الخادمة السابقة في بيت نتنياهو تتلقى تهديدات بعد دعوى قضائية ضد زوجته

الفضيحة جزء من حرب المعارضة أو من تنافس تجاري بين صحيفتين

TT

تلقت ليليان بيرتس، الخادمة السابقة في بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهديدا بالقتل بعد الدعوى القضائية التي رفعتها ضد زوجته سارة نتنياهو، من قِبل شخص رفض الإفصاح عن اسمه مكتفيا بالقول إنه من طرف نتنياهو.

وبيرتس هي يهودية شرقية عملت خادمة في بيت نتنياهو في قيسارية لمدة ست سنوات. وتركت العمل برضاها التام. لكنها تقول إن زوجة نتنياهو رفضت إعطاءها حقوقها النقابية ولذلك اضطُرّت إلى رفع دعوى ضدها في محكمة العمل.

وذكرت في الدعوى أن سارة نتنياهو كانت تستعبدها. وسردت مسلسل هذا الاستعباد فقالت إن سارة نتنياهو شغّلتها بأجر يقل عن الحد الأدنى البالغ ألف دولار، وهذا مخالف للقانون. وتتجبر فيها وتهينها وتفرض عليها مهمات غريبة، مثل: «لا تناديني سارة، بل السيدة سارة نتنياهو». وتجبرها على ارتداء أربعة فساتين مختلفة: واحد عندما تعمل في الغسيل وآخر للمطبخ وثالث لتنظيف البيت ورابع لتنظيف الحمامات. وتمنعها من وضع الماكياج حتى لا توسخ السرير. وكانت تطلب منها أن تمتدحها وتقول لها إنها «ذكية وحكيمة»، وتمنعها من شرب المياه المعدنية وتلزمها بشرب ماء الحنفية. وتأمرها بإحضار طعامها من بيتها. وعندما كانت تكتشف أمرا لا يعجبها كانت تتصل بها في بيتها في ساعات متأخرة، وذات مرة اتصلت بها في الثانية بعد منتصف الليل لكي توبخها. وأثار النشر عن هذه الدعوى ضجة كبرى في إسرائيل، خصوصا أن زوجة نتنياهو تعرضت في الماضي لانتقادات شديدة على تصرفاتها الشخصية. واتُّهمت عدة مرات بالاستبداد حتى مع موظفي ديوان رئيس الوزراء. والكثيرون هناك يرتجفون خوفا منها. واضطر مكتب نتنياهو إلى التعاطي مع هذه الاتهامات. فقال ناطق بلسانه إن هذه افتراءات ذات أهداف سياسية، «فعندما فشل خصوم نتنياهو في المساس بمكانته الجماهيرية ووجدوا أن شعبيته تزداد يوما بعد يوم، لجأوا إلى هذا الأسلوب النتن لضربه من خلال إظهار زوجته، السيدة سارة نتنياهو، مجرمة على هذا النحو، على أمل أن يطيحوا به. ولكن هذا بعيد عن منالهم». ولمّح مساعدو نتنياهو إلى أن عناصر في حزب «كديما» المعارض هي التي تقف وراء هذه الافتراءات، وهو الأمر الذي نفته الخادمة ورفضه بشدة أكبر مسؤولي «كديما». لكن عناصر صحافية قالت إن هذه القضية من نسيج صحيفة «يديعوت أحرونوت»، كبرى الصحف الإسرائيلية، وإن هذه الصحيفة تناصب نتنياهو العداء منذ أصدر أحد أصدقائه صحيفة يومية مجانية تُدعى «إسرائيل اليوم»، وباتت أكبر ثالث صحيفة في إسرائيل وتمكنت من اقتطاع حصة كبيرة من الإعلانات في الصحف، التي تستحوذ «يديعوت أحرونوت» على حصة الأسد منها. واضطر نتنياهو إلى الحديث عن الموضوع خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في برلين بالاشتراك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فطلب من خصومه: «رجاء، وجهوا نيرانكم نحوي وحدي واتركوا زوجتي وأولادي». وأضاف: «زوجتي تمارس تأثيرا كبيرا علي باتجاه جعلي أكثر إنسانية في الحكم وألتفت إلى الشرائح الاجتماعية الفقيرة».

أما الخادمة، بيرتس، فتقول إن الحق سيظهر في المحكمة، وإنها ليست معنية بعد بالكلام. وقالت إنها حتى الآن كانت صامدة. ولكنها تلقت الليلة قبل الماضية، تهديدا بالقتل. ووصفت ذلك قائلة: «اتصل بي شخص ما وقال زاعقا بي: هل أنت خادمة بيت رئيس الحكومة؟ وهل أنت التي لخبطت الدنيا في بلادنا؟ اسمعي، معك مهلة 12 ساعة لا أكثر، لكي تسوي هذا الموضوع من دون ضجيج، فإذا لم تفعلي، فإن أذى كبيرا سيلحق بك». وأضافت أن هذا التهديد بعث خوفا شديدا في نفسها، خصوصا تجاه أولادها، وأنها لم تعد تخرج من البيت، «فالحياة بعد التهديد بالقتل، مختلفة. فمن جهتي فإن كل ما جرى هو أنني عملت بلا حقوق، وعندما تركت العمل وطالبت بحقوقي لم أنلها، وبدلا من ذلك تلقيت المزيد من الإهانات».

يُذكر أن عائلة نتنياهو دحضت كل اتهامات الداعية، وقالت إنها تعارض ممارسة أي اعتداء وأي ضغوط على من يقدم شكوى وتطلب من الجميع أن ينتظروا نتائج المحكمة.