الزوجان صلاحي يرفضان الحديث خلال التحقيق معهما في الكونغرس

المتسللان لعشاء البيت الأبيض: الدستور يمنحنا حق الصمت قبل المحاكمة

طارق صلاحي وزوجته ميشيل خلال حضورهما جلسة استجواب في مجلس النواب الأميركي أمس (رويترز)
TT

رفض الزوجان طارق صلاحي وزوجته ميشيل، اللذان كانا حضرا حفل عشاء رسمي في البيت الأبيض من دون دعوة مسبقة، الإجابة على أسئلة أعضاء في الكونغرس أثناء مثولهما أمامهم أمس، في إطار التحقيق في خرقهما الإجراءات الأمنية.

وبناء على نصيحة محاميهما، فضل الزوجان صلاحي، عدم الإجابة على أسئلة أعضاء الكونغرس، وقالا إن المادة الخامسة من الدستور الأميركي تمنح المشتبه فيه حق عدم الإدلاء بتصريحات قد تجرمه لاحقا أمام محكمة. وفي جلسة الاستجواب التي عقدتها لجنة الأمن بمجلس النواب، قال صلاحي: «حسب نصيحة محاميّ، أريد تنفيذ حقي بأن ألتزم الصمت، وألا أجيب على أسئلتكم».

وخلال الاستجواب، وقعت مشادة بين بيرني تومسون رئيس اللجنة، وبين محامي الزوجين. وكان غضب رئيس اللجنة لرفض الزوجين الإجابة على الأسئلة. ثم غضب أكثر عندما قال المحامي إنه سيجيب على الأسئلة، وعندها رد رئيس اللجنة بأن المحامي لم يستدع كشاهد، وليس طرفا في القضية.

يشار إلى أن اللجنة كانت استدعت الزوجين قبل شهرين، لكنهما رفضا المثول أمامها. وهذه المرة، استدعتهما رسميا، وهددت بمعاقبتهما إذا رفضا. فوافقا، لكنهما شددا على حقهما في عدم الإجابة. وقال صلاحي في مؤتمر صحافي بعد نهاية جلسة أمس إن من أسباب رفضه وزوجته الحديث هو تصريحات سابقة من أعضاء في اللجنة قال إنها «جرمتنا قبل أن نصبح مجرمين». وكانت النائبة آلينور نورتون (ديمقراطية من واشنطن العاصمة) قالت إن صلاحي وزوجته «ليسا إلا فنانين مزورين. ويريدان احتقار تقاليد البيت الأبيض، ويهددان سلامة الرئيس». وفي ذلك الوقت، انتقد صحافيون ومراقبون في واشنطن النائبة نورتون، وقالوا إنها «جرمت شخصين قبل أن تستمع إلى شهادتيهما».

وفي المؤتمر الصحافي، أشار صلاحي إلى هذا الموضوع. وافتخر بأن الحرية الأميركية تسمح له بألا يدلي بشهادة قد تجرمه لاحقا. وكرر أنه وزوجته ذهبا إلى البيت الأبيض بدعوة، وأن المسؤولين والمحققين يريدون حماية الذين وافقوا على دعوتهما، ويريدون تجريمه وزوجته ليصبحا «كبشي فداء».

وسخر صلاحي من النائبة نورتون، وقال إنها جرمتهما قبل أن تستمع إليهما. وقال إن ما سماها «جلسة محاكمتنا» رغم أننا بريئان تعتبر من الجلسات التاريخية.

لم يفعل الكونغرس ذلك منذ الخمسينات»، في إشارة إلى جلسات للتحقيق مع ممثلين وممثلات سينما في هوليوود اتهموا، في ذلك الوقت، بالانضمام إلى الحزب الشيوعي الأميركي. وربما قصد صلاحي تحقيقات مع وطنيين كوبيين هجموا، سنة 1950، على البيت الأبيض حيث كان الرئيس ترومان، احتجاجا على السياسة الأميركية نحو كوبا.

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن، مهما كان قصد صلاحي، صار واضحا أنه وزوجته يريدان أن يستغلا حادثة البيت الأبيض لزيادة شهرتهما. وللاستفادة من الحادث للحصول على فرص تمثيل في هوليوود، في أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية. لهذا، لم تكن صدفة أنهما ذهبا، في الأسبوع الماضي، إلى مهرجان غلوب السنوي لتقديم جوائز لممثلين وممثلات، الذي أقيم في هوليوود. وبعد نهاية المهرجان عقدا مؤتمرا صحافيا قالا فيه إنهما «تعبا وتقززا» من محاولات «سياسيين وصحافيين ومحققين للإساءة لهما». وقال صلاحي: «ذهبنا إلى البيت الأبيض بدعوة، وكنا نريد أن يظهر ذلك في المسلسل التلفزيوني الذي ستمثل فيه زوجتي». وانتقد صلاحي سياسيين وصحافيين ومحققين قال إنهم لم يصدقوا قولهما. وقال لصحيفة «بوليتيكو» اليومية الصغيرة التي تصدر في واشنطن العاصمة: «هناك مؤامرة ضدنا».

وقبل ذلك، ذهبا إلى لاس فيغاس لتقديم برنامج ترفيهي مشترك في كازينو «سيزار بالاس». غير أن المتفرجين لم يتحمسوا لهما، وهتف بعضهم ضدهما، فاضطرا أن يوقفا العرض الذي كانا يقدمانه. كما تنازلا عن خمسة آلاف دولار، هي أجرهما من الكازينو.