الحكيم يلتقي في بيروت كبار القيادات اللبنانية لشرح المجريات السياسية في العراق

مستشاره الإعلامي لـ«الشرق الأوسط»: اللقاء مع نصر الله تناول صيغ توحيد الساحة العراقية

TT

أكد باسم العوادي، المستشار الإعلامي لعمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، أن الأخير قام بزيارة إلى بيروت العاصمة اللبنانية بهدف لقاء عدد من المسؤولين بينهم كبار الشخصيات في الحكومة، إضافة إلى كبار الشخصيات المؤثرة في المجتمع وفي الأوساط الدينية من جميع الطوائف والاتجاهات.

وأشار العوادي في تصريح خص به «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة اللبنانية بيروت إلى أن اللقاء بحسن نصر زعيم حزب الله اللبناني «جاء ضمن اللقاءات باعتبار أن نصر الله يمثل قيادة مهمة في الساحة اللبنانية، وقد تم التطرق إلى جملة أمور أهمها الواقع العراقي وضرورة توحيد الجهود من أجل نبذ الخلافات والتوصل إلى صيغ تجعل من الساحة العراقية موحدة ومستقرة». وأضاف أن المباحثات مع كل الأطراف اللبنانية «كانت عامة، ولم يتم التطرق إلى الجزئيات، وتم شرح الخلافات بين الكتل والانشقاقات التي حصلت داخل الكتل السنية والكتل الشيعية وطبيعة الائتلافات الجديدة الظاهرة على الساحة وأنها الأفضل من الائتلافات التي ظهرت في عام 2005». وأشار العوادي إلى أن التجربة اللبنانية «تكاد تشبه التجربة العراقية من حيث المرجعيات والطوائف وغيرها من الأمور، لذلك كان التواصل مع الأشقاء في بيروت من حيث طبيعة المباحثات وشرح الذي يحصل سهلا ومفهوما بالنسبة لهم».

وتابع الحكيم جولته على القيادات اللبنانية قبل انتهاء زيارته إلى لبنان اليوم ومغادرته إلى العراق، مشيرا إلى أن العراق «تواق إلى تعزيز العلاقات العربية، ويجد في لبنان، المحطة العربية المهمة والنافذة على العالم العربي، إحدى النوافذ المهمة والأساسية». وزار الحكيم أمس البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، مشيرا إلى أنه بحث معه العلاقات العراقية - اللبنانية والعلاقات العراقية مع المسيحيين عموما، شارحا للبطريرك صفير الأوضاع السياسية والاجتماعية العامة التي يمر بها العراق، «والرغبة الملحة في أن نتضامن ويتعاون بعضنا مع بعض، ونبني هذا الوطن بشراكة حقيقة بين جميع أبنائه، المسلمين والمسيحيين وسائر الأديان والقوميات والطوائف في العراق». وأشار إلى «الضغوط التي يتعرض لها الأعزاء المسيحيون من المتطرفين والمتشددين الذين استهدفوا كل أبناء الشعب العراقي، وراح ضحية هذا الاستهداف الكثير من الأبرياء بمن فيهم عدد من أعزائنا المسيحيين». كما تناول البحث «الجهود الكبيرة التي تبذل لتوفير الأمن للعراقيين جميعا وللمسيحيين خصوصا، والجهود التي تبذل لإقناع المسيحيين وتشجيعهم على البقاء في العراق وتماسك الشعب العراقي وانطلاق المشروع العراقي الجديد». وقال الحكيم «نفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على وجود المسيحيين في العراق وتدعيم حضورهم، وتوفير الفرص الملائمة لانطلاقتهم في المشاركة في إدارة البلاد، إذ إننا سعداء بأن نجد وزراء ونوابا ووكلاء وزراء ومديرين عامين وضباطا وفي كل مواقع النخب من المسيحيين الذين يشاركون المسلمين في كل تفاصيل الحياة وفي إدارة شؤون البلاد. ونعمل جاهدين لتحقيق هذا التعايش وهذه الشراكة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد».

وزار الحكيم أيضا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، مشيرا بعد اللقاء إلى أن «ما نتطلع إليه هو بناء تجربة تحظى بشراكة حقيقية بين جميع العراقيين، في الانتخابات المقبلة، والعمل المشترك بين الأفرقاء العراقيين في القوائم المتنافسة، والقوائم التي أصبحت قوائم وطنية، فيها من كل ألوان الطيف العراقي»، لافتا إلى أنه «لا نجد أننا ندخل إلى انتخابات لنتنافس مع خصوم.. لا خصم لنا في هذه الانتخابات، وإنما هم شركاء وحلفاء ما بعد العملية الانتخابية، نستبق الخيرات ونتنافس التنافس الشريف، ونحترم إرادة الشعب العراقي وما يمنحه من ثقة للأفرقاء المختلفين، لنلتئم بعد الانتخابات وندعم العملية السياسية ونطور البلاد». وأوضح الحكيم أن «العراق تواق إلى تعزيز العلاقات العربية، ويجد في لبنان، المحطة العربية المهمة والنافذة على العالم العربي، إحدى النوافذ المهمة والأساسية، لمثل هذه الدوافع نحن هنا في لبنان نلتقي القيادات الروحية ونجتمع بالقيادات السياسية. نتمنى أن تكون هذه الزيارة قادرة على أن تدفع العلاقات العراقية - اللبنانية والعلاقات العراقية - العربية خطوة إلى الأمام».