اليمن يلغي منح تأشيرات للأجانب في منافذه ومطاراته

مسؤول حكومي قال إن القرار لن يشمل مصر وسورية والسودان والأردن

يمني يمر بالقرب من متجر مخصص لبيع الأزياء العسكرية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن اليمن، أمس، إلغاء التأشيرات الممنوحة للأجانب لدخول البلاد من مختلف المنافذ، وأرجع مصدر يمني رسمي هذا الإجراء إلى أنه يندرج في إطار «الجهود المكثفة» لمحاربة الإرهاب. وسيؤثر هذا القرار على الزائرين الغربيين في المقام الأول بمن في ذلك القادمون من الولايات المتحدة، حيث أفاد تقرير نشر في الآونة الأخيرة بأن بعض الأميركيين الذين يشتبه في أنهم تدربوا في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن ربما يمثلون تهديدا خطيرا لبلادهم.

وقال مصدر أمني يمني إن قرار إلغاء تأشيرات الأجانب يأتي ضمن إجراءات أمنية «كفيلة بالحيلولة دون تسلل أي من العناصر الإرهابية إلى البلاد»، وأن منح التأشيرات للأجانب لن يتم من الآن فصاعدا، إلا عبر السفارات اليمنية في الخارج وبعد «العودة إلى الجهات الأمنية المسؤولة للتحقق من هويات المسافرين وبما يضمن الحيلولة دون تسلل عناصر مشتبهة بالإرهاب». وقال مسؤول حكومي إن قرار صنعاء إلغاء تأشيرات عند الوصول سيؤثر على الزائرين الذين كان بإمكانهم الحصول عليها في المطارات وبينهم الزائرون من كندا وأوروبا واستراليا واليابان.

وفي الوقت الذي أكد فيه المصدر أن قرار منح التأشيرة في المطار للأجانب وبعض الجنسيات العربية، كان يهدف إلى «تشجيع السياحة»، فإنه لم يشر إلى تطبيق القرار بحق مواطني البلدان العربية، لكن وكما هو معروف أن مواطني السودان، سورية، الأردن، ومصر، يدخلون إلى اليمن دون الحصول على تأشيرة دخول، وذلك في إطار التعامل بالمثل. لكنّ مسؤولا يمنيا طلب عد الكشف عن اسمه قال إن الزائرين من دول أبرم اليمن اتفاقيات ثنائية معها بشأن الدخول لن يتأثروا بالقواعد الجديدة ومن بين هذه الدول مصر وسورية والسودان والأردن. لكنه قال إن مواطني هذه الدول الذين يسافرون إلى اليمن من دولة ثالثة مطالبون بالحصول على تأشيرات مسبقا. ويجزم مراقبون أن هذا القرار اتخذ على خلفية محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في 25 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي تفجير طائرة أميركية في سماء ديترويت الأميركية، واتضح فيما بعد أنه كان قادما من اليمن وأنه تلقى تدريباته على القيام بمحاولة التفجير الانتحارية، داخل الأراضي اليمنية على يد عدد من عناصر تنظيم القاعدة.

وعقب كشف السلطات اليمنية أن عبد المطلب زار اليمن ودرس فيها اللغة العربية، وجهت صنعاء انتقادات لاذعة لشركائها الغربيين في مجال محاربة الإرهاب بسبب عدم إبلاغ أجهزة الأمن اليمنية باسم الشاب النيجيري لوضعه على لائحة الممنوعين من دخول البلاد أو اعتقاله، ويرجح مراقبون أن ذلك الإجراء الجديد الذي اتخذه اليمن، أمس، إجراءات «أمنية احترازية»، أخرى، وأن جميع هذه الإجراءات تأتي في إطار التعاون في محاربة الإرهاب بين اليمن والولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية والعربية، وبعيد ذلك الحادث، اتخذ مجلس الوزراء اليمني قرارا يقضي بحصول أي شخص يرغب في زيارة اليمن على تأشيرة من السفارة اليمنية في بلده، والأخيرة لا تمنحه التأشيرة إلا بعد موافقة الأجهزة المختصة في اليمن.

إلى ذلك لقي جندي يمني مصرعه وجرح جنديان آخران، وذلك في إطلاق نار نفذه مسلحون مجهولون، أمس، على نقطة أمنية في محافظة مأرب، بشرقي البلاد، ويعتقد أن الحادث تورط فيه مسلحون من تنظيم القاعدة كرد فعل انتقامي على الضربات الجوية التي نفذها الطيران أول من أمس، على منطقة آل شبوان في مأرب في محاولة لاستهداف القيادي في تنظيم القاعدة عائض الشبواني والذي تمكن من الإفلات من تلك الغارات.