سلاح الجو اليمني يستهدف منزل زعيم «القاعدة» في مأرب.. وتضارب حول مصير الشبواني

مصدر قبلي لـ «الشرق الأوسط»: نرفض استخدام الطيران لملاحقة عناصر «القاعدة» > فقدان 3 من البحرية منذ 9 أيام

TT

تضاربت الأنباء حول مصير القيادي في تنظيم القاعدة باليمن، عائض الشبواني، الذي استهدفت أمس خمس غارات جوية منزله ومزرعته خارج مدينة مأرب شرق اليمن، ففي الوقت الذي قالت فيه مصادر إعلامية إن الشبواني قتل في ذلك القصف، قالت مصادر محلية إنه شوهد في منطقة آل شبوان بُعيد القصف.

وشن الطيران اليمني أمس غارات جوية وذلك في إطار حربه «المفتوحة» التي أعلنها ضد تنظيم القاعدة، واكتفت المصادر الرسمية في بيانات مقتضبة بالتأكيد أن القصف استهدف عائض الشبواني، الشاب العشريني الذي أعلن الجمعة الماضية أنه قتل، إلى جانب القائد العسكري لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قاسم الريمي وآخرين، في غارة جوية استهدفت، الجمعة الماضية، منطقة الاجاشر الواقعة بالقرب من الحدود اليمنية - السعودية، بين محافظتي صعدة والجوف.

وأثارت الغارات الجوية التي نفذها الطيران اليمني في مأرب حفيظة رجال القبائل في المنطقة، حيث ندد بها مجلس تحالف قبائل مأرب والجوف، وقال الأمين العام للمجلس الشيخ علوي الباشا لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس يرفض التطرف، لكنه في الوقت ذاته يرفض استخدام الطيران في ملاحقة وقتل المطلوبين وقصف المناطق الآهلة بالسكان. وأضاف مؤكدا أنه «إذا كانت لدى السلطات معلومات أكيدة حول وجود عناصر من (القاعدة) مطلوبة، فإن عليها التنسيق مع مشايخ القبائل وإرسال قوات عسكرية وأمنية إلى المناطق التي يعتقد بوجودهم فيها، ولن يقوم أحد بتوفير الحماية لهم».

وقال الباشا: «نحن لا نسمح بوجود التطرف في مناطقنا، ولكننا نتحفظ على طريقة التعاطي مع مطلوبين بهذا الأسلوب. هناك طرق أفضل، ولماذا لا تعمل الدولة على تفاهمات جدية مع شيوخ القبائل في تلك المناطق لتسوية أوضاع هؤلاء الشباب أو إقناعهم بالخروج من المناطق الآهلة بالسكان؟ وهذا ممكن إن وجدت النية»، مشيرا إلى وجود «عدم ثقة بين القبائل والدولة، وهذه مشكلة كبيرة».

وقال مصدر أمني يمني مسؤول إن «الأجهزة الأمنية وجهت ضربة جوية لوكر عناصر إرهابية في منطقة آل شبوان في محافظة مأرب يقودها الإرهابي عائض الشبواني القيادي في تنظيم القاعدة»، وأضاف المصدر حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن هذه «العصابة واصلت ارتكابها للعديد من الأعمال الإرهابية ومنها الاعتداء المتكرر على أبراج شبكة الضغط العالي التابعة لمحطة الكهرباء الغازية في مأرب التي تغذي الشبكة الرئيسية للكهرباء في الجمهورية، مما يتسبب في الانقطاعات المتكررة للكهرباء على المواطنين، فضلا عن قيامها بالاعتداء على المهندسين أثناء قيامهم بعملية الإصلاحات للأضرار التي ألحقوها في تلك الأبراج».

واتهم المصدر جماعات «القاعدة» في مأرب بالقيام بـ «أعمال إجرامية» من قبل تلك «العصابة»، وذلك «بتفجير أنبوب النفط بمنطقة صرواح والاعتداء على رجال القوات المسلحة والأمن أثناء أدائهم لواجبهم وكذا التقطع في الطرقات ونهب المسافرين وسياراتهم والاعتداء على السياح الأجانب والوقوف وراء العديد من جرائم القتل والتخريب والإرهاب»، مشيرا إلى أن «تلك العصابة اتخذت من مزرعة الإرهابي عائض الشبواني بمنطقة آل شبوان في وادي عبيدة بمأرب وكرا للتخطيط والإعداد لتنفيذ عملياتها الإجرامية ومركزا لتجمع العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة».

وقال «على الرغم مما بذلته الأجهزة الأمنية من جهود من أجل أن تسلم تلك العصابة الإجرامية نفسها، فإنها ظلت على غيّها وضلالها، بل تمادت إلى إطلاق النار على الطائرات أثناء تحليقها في مهمات تدريبية في المنطقة»، وأنه تم «توجيه ضربة جوية لوكر الإرهابي عائض الشبواني وعصابته الإرهابية الإجرامية وما زالت التحريات جارية حول نتائج هذه الضربة».

وأردف المصدر الأمني اليمني أن «الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن مواصلة جهودها في مطاردة العناصر الإرهابية والخارجين على النظام والقانون أينما كانوا وضبطهم وتقديمهم للعدالة وبما يكفل الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين وسكينة المجتمع».

وسبق للسلطات أن أعلنت عدة مرات مقتل عائض الشبواني، وكانت الأولى في يوليو (تموز) الماضي، والثانية الأسبوع الماضي، ويوم أمس كانت الثالثة، وتعتقد السلطات اليمنية أن الشبواني وغيره من المنتمين إلى محافظتي مأرب وشبوة يعدون من الدماء الجديدة والشابة التي رفد بها تنظيم القاعدة صفوفه، إضافة إلى أنهم، وبحكم انتمائهم إلى مناطق قبلية، يوفرون الغطاء والحماية والملاذ الآمن للعناصر القيادية البارزة في «القاعدة».

على صعيد آخر كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» في محافظة الحديدة بغربي اليمن أن ضابطا في البحرية اليمنية واثنين من الجنود فقدوا قبل 9 أيام، وذلك في أثناء إبحارهم إلى جزيرة جبل الطير، لنقل مياه الشرب إلى الحامية العسكرية في الجزيرة الواقعة في البحر الأحمر، والتي شهدت قبل نحو عامين نشاطا بركانيا أدى إلى مقتل عدد من أفراد الحامية، وفي الوقت الذي اتهمت فيه أسر العسكريين المفقودين قيادة البحرية في المحافظة بالتقصير، فإن الحديدة تعد محافظة مهمة وتشرف البحرية فيها على عدد من الجزر اليمنية المتناثرة.