كرزاي يعلن عن خطة لتقديم المال والوظائف لطالبان مقابل إلقاء سلاحهم

واشنطن تكشف عن استراتيجية مدنية قبل مؤتمر لندن حول أفغانستان

TT

كشف الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أمس، عن خطة تحظى بتمويل غربي، يعرض من خلالها المال والوظائف على مقاتلي طالبان مقابل إلقاء أسلحتهم والعودة إلى الحياة المدنية. ويأتي كشف كرزاي عن الخطة في مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في الوقت الذي وصف وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، حركة طالبان بأنها «جزء من النسيج السياسي» في أفغانستان، لكنه قال إن أي دور مستقبلي لها سيكون رهنا بقيام المتمردين بإلقاء أسلحتهم. كما كشفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عن استراتيجية غير عسكرية طويلة الأمد لإحلال الاستقرار في أفغانستان تنص على إرسال مزيد من الخبراء المدنيين وإعادة دمج المتطرفين في المجتمع. وتشن حركة طالبان تمردا دمويا متصاعدا ضد الحكومة الأفغانية والجنود الأجانب منذ الإطاحة بها من السلطة في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أواخر 2001.

وقال كرزاي في المقابلة التي بثها تلفزيون «بي بي سي» الجمعة، قبل المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي سيعقد الأسبوع المقبل في لندن: «نحن، الشعب الأفغاني، نعلم أننا يجب أن نحصل على السلام بأي ثمن». وأضاف «سنوفر لمن نعرض عليهم العودة (إلى المجتمع) الفرصة للعمل والعثور على وظائف والحماية وإعادة الاندماج في مجتمعاتهم». إلا أنه أكد أنه لن يتم قبول أنصار طالبان المتشددين من أعضاء من «القاعدة» و«غيرها من الجماعات الإرهابية»، مضيفا أنه يتوقع الإعلان عن الخطة في مؤتمر لندن، الخميس. وتمنح طالبان عناصرها رواتب أعلى من تلك التي تدفعها الحكومة الأفغانية لجنودها، وقال الرئيس إن مشروعه سيحظى بدعم مالي دولي لتوفير الأموال اللازمة. وشن مسلحو وانتحاريو طالبان هجوما واسعا في قلب العاصمة كابل، الاثنين، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة منذ غزو أفغانستان قبل أكثر من تسع سنوات.

إلى ذلك كشفت الولايات المتحدة اول من امس عن استراتيجية مدنية جديدة لأفغانستان، وذلك قبل أسبوع من مؤتمر حول هذه البلاد يعقد في لندن في 28 يناير (كانون الثاني) الحالي بحضور ستين دولة. وقدم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي دعي لهذه الغاية إلى واشنطن، شهادة مطولة أمام مجلس الشيوخ الأميركي، وذلك بعد أن اجتمع مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. وحضور ميليباند إلى واشنطن أشبه ما يكون بإعطاء إشارة انطلاق المؤتمر، الذي تأمل واشنطن ولندن، أن ينبثق عنه التزام مدني وعسكري جوهري من الدول الستين التي أعلن عن مشاركتها فيه. وفي الجانب الأميركي تعد «الاستراتيجية الإقليمية لضمان الاستقرار في أفغانستان وباكستان» التي أعدها الموفد الأميركي إلى هاتين الدولتين ريتشارد هولبروك، بإقامة «علاقة على المدى الطويل» مع هذين البلدين. وتهدف هذه الاستراتيجية، التي أعلنت بعد أقل من شهرين من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى أفغانستان، إلى إضعاف التطرف من خلال العمل السياسي والمساعدة الاقتصادية.