تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي: مدانون أميركيون سابقون ينضمون إلى «القاعدة» في اليمن

قال إن عددهم نحو 36 ذهبوا إلى اليمن لدراسة «العربية».. ومسؤولون في «سي آي إيه» اعتبروا التقرير مبالغا فيه

TT

وفقا لتقرير صادر عن مجلس الشيوخ، انتقل بعض المدانين الأميركيين السابقين الذين اعتنقوا الإسلام داخل السجون الأميركية إلى اليمن، ويشير التقرير إلى احتمال انضمام بعضهم إلى جماعات متطرفة هناك.

ويشير التقرير الذي صدر عن «لجنة العلاقات الخارجية» بمجلس الشيوخ إلى أن نحو 36 أميركيا مسلما قضوا عقوبة بالسجن قد انتقلوا إلى اليمن خلال الشهور القليلة الماضية، بحجة دراسة اللغة العربية، وأن بعضهم اختفى عن أجهزة الرصد، وربما يكون قد انضم إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويحذر التقرير من أن الأميركيين الذين جُنّدوا في اليمن أو الصومال يمثلون خطرا خاصا لأنهم يستطيعون التحرك بحرية داخل الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من ذلك فهناك مسؤولون بالاستخبارات الأميركية ومكافحة الإرهاب يؤكدون أن مزاعم ذلك التقرير، بشأن السجناء السابقين، مبالغ فيها. ومن جهته، أكد أحد المسؤولين بقوات فرض القانون سفر بعض الأميركيين إلى اليمن - ربما 10 أو 20 أميركيا خلال السنوات القليلة الماضية - لدراسة اللغة العربية أو الإسلام. وأضاف المسؤول أنه لا توجد أدلة حتى الآن حول وجود صلة بين هؤلاء المدانين السابقين وأي منظمات إرهابية، رغم أنه أقر بوجود صلة بين حفنة منهم والجماعات المتطرفة.

يذكر أن اليمن تخضع لتدقيق أمني متزايد تقوم به هيئات مكافحة الإرهاب الأميركية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك بعدما اتضح أن الميجور نضال مالك حسن، الاختصاصي النفسي بالجيش الأميركي والمتهم بقتل 13 شخصا في فورت هود بتكساس، قد تبادل بعض الرسائل الإلكترونية مع اليمني الأميركي الراديكالي أنور العولقي المختبئ في اليمن. وقد تزايد تركيز تلك الهيئات على اليمن في أعقاب محاولة تفجير الطائرة المتوجهة إلى ديترويت في 25 ديسمبر (كانون الأول) على يد نيجيري يعتقد أنه دُرّب وزُوّد بالمتفجرات في اليمن.

وأشار تقرير مجلس الشيوخ، الذي أعده الفريق الديمقراطي باللجنة، إلى أن الحكومة «كانت متيقظة نظرا للخطر الذي يمثله المتطرفون الذين يحملون جوازات سفر أميركية والتحديات المرتبطة برصد عمليات داخل البلاد وإحباط شنها». ويؤكد التقرير أنه في ظل الضغوط المكثفة التي تمارسها الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة في باكستان، سافر بعض المقاتلين للانضمام إلى المجموعات المسلحة في اليمن والصومال وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

ومن جهة أخرى، قال السيناتور جون كيري عن ماساشوستس والرئيس الديمقراطي للجنة في خطاب كان مرفقا بالتقرير: «ربما تكون هذه المجموعات على اتصال غير رسمي فقط بقيادات تنظيم القاعدة في باكستان، ولكنهم يشاركونهم في معظم الأحيان أهدافهم». ومن جهة أخرى، ذكر التقرير أن بعض أعضاء تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية المتمركزين في اليمن والمملكة العربية السعودية قد ظهروا في مسيرات مناهضة للحكومة في جنوبي اليمن خلال الشهر الماضي. وفي شريط فيديو بثته قناة فضائية إخبارية عربية مؤخرا، كان أحد المسلحين يقول للحشد من حوله: إن معركة الجماعة ضد الولايات المتحدة وليست ضد جيش اليمن.

بالإضافة إلى السجناء الأميركيين السابقين في اليمن، يقول التقرير: إن هناك نحو عشرة أميركيين آخرين ليسوا من أصول يمنية انتقلوا إلى هناك، وتزوجوا من يمنيات، وتبنوا توجها إسلاميا راديكاليا. ومع ذلك، فلا يبدو حتى الآن أن أي فرد من هذه المجموعة قد سعى للانضمام للجماعات الإرهابية. ووفقا للتقرير، أشارت التقارير الإخبارية في الصومال إلى سفر بعض الصوماليين الأميركيين للانضمام إلى جماعة الشباب المسلحة. وأشارت تلك التقرير أيضا إلى دخول بعض الأميركيين إلى الصومال عبر جيبوتي.

ومن جهة أخرى، قال أحد المسؤولين بالهجرة في جيبوتي: إنه أعاد مؤخرا اثنين يحملان الجنسيتين الصومالية والأميركية كانا يحاولان دخول الصومال، لأنه اعتقد أنهما سوف يحاولان الانضمام لحركة الشباب، واعْتُقل آخرون وحوكموا في جيبوتي بتهمة دخول البلاد بطريقة غير قانونية. يذكر أن الخبراء في مجال الإرهاب كانوا يحذرون دائما من إمكانية اعتناق السجناء الأميركيين للإسلام الراديكالي. بالإضافة إلى أن علماء الدين المسلمين الذين يعملون بالسجون الأميركية كانوا يتهمون طوال الوقت باعتناقهم أفكارا متطرفة. ولكن حتى الآن، لم يتضمن سوى عدد قليل من المؤامرات الإرهابية - التي لم ينجح أي منها - سجناء سابقين أميركيين مسلمين.

جدير بالذكر أن مؤامرة 2005 لمهاجمة المعاهد اليهودية والقواعد العسكرية بلوس أنجليس، التي اتهم فيها ثلاث أميركيين مسلمين يقال إن ترتيبها كان داخل سجن نيو فولسوم على مقربة من ساكرامنتو. واتهم أربعة سجناء سابقين بولاية نيويورك - اعتنق اثنان منهم على الأقل الإسلام في السجن - خلال العام الماضي بالتآمر لمهاجمة المعابد اليهودية في برونكس وإسقاط طائرات عسكرية.

ومن جهة أخرى، يقول إيه جي صبري المسلم الذي يعمل كمسؤول بإعادة التأهيل بجورجيا والذي كان يعمل لسنوات عديدة إماما بأحد السجون: إنه لم يسمع من قبل عن سفر السجناء السابقين المسلمين إلى اليمن. ويقول إريك كريس المتحدث الرسمي باسم سجن نيويورك الذي يعمل به نحو 40 إماما لإرشاد المساجين: إن المسؤولين لم يكونوا مدركين لوجود هذه الظاهرة. وحذر السيد كريس من تزايد تحول السجناء إلى الإسلام الذي يكون في عدد من الأحوال راديكاليا. مضيفا: «ليس لدينا أي دليل على وجود عمليات تجنيد واسعة لمصلحة منظمات إرهابية، ولكننا نقر باحتمالية ذلك وبالتالي فإننا متأهبون للتعامل مع ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»