المرضى المتروكون يشكلون تحديا كبيرا أمام المستشفيات

حالات إنسانية صعبة بسبب قلة الأسِرّة وعدم وجود مرافقين للمصابين

TT

وجد عاملون في مستشفى «لامبير» بعاصمة هايتي، (بورت أوبرنس)، طفلا، عمره 4 سنوات، مصابا بإعاقة كبيرة ومتروكا أمام الباب، وأمامه رسالة كتب عليها «هذا الطفل ليس له أب ولا أم، شكرا للشخص الذي يمكنه أن يعتني به».

أمضى المتطوعون في جمعية «شبكة الأمل» الفرنسية وجمعية «الاتحاد من أجل العمل الطبي الدولي» اللتين تديران هذا المستشفى، يوما كاملا لإيجاد طريقة لاستقبال هذا الطفل الذي يعاني شللا دماغيا منذ ولادته. وتقرر في نهاية الأمر إرساله إلى «راهبات المحبة - الأم تريزا».

ويتعين على المتطوعين أيضا أن يجدوا حلا لشابة في العشرين من العمر تدعى شيشي نلسون، وهي تعاني كسرا في الساق وليس لديها أقارب ليعتنوا بها. وقالت المتطوعة فيرونيك بارباس: «من المفروض أن ترحل اليوم لأنها تشغل سريرا سيكون مفيدا أكثر لشخص يعاني إصابات أكبر، ولكن ليس لديها أحد»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها. ويقع هذا المستشفى في موقع المدرسة الثانوية الفرنسية «ليسيه فرانسيه»، ويوجد فيه 60 سريرا، وقد استقبل مؤخرا ست حالات من الشلل الكامل.

وقال الطبيب العسكري ميشال أورسيل: «إنهم أشخاص مصابون بشلل تام، وقد فقدوا بيوتهم وعائلاتهم وهم في حاجة إلى من يعتني بهم على الدوام، وهم يشغلون ستة أسرة». وأضاف: «ليس لدينا مكان للأشخاص الذين يتماثلون للشفاء، ولا نبقي الأشخاص الذين أجرينا لهم عمليات بتر أكثر من يومين، وهؤلاء الأشخاص الستة يسببون لنا مشكلة، لأن مكانهم ليس في مستشفى للطوارئ». وقال الطبيب العسكري: إن ثلاثة نساء حوامل على وشك الولادة أتين إلى المستشفى. وأضاف: «لسنا مجهزين لهذا، ولكننا لا نقدر أن نرفضهن، لكني لا أعرف ماذا نفعل لأنه ليس لدينا قابلات للتوليد».

والحال مشابه في مستشفى «سيتي سولاي»، الحي الأشد فقرا في العاصمة. ويشكل هذا المستشفى المتنفس الصحي الفعلي، إذ عولج فيه نحو 5 آلاف شخص، وجرت فيه 900 عملية جراحية كبيرة منذ الزلزال. وتديره منظمتا «أطباء العالم» و«أطباء بلا حدود». وتظهر بعض التشققات في جدران المستشفى الذي يرتفع طابقا واحدا، مما دفع الموظفين إلى إخلاء المبنى من المرضى ووضعهم في خيم نصبت في الباحة.

وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود ستيفانو زانيني: «نحن نعالج الكثير من حالات الكسور المفتوحة. من المفترض أن يبقى المعالجون في النقاهة مدة تتراوح بين أسبوعين إلى ستة أسابيع. ولدينا أشخاص فقدوا كل شيء، فقدوا عائلاتهم ولا يعرفون إلى أين يذهبون، لهذا نبحث يائسين عن مراكز لاستقبال هؤلاء الأشخاص».

ويضاف إلى ذلك نقص التنسيق بين المستشفيات. فقد وصل إلى مستشفى «لامبير» مساء الخميس 20 شخصا يعانون كسورا، بعدما سرت شائعات عن توفر أسرة فيه.