براون.. نشأ فقيرا وتمكن من انتزاع «مقعد العمالقة» في الكونغرس

جمهوري درس القانون ويضع نفسه في خانة «المستقلين»

ستيبان ميسيتش
TT

عند احتفاله بعيد ميلاده الخمسين في سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن سكوت براون أنه يفكر في الترشح لمنصب سيناتور عن ولاية ماستشوستس، الذي خلا عندما توفي، قبل ذلك بشهر واحد، السيناتور إدوارد كيندي الذي شغل المنصب لحوالي 47 عاما. عندما قال براون إنه ربما سيترشح بالنيابة على الحزب الجمهوري، نقلت الأخبار أن جوزيف كيندي، ابن شقيق السيناتور الراحل، ربما سيترشح لملء منصب عمه. ولهذا، كان براون، منذ البداية، يعرف أنه يواجه عائلة كيندي الغنية والعملاقة، وهو الذي ينتمي إلى عائلة بسيطة وغير معروفة. لم ينتبه غالبية المحللين والسياسيين لبراون الذي كان حتى الشهر الماضي غير معروف على الساحة السياسية الوطنية.

وبعد سنة واحدة من ميلاده عام 1959 في مدينة ويكفيلد، في ولاية ماستشوستس نفسها، تطلق والداه: بروس براون، وجوديث براون. وعاش لسنوات قليلة مع والدته التي واجهت حياة فقيرة وصعبة. ولسنوات كانت تعيش على مساعدات حكومية من ميزانية الفقراء، مما دفع شقيقتها للتطوع وتربيته لسنوات. ثم عاد والدا والدته، وربياه لسنوات أيضا.

وفي مقابلة مع صحيفة «بوسطن غلوب» (التي تصدر في بوسطن، بولاية ماستشوستس)، قال براون «لم أستمتع ليس فقط برفاهيات الحياة، وإنما أيضا بأبسط لوازم الحياة. لم أستمتع ليس فقط بحنان أب وأم في منزل مستقر، ولكني لم أستمتع حتى بحنان أم في منزل مستقر».

عندما كان عمره 12 عاما، اعتقلته الشرطة بتهمة سرقة ألبوم أغان من متجر للأغاني والموسيقى. وعندما وقف أمام القاضي، يبدو أن القاضي، بعد أن عرف ظروفه، فعطف عليه. وأمره أن يكتب تقريرا من 1500 كلمة إجابة عن سؤال: «هل سترضى عائلتك إذا أرسلتك إلى السجن؟». وكان ذلك عقابه. ولاحقا، قال براون: «كانت تلك آخر مرة أسرق فيها». يبدو أن نصيحة القاضي ساعدته، لأنه، خلال السنوات التالية، اهتم بالدراسة، ودخل ثانوية المدينة. ثم دخل جامعة تفتز (في الولاية نفسها). ثم درس القانون في كلية بوسطن. ربما لم يكن سيقدر على ذلك بسبب ظروفه المالية الصعبة لولا أنه انضم متطوعا إلى الحرس الوطني في الولاية. تكفل هذا بمصاريف الدراسة الجامعية مقابل أن يستمر براون في العمل متطوعا في الحرس الوطني بعد أن يتخرج في الجامعة.

لعشرين سنة، ظل متطوعا في الحرس الوطني، ووصل إلى رتبة رمزية هي كولونيل. وبالإضافة إلى عمل المحاماة في بوسطن، تطوع محاميا في الحرس الوطني هناك. وفي السنة الماضية، عندما بلغ الخمسين، أحاله الحرس الوطني إلى التقاعد. وقال براون إنه كان يود أن يستمر متطوعا، لكنه، أيضا، يريد أن يواصل العمل السياسي. بعد سنتين على تخرجه كمحام، دخل العمل السياسي عبر الترشح والفوز بمنصب محلي في مدينة رنثام المجاورة. وفي سنة 1998، ترشح وفاز أيضا بمنصب عضو في مجلس نواب ولاية ماستشوستس. وفي سنة 2004، فاز بمنصب عضو في مجلس شيوخ الولاية. ثم فاز مرة أخرى في سنة 2008، لكن هذه المرة فاز بدون مرشح منافس.

وفي سنة 2009، يوم عيد ميلاده الخمسين، بدأ خطوات الترشيح لمنصب عضو مجلس الشيوخ الذي خلا بوفاة السيناتور كيندي. وعندما فاز، وقفت إلى جانبه زوجته غيل هوف (مذيعة تلفزيونية في بوسطن) وبنتاهما: إيلا (تدرس وتلعب كرة سلة في كلية بوسطن)، وإريانا (تدرس ما قبل الطب في جامعة سيراكيوز).

وعن فكره السياسي، قال: «أنا محافظ ماليا، ومنفتح اجتماعيا»، مما يعنى أنه ربما لن يكون من الجناح الجمهوري اليميني في الكونغرس. وفي وصفه لنفسه قال براون: «أنا سياسي مستقل، ومفكر مستقل. عشت وطورت نفسي مستقلا وفي ظروف صعبة، وأريد أن أستمر مستقلا».