فلتمان يشرح انفتاح واشنطن على سورية: أصبحنا نحن المعزولين لا دمشق

قال إن مفاوضات أولمرت مع سورية فتحت لها الباب على المستوى الدولي

TT

يعتبر قرار الولايات المتحدة التواصل مع سورية وإرسال موفدين رفيعي المستوى إليها، من بينهم المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي زار دمشق أمس والتقى الرئيس السوري، بشار الأسد، من سياسات التغيير التي تعهد بها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عند انتخابه العام الماضي. وشرح مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فلتمان، أن قرار واشنطن بفتح حوار مع سورية بعد توتر العلاقات عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، عام 2005، جاء خشية من «عزلة» واشنطن في سياسة عزل دمشق. وأوضح فلتمان أن بدء المفاوضات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة، برعاية تركية، كسرت عزلة سورية الدولية، قائلا: «الإسرائيليون فتحوا الباب للتواصل مع السوريين». وأضاف أن بعد انتخابه، اتخذ الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، قرارا لـ«نقلة درامية» مع سورية وبدأ التواصل معها، بالإضافة إلى زيارة مسؤولين أوروبيين دمشق، مع إبقاء واشنطن سياسة عزل سورية. وأضاف: «وصلنا إلى نقطة كنا نحن منعزلين فيها، لا سورية، كانت الولايات المتحدة منعزلة وهذه الإدارة قررت أن التواصل أمر نحتاج أن نجربه». وأردف قائلا: «التواصل لا يعني الاحتضان أو الموافقة على كل سياسات تلك الدولة»، موضحا: «هذا فقط أسلوب ضمن الأساليب الدبلوماسية المتاحة لتحقيق أهدافنا». وأكد فلتمان أن التواصل مع سورية «لن يكون على حساب لبنان أو العراق».

وأقر نائب مساعد الرئيس الأميركي، جورج بوش، ونائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض في إدارة بوش، إليوت أبرامز، هذا التقييم، قائلا: «المفاوضات التي بدأتها حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت فتحت الباب لسورية على المستوى الدولي»، مضيفا: «لقد أعربنا عن احتجاجنا للإسرائيليين حينها». واعتبر أبرامز أن «سياسة إدارة بوش في نهايتها كانت ناعمة أكثر من اللازم، واستمرت إدارة أوباما بذلك». وأضاف أبرامز، المعروف بآرائه اليمينية: «التواصل مع سورية لم يجلب فوائد إيجابية بعد».

ويذكر أن الرئيس الأميركي كان قد أعلن عزمه إعادة السفير الأميركي إلى دمشق منذ أشهر، إلا أنه حتى الآن لم يتم تسمية السفير أو حتى اتخاذ القرار الرسمي للاستعداد لإرسال السفير. وبينما يدرس البيت الأبيض أسماء محتملة للترشح إلى هذا المنصب، لم يتم إبلاغ وزارة الخارجية الأميركية رسميا بتعليمات لتعيين السفير. وتدور تساؤلات في واشنطن حول النتائج التي جاءت من التواصل مع دمشق، التي اعتبر فلتمان أنها «بسيطة» حتى الآن، ولكنه أضاف أن «الوقت ليس طويلا» منذ تغيير السياسة مع دمشق. ويذكر أن مع غياب إعادة السفير الأميركي إلى دمشق، وإبقاء العقوبات الأميركية المفروضة على سورية، ما زالت العلاقات غير طبيعية بين الطرفين.

وتحدث فلتمان وأبرامز في ندوة في «معهد هادسون» لإطلاق كتاب المحلل لي سميث بعنوان «الحصان القوي» حول تراجع القوة الأميركية في الشرق الأوسط. ووصف سميث فلتمان وأبرامز بـ«الأبطال» في حكومة «أخذت جانب الحرية»، في إشارة إلى إدارة بوش. يحاول سميث الإجابة عن سؤال حول فشل سياسات بوش «الجيدة»، مثل «دعم الديمقراطية ومواجهة التطرف»، ليجيب بأن سبب الفشل هو «عدم تطبيق السياسات». ويسرد سميث في كتابه «ثقافة السياسة القاسية» في الشرق الأوسط بأنها وراء «الانقسام» العربي، ونهج «صدام حضارات داخل المجتمع العربي».

وعدد فلتمان أولويات إدارة أوباما في المنطقة، قائلا إنها تشمل «السعي وراء سلام شامل في الشرق الأوسط وعراق مستقر سياسيا وحل القضايا العالقة مع إيران، ومكافحة التطرف، وبناء الشراكات مع شعوب المنطقة». وشدد فلتمان على أهمية استئناف مفاوضات سلام، معتبرا أن عدم السعي إلى المفاوضات «لن يفيد أحدا إلا المتطرفين». وكان موضوع الانتخابات المقبلة في مصر من بين القضايا التي طرحت في الندوة، حيث قال أبرامز إن «استعدادات الولايات المتحدة للانتخابات المصرية غير واضحة بعد».