الديمقراطيون يفقدون «الغالبية المعطلة» في مجلس الشيوخ

انتقال «مقعد كيندي» للجمهوريين يعمق مشكلات أوباما ويهدد مشروعه للرعاية الصحية

جموع تحضر إعلان نتيجة انتخابات مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، في عاصمة الولاية، بوسطن (أ.ف.ب)
TT

يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما عامه الثاني في البيت الأبيض في وضع أضعف من الذي كان عليه عند توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني) 2009.

فقد وجه الناخبون في ولاية ماساتشوستس ضربة لأوباما وللحزب الديمقراطي بانتخاب الجمهوري سكوت براون سيناتورا للولاية، خلفا للسيناتور الراحل إدوارد كيندي. وبهذا أصبح براون أول جمهوري ينتخب سيناتورا للولاية منذ عام 1972، وليصبح أول جمهوري يشغل المنصب بعد إدوارد كيندي الذي شغل المنصب لأكثر من نصف قرن. وحصل براون على 52 في المائة من أصوات الناخبين، بينما حصلت مرشحة الديمقراطيين مارثا كوكلي على 47 في المائة من أصوات مليوني ناخب. وبعد ما كان الفارق بين المرشحين في استطلاعات الرأي 30 نقطة مئوية لصالح كوكلي الشهر الماضي، انقلبت الأوضاع على الديمقراطيين مع حملة انتخابية قوية من براون واستياء الناخبين المستقلين من الديمقراطيين. ويذكر أن أوباما كان قد حصل على 62 في المائة من أصوات الناخبين في الولاية عام 2008. وأعلن براون بعد انتخابه مساء أول من أمس، «صوت ماساتشوستس المستقل قد تحدث». وأعلن براون نصره وهو واقف على مسرح وخلفه لائحة تقول «مقعد الشعب»، في إشارة إلى انتقاد كبير من الناخبين للحزب الديمقراطي بسبب إشارتهم للمقعد في مجلس الشيوخ بأنه «مقعد كيندي» بعد سيطرة عائلة كيندي عليه لعقود. وكان براون قد أكد في كل خطاباته السياسية أن «هذا مقعد الشعب، وليس مقعد آل كيندي أو الديمقراطيين». إلا أن براون قال أول من أمس إن أول اتصال قام به بعد فوزه كان بفيكي كيندي، أرملة السيناتور الراحل، أول من أمس، وأكد لها أنه «لا يمكن استبدال رجل مثله، ولكني الليلة أحيي ذكراه وأتعهد ببذل جهودي لأكون خلفا جيدا للسيناتور كيندي». كان أوباما قد توجه إلى ماساتشوستس يوم الأحد الماضي بالإضافة إلى مشاركته في إعلانات انتخابية لصالح كوكلي في محاولة اللحظة الأخيرة للحصول على تأييد لكوكلي، إلا أن شعبية أوباما لم تكن كافية لضمان تأييد الناخبين. واتصل أوباما بكوكلي وبراون بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، محاولا التقليل من التوتر الحزبي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، «الرئيس بارك للسيناتور براون نصره وحملته التي سيرت بنجاح، الرئيس أبلغ السيناتور براون أنه يتطلع إلى العمل معه لمعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه عائلات ماساتشوستس والعائلات التي تنازع حول البلاد»، مضيفا أن «الرئيس شكر المدعية كوكلي لعملها الكبير، وحثها على مواصلة عملها بالنيابة عن العاملين في البلاد». ويذكر أن كوكلي ستعود إلى وظيفتها كمدعية عامة بعد أن خسرت في الانتخابات.

وبالإضافة إلى الحرج السياسي وإظهار ثغرات واضحة في شعبية الديمقراطيين، يمثل انتخاب براون، تحديا سياسيا حقيقيا لأوباما في تنفيذ أجندته في الكونغرس. فحتى مساء أول من أمس، كان الديمقراطيون يتمتعون بأغلبية في مجلس الشيوخ بـ60 من 100 مقعد. وكان باستطاعة أوباما وحلفائه أن يعولوا في المجلس على أعضائه الستين أي، «الاغلبية المعطلة» اللازمة لتجاوز أي عراقيل للجمهوريين. وكانت هذه الأغلبية قادرة على تمكين الديمقراطيين من تنفيذ أجندة أوباما وعلى رأسها تمرير قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية. إلا أنه مع فوز كوكلي، الذي أعلن عزمه التوجه إلى واشنطن وتولي مهامه بأسرع وقت ممكن، تراجع هذا العدد إلى 59 صوت ديمقراطي لصالح سياسات أوباما.

وقد أنفق الحزب الجمهوري أكثر من 5 ملايين دولار في الأيام الـ10 الأخيرة للحملة الانتخابية لضمان فوزه بهذا المقعد وتقوية الموقف الجمهوري بعد خسارتهم الكبيرة في انتخابات 2008، عندما استطاع الديمقراطيون السيطرة على البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس.

ومن الملفت، أن براون خصص جزءا كبيرا من حملته الانتخابية لانتقاد مشروع إصلاح نظام الرعاية الصحية، وهو الهدف الأساسي الذي كان يعمل من أجله كيندي. وتعهد براون بقضاء الفترة المقبلة للعمل ضد تمرير هذا المشروع. وقد أشار أعضاء في الكونغرس إلى أن الأمل بتمرير القانون هذا الشهر قد تراجع، ومن المرتقب أن تبدأ نقاشات شديدة حول مشروع القرار خلال الأسابيع المقبلة. وكان السيناتور الديمقراطي بول كيرك حل محل كيندي بعد وفاة الأخير في أغسطس (آب) الماضي. وطالب الجمهوريون أمس بعدم السماح بالتصويت على قرارات جديدة إلى حين تنصيب براون وأدائه القسم في مجلس الشيوخ، من أجل منحهم صوتا إضافيا.