الصومال: حركة الشباب تنفي تهديدها بشن هجوم على كينيا

الإسلاميون يسيطرون على مدينة استراتيجية وسط البلاد

TT

نفت حركة الشباب المجاهدين - كبرى الفصائل الإسلامية المعارضة في الصومال أمس تهديدها بالهجوم على العاصمة الكينية نيروبي، وذلك ردا على شريط صوتي نسب إلى الحركة الذي يهدد فيه مسلحون صوماليون بشن هجوم كبير على كينيا، وضرب العاصمة نيروبي. وقال المتحدث باسم الحركة الشيخ علي محمود راجي إن حركة الشباب لم تهدد كينيا وأن التسجيل الذي بثته بعض المواقع على الإنترنت ونسب إلى الحركة مزيف، وأضاف: «نحن لم نهدد كينيا، هذه قصة زائفة، وينبغي لوسائل الإعلام أن تتحقق من كل شيء تريد نشره أو الكتابة عنه، ليس لحركة الشباب أي علاقة بما جاء في ذلك الشريط الصوتي». وذكر راجي أيضا أن حركته لا تعرف الجهة المسؤولة عن بث ذلك الشريط الصوتي.

وكان موقع على شبكة الإنترنت يدعى «القمة» المعروف بتأييده للفصائل الإسلامية المعارضة في الصومال، قد بث شريطا صوتيا يهدد فيه مسلحون صوماليون بشن هجوم على العاصمة الكينية نيروبي، قائلين: «لقد وصلنا الحدود، وسندخل إلى كينيا، وعند دخولنا إلى كينيا سنقاتل وسنقتل ولدينا ما يكفي من الأسلحة»؛ إلا أن المتحدث باسم حركة الشباب الشيخ راجي نفى أن يكون موقع «القمة» تابعا لحركة الشباب المجاهدين. وكان ذلك الشريط الصوتي يشيد بأمير حركة الشباب الشيخ مختار أبو الزبير، لكن المتحدث باسم الحركة قال: «إن أبو الزبير لم يتحدث لوسائل الإعلام خلال الأشهر الثلاثة الماضية»، وتساءل «كيف يمكن له أن يطلق تهديدا لكينيا؟». وبسبب التهديد الجديد الذي أطلقه المسلحون الصوماليون قامت كينيا بحشد مئات من قواتها وشرطة مكافحة الإرهاب على الشريط الحدودي مع الصومال استعدادا لأي هجوم محتمل من قبل مسلحين صوماليين غاضبين من قرار كينيا ترحيل داعية إسلامي جامايكي متشدد من بلدها، ومقتل متظاهرين مسلمين في نيروبي خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على قرار الترحيل. على صعيد آخر خسرت ميليشيات منظمة أهل السنة والجماعة (الطرق الصوفية) الموالية للحكومة الصومالية مدينة بلدوين (340 كم شمال مقديشو) بعد معارك عنيفة دارت بينها وبين مقاتلي الحزب الإسلامي المعارض، وكان الطرفان يتقاتلان من أجل السيطرة على المدينة الاستراتيجية التي تمثل محور المدن في وسط الصومال، إضافة إلى أنها تقع على طريق مثلث واحد إلى المحافظات الوسطى والشمالية من البلاد، وأخرى إلى العاصمة مقديشو فيما يتوجه الطريق الثالث إلى المدن داخل الحدود الإثيوبية القريبة من المنطقة. وكانت ميليشيات أهل السنة قد استعادت المدينة جزئيا قبل أيام، إلا أن المقاتلين الإسلاميين من الحزب الإسلامي وحركة الشباب عادوا من جديد إليها. وأفاد شهود عيان بوقوع أعمال نهب واسعة لمقرات منظمات الإغاثة في بلدوين من بينها مقر منظمة «سيف ذا تشيلدرين» البريطانية. إلا أن الشيخ معلم داود نفى قيام عناصر الحزب الإسلامي بالسطو على أي من مقرات المنظمات الإغاثية. وكانت مدينة بلدوين مسرحا لمعارك كر وفر بين القوات الحكومية وميليشيات حركة أهل السنة الموالية لها من جهة، وبين مقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة من جهة ثانية، وسقطت أكثر من مرة في أيدي الجماعات المعارضة والحكومة، كما شهدت المدينة توغلا إثيوبياً متكررا بهدف دعم القوات الحكومية وميليشيات أهل السنة في طرد المعارضين. وتأتي هذه المعارك الجديدة في إطار سلسلة من المواجهات الدائرة بين الطرفين في الأقاليم الوسطى (هيران وجل جدود تحديدا) من أجل السيطرة على المدن الاستراتيجية هناك، وهو ما أدى إلى مصرع وإصابة المئات من المتقاتلين والمدنيين أيضا. وتعد «أهل السنة والجماعة» الحركة الإسلامية المسلحة الوحيدة التي تؤيد الحكومة الانتقالية، حيث تتعاونان على محاربة الجماعات المعارضة، وكانت حركة معتدلة غير مسلحة في بداية الأمر، ليس لها حضور سياسي أو عسكري يذكر أثناء الحرب الأهلية في البلاد، ولها أتباع منتشرون في جميع أنحاء الصومال، وأثار قيام حركة الشباب بهدم أضرحة ومزارات كثيرة جنوب ووسط الصومال حفيظة أهل السنة، حيث ظهرت إلى السطح كجناح مسلح قوي نهاية عام 2008 عندما اشتبكت ميليشياتها مع مقاتلي حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي في مناطق من وسط وجنوب الصومال الذي تسيطر عليه الحركتان، وتمكنت منذ ذلك الحين من السيطرة على عدة مدن في جنوب ووسط البلاد.