أن الجريدة المذكورة عانت في السنوات الأخيرة من كثير من الصعوبات المالية والاقتصادية والاجتماعية لجهة العلاقة بين الإدارة والجسم التحريري مما انعكس إضرابات وتسريحات كثيرة. وتتمتع الصحيفة بهيكلة إدارية خاصة تعطي المحررين الحق في النظر في التعيينات الإدارية وخطط التنمية الداخلية والخارجية.