إيران تقترح مجددا مبادلة مخزونها من اليورانيوم مع يورانيوم عالي التخصيب «بصورة متزامنة وعلى دفعات»

تقدمت به «شفهيا» خلال الأسبوع الثاني من يناير

TT

ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» رفض مصدر إعلامي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية تأكيد أو نفي الأنباء التي أشارت أن إيران سلمت المدير الجديد للوكالة للمرة الأولى منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي «ردا كتابيا» يرفض أكثر من بند رئيسي من بنود مسودة الاتفاق النووي التي كان الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة قد وزعها على الأطراف المعنية، وتقترح صيغة توفر لإيران وقود نووي لمفاعلها الطبي بالعاصمة طهران مقابل شحن طهران نحو 70% من مخزونها النووي ضعيف التخصيب إلى روسيا لرفع درجة التخصيب من 3.5% إلى 20% ومن ثم إلى فرنسا لتحويله لقضبان نووية تعود إلى إيران لاستخدامها إلى وقود.

وكانت أنباء قد أشارت في فيينا حيث المقر الرئاسي للوكالة الذرية إلى أن المندوب الإيراني لدى الوكالة السفير علي أصغر سلطانية (الذي لم يتسنَّ الوصول إليه لوجوده خارج المدينة كما أكد مكتبه) قد التقى بيوكيا أمانو مدير عام الوكالة للمرة الأولى بحيث أكد له اعتراضات ورفض طهران أكثر من بند من بنود مسودة الاتفاق خصوصا البنود التي تنص على ضرورة أن تكتمل عملية تسليم اليورانيوم الإيراني خارج إيران. وتشير الأنباء إلى أن سلطانية شدد على أن الرأي الإيراني في هذا الخصوص نهائي ولن يتغير أو يتراجع مقترحا بدوره أن تعمل الوكالة على توفير صيغة اتفاق جديدة.

ومعلوم أن البرادعي كان قد تقدم بمسودة الاتفاق بتاريخ 21 أكتوبر الماضي مانحا الأطراف المعنية فرصة يومين لإبداء رأيها رفضا أو إيجابا. وفيما التزمت كل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة بالرد قبولا وموافقة على المسودة لم تردّ إيران بل طلبت مهلة لمزيد من الدراسة والتقصي ثم وافت الوكالة برد شفاهي بتاريخ 29 أكتوبر اعتبر ردا أوليا غير كامل.

ومن ثم ظلت طهران ترسل إشارات متناقضة ما بين رفض ومطالبات بالتعديل ليتم التسليم والتسلم بالتزامن وداخل الحدود الإيرانية فيما بادرت جهات أكثر تشددا برفض مسودة الاتفاق جملة وتفصيلا باعتبارها مجرد خدعة لحرمان إيران مما نجحت في تخصيبه من يورانيوم رغم ما فرض عليها من عقوبات، مبدية عدم ثقتها في التعامل مع تلك الأطراف الغربية التي سبق أن أخلّت بشروط اتفاق بينها وإيران في اتفاقات نووية سابقة.

واقترحت إيران مجددا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبادلة اليورانيوم المتدني التخصيب الذي تنتجه مع يورانيوم أكثر ثراء «بصورة متزامنة وعلى دفعات» الأمر الذي تعتبره الدول الكبرى عمليا رفضا من جانب إيران لمقترح الوكالة.

وقالت مصادر دبلوماسية أمس إن إيران تقدمت مجددا بهذا الطلب «شفهيا» خلال الأسبوع الثاني من يناير (كانون الثاني) خلال لقاء بين المدير العام الجديد للوكالة يوكيا أمانو وعلي أصغر سلطانية. وفي الختام سلم إلى السفير الإيراني محضر اللقاء مع طلب تأكيد دقته، وكان جوابه الشفهي بالإيجاب. غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة الدول الست المعنية بالملف الإيراني (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين وألمانيا) ترفض اقتراح إيران بمبادلة الوقود النووي على دفعات وبصورة متزامنة.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي الرد الإيراني على عروض مبادلة اليورانيوم خارج إيران بأنه «غير مناسب»، مع أنه قال إنه غير أكيد إن كان «نهائيا ورسميا». وإذا أرادت إيران صنع قنبلة نووية فهي تحتاج لليورانيوم العالي التخصيب الذي تملك منه كمية غير كافية. وعقدت الدول الست لقاء السبت الماضي في نيويورك بحثت خلاله مسارَي الحوار واحتمال فرض عقوبات على إيران.