اكتشاف 200 جثة في آبار بعد الاشتباكات الطائفية في نيجيريا

منظمة دولية تدعو نائب الرئيس للتحقيق في مجزرة بقرية محددة

TT

عثر مسؤولون محليون على أكثر من مائتي جثة في آبار ومنشآت للصرف الصحي، وانتشلوها منها، في مدينة جوس (وسط نيجيريا) حيث وقعت أعمال عنف طائفية خلفت مئات القتلى الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد تانكو شيتو المسؤول البارز في مسجد ينظم عمليات دفن جماعي قوله أمس إنه عاد للتو من كورو جنتار، في مدينة جوس، حيث عثر على أكثر من 200 جثة. وأضاف: «وجدنا كثيرا من الجثث متناثرة في الآبار، والسلطات المحلية تقوم بانتشال جثث أخرى».

وكان إبراهيم تانيمو المسؤول في منظمة إغاثة إسلامية صرح في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تم انتشال 62 جثة من الآبار وأنه يعتقد أنه لا يزال هناك عدد كبير من الجثث لم يتم انتشاله. ولم تنشر حصيلة رسمية للصدامات حتى الآن، لكن بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر قتل ما لا يقل عن 160 شخصا ونزح 18 ألفا. واندلعت أعمال العنف في جوس يوم الأحد الماضي بسبب خلاف على بناء على ما يبدو بين مسيحي ومسلم وامتد إلى البلدات المجاورة. وأرسلت السلطات الاتحادية تعزيزات من الجيش الثلاثاء إلى جوس، ولكن انتشاره لم يشمل المناطق المجاورة المحيطة بها.

وطالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية (مقرها الولايات المتحدة) نائب الرئيس غودلاك جوناثان أمس بفتح تحقيق فوري. ونقل بيان للمنظمة نشر في لاغوس عن شهود عيان أن مجموعات من الرجال المسلحين الذين يفترض أنهم مسيحيون هاجموا مجموعة من السكان معظمهم مسلمون في كورا كاراما صباح الثلاثاء. وتابع البيان: «بعدما حاصروا القرية، هاجموا السكان المسلمين الذين لجأ عدد منهم إلى منازل ومساجد محلية، وقتلوا الكثير من الأشخاص الذين كانوا يهمون بالفرار» وأحرقوا بعضهم. وقال أحد سكان القرية البالغ من العمر 32 عاما الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه لـ«هيومان رايتس ووتش»: «كانوا مسلحين بسيوف قصيرة وأسلحة نارية وعصي وأجولة من الحجارة. لم يكونوا مسيحيين من منطقتنا وإنما كانوا مسيحيين قدموا من الخارج». وأضاف: «الأطفال كانوا يجرون، والرجال كانوا يحاولون حماية النساء. الذين فروا إلى الأدغال قتلوا. البعض أحرقوا في المساجد والبعض ذهبوا إلى البيوت وأحرقوا». وقال إنه شاهد جثث ما بين 20 إلى 30 طفلا بعضها كان محترقا والبعض قطع بالمناجل، وإن زوجته في المستشفى مع رضيعته وعمرها 11 شهرا التي جرحت بفأس. وتابع: «عدت مساء الأربعاء برفقة الجيش، وشاهدت جثث قتلى في كل مكان. الجثث كانت هناك، لكن الآن لا يمكنك أن ترى سوى الدم على الأرض».

وأفاد الصليب الأحمر أن نحو 18 ألف شخص لجأوا إلى الثكنات العسكرية والكنائس والمساجد في جوس. وفي خطاب بثه التلفزيون مساء الخميس، وعد نائب الرئيس غودلاك جوناثان بأن السلطات ستلاحق المسؤولين عن أعمال العنف. وقال: «هؤلاء الذين شجعوا وأججوا هذه الأزمة من خلال أعمالهم أو تصريحاتهم سيجري توقيفهم سريعا وسيحالون إلى القضاء».

وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة منذ مساء الثلاثاء لتجنب وقوع أعمال انتقامية، كما تم تعزيز الأمن في عدد من المدن الشمالية (كانو وكادونا ومايداغوري) ذات الغالبية المسلمة التي تهيمن عليها قبيلة هاوسا. وأسفرت أعمال عنف في جوس في نهاية 2008 عن مقتل ما بين 300 إلى 700 شخص.