بايدن في بغداد.. وواشنطن تطالب بأجوبة حول العملية الانتخابية وتريد حلولا عاجلة

مسؤول أميركي رفيع لـ «الشرق الأوسط»: لم نقدم تعهدات للأكراد مقابل تأييدهم قانون الانتخابات

TT

تنظر الولايات المتحدة إلى التطورات السياسية في العراق وتهديد حظر مشاركة مجموعة من السياسيين العراقيين في الانتخابات المقبلة، مطالبة بأجوبة حول هذا التطور الأخير. وقد اهتم الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونائبه جو بايدن بهذه القضية، بالإضافة إلى مجموعة من المسؤولين المطلعين على الملف العراقي.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن الأمر مؤسف، القادة العراقيون يعرفون أهمية الانتخابات الحرة والعادلة والشرعية. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن إنجاح العملية الانتخابية أمر في غاية الأهمية ويتطلب «حل القضايا العالقة بأسرع وقت ممكن».

وتركز واشنطن على «العملية» التي أدت إلى حظر السياسيين العراقيين، وشرح المسؤول أن هناك «تساؤلات كثيرة حول العملية». وتحدث عن «البحث عن طريقة لوجود طريقة أفضل لمعالجة العملية». وأضاف أن «العملية عراقية والقرارات عائدة لسياسيين عراقيين، الولايات المتحدة لا تتخذ هذه القرارات، ولكنها تزود بالدعم اللوجستي»، موضحا أن «بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق لديها دور مهم تقوم به، ولم يكن لديها هذا الدور قبل 6 أعوام.. ومثل أي دولة أخرى، نريد أن نرى مصادقة الأمم المتحدة على الانتخابات». ونفى المسؤول التقارير حول «تهديد» نائب الرئيس الأميركي بايدن والسفير الأميركي لدى بغداد كريستوفر هيل، للمسؤولين العراقيين بعدم الاعتراف بالانتخابات، قائلا «لا توجد تهديدات.. المجتمع الدولي كله يريد انتخابات تعكس متطلبات الشعب العراقي مثلما حصل في الانتخابات المحلية السابقة».

وأوضح «نريد أن تكون العملية عادلة وشفافة، العراقيون أنفسهم يقولون إن لجنة المساءلة والعدالة لم تلتق منذ فترة، ومن غير الواضح السلطات التي تتمتع بها، نحن نطرح أسئلة، مثل العراقيين، ونريد أجوبة».

وتهتم الإدارة الأميركية بإنجاح الانتخابات العراقية، ليس فقط بسبب أهمية للعراق، بل لتداعياتها في المنطقة. وشدد المسؤول على أن «هذه انتخابات مهمة جدا في المنطقة، ليست هناك أوقات كثيرة تكون هناك انتخابات مثل هذه في المنطقة». وأشاد المسؤول بظهور «تحالف علماني متعدد الطوائف، وعدد من المحظورين أعضاء في هذا التحالف (تحالف العراقية)، ولا يوجد مثل ذلك في المنطقة»، في إشارة إلى التحالف الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق، إياد علاوي. واعتبر المسؤول أن «حقيقة أنهم (مرشحي العراقية) يتقدمون بدرجة تجعل أحدا يفكر بأنه من الضروري إظهارهم بأنهم يفقدون المصداقية أمر يجب أن نفكر فيه»، مضيفا: «إنها عملية مثيرة في العراق اليوم». وأردف قائلا: «لا ندعم مرشحا معينا، بل ندعم العملية». وأبدى المسؤول تفاؤلا بأنه من الممكن حل مشكلة السياسيين المحظورين وتقدم العملية السياسية في البلاد، مشيرا إلى نجاح الانتخابات المحلية العراقية قبل عام. وأضاف: «هذه الانتخابات أكثر أهمية، وبالتالي أكثر تعقيدا، وهذه إشارة إلى أن الحكومة التي تمثل الشعب بدأت تنمو جذورها في بلد معقد جدا».

وتطالب الولايات المتحدة بحل الأزمة بأسرع وقت ممكن، مبدية مخاوف من تأثير التأخر على الانتخابات. وأكد المسؤول، المطلع على الملف العراقي، أن هناك جهودا حثيثة لحل الأزمة بشكل مرض، مضيفا: «علينا أن نكون دائما حذرين من إمكانية العودة إلى القتال الطائفي، ولكن لا نرى ذلك الآن، لقد استثمر الناس في العملية السياسية». ولفت إلى أنه «لا توجد مقاطعة (من السنة) للمشاركة في الانتخابات بعد، الناس يريدون أن تنجح هذه العملية». وأضاف: «علينا ألا ننسى أن حزب صدام حسين البعثي محظور في دستور العراق، ومن غير المسموح لمن يرتبط بهذا الحزب أن يخوض الانتخابات، وما زالت هناك روابط بين أطراف متطرفة في العراق مرتبطة بأعضاء النظام العراقي السابق أينما كانوا». وتابع: «هؤلاء الذين يريدون أن يعودوا إلى حزب صدام حسين، يجب منعهم من العملية السياسية».

وتستعد واشنطن لاستقبال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، وبعده نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، خلال الأيام المقبلة. وتأتي زيارات بارزاني والهاشمي بعد زيارة نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، الأسبوع الماضي. وقال المسؤول الأميركي إن هذه الزيارات تأتي في إطار المشاورات المستمرة بين الطرفين. أما عن زيارة بارزاني، فقال المسؤول الأميركي «لا توجد أجندة خاصة لهذه الزيارة». وردا على سؤال حول تقارير تفيد بتعهدات أميركية خاصة لحكومة إقليم كردستان مقابل مصادقة التحالف الكردي على قانون الانتخابات، قال المسؤول: «لا توجد تعهدات، نحن نواصل العمل مع كل الأطراف في العراق، القيادة الكردية جزء من العراق الموحد، والرئيس بارزاني يأتي ضمن المشاورات مع القادة العراقيين، مثل عبد المهدي والهاشمي». وأضاف: «بالطبع، القضايا مختلفة بالنسبة لإقليم كردستان عن باقي المناطق في العراق ولكن لا توجد أجندة خاصة».

ولفت المسؤول إلى أن الانتخابات العامة المقبلة ستجري في وضع مختلف عن الأخيرة التي جرت في 2005 «وسط موجة عنيفة من الاقتتال الطائفي، والآن قوات عراقية تحمي المدن العراقية».

وأضاف: «يجب أن تساعد هذه العوامل على عدم المماطلة في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وان تبقى القوات العراقية مهنية وتسير العملية السياسية بنضج».

وفي تطور لاحق أمس، أعلن مسؤول أميركي وصول بايدن إلى بغداد لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين حول المشكلات التي تعترض الانتخابات التشريعية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن بايدن وصل للقاء المسؤولين إثر التوتر السائد بعد قرار من هيئة المساءلة والعدالة بمنع مئات المرشحين من خوض الانتخابات بتهمة الانتماء إلى حزب البعث المنحل والمحظور دستوريا.