وزير خارجية كوسوفو: 65 دولة تعترف بنا ولا عودة عن الاستقلال

الرئيس الصربي: لن نعترف ونأمل في حل للقضية العام الحالي

TT

أكد إسكندر الحسيني، وزير خارجية كوسوفو، أنه لا رجعة عن الاستقلال الذي حصلت عليه بلاده قبل نحو عامين. وقال الحسيني أمام مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية إن «استقلال كوسوفو ضروري من أجل الاستقرار في منطقة غرب البلقان»، وتابع: «هناك 65 دولة تعترف بسيادتنا، ولدينا تبادل دبلوماسي مع 25 منها، ولا عودة عن الاستقلال مهما كان الثمن». وأعرب الحسيني عن استعداد بلاده لإقامة علاقات حسن جوار وتعاون مع صربيا، وقال: «كوسوفو مستعدة لإقامة علاقات جيدة مع جمهورية صربيا، لأن الحوار بين دولتينا يمكن أن يسهم في حل الكثير من المسائل التي تخدم مصلحة الطرفين، ولكن على أسس ثابتة بين دولتين مستقلتين ولهما سيادة». وشدد الوزير على أن بريشتينا ترفض وبقوة أي دعوة لإعادة فتح ملف مستقبل كوسوفو، فقال: «مستقبل كوسوفو تم تحديده بإعلان الاستقلال، ولا يمكن العودة أبدا عن ذلك، وإجراء محادثات في هذا الخصوص». وقال أيضا: «أي محادثات قادمة بين بلغراد وبريشتينا، يجب أن تتطرق لعلاقات البلدين المستقلين، والتجارة البينية بينهما، وحرية الحركة، والتعاون الأوروبي والدولي في مجالات محاربة الجريمة المنظمة والتهريب وتجارة الرقيق الأبيض». وحذر الحسيني من أن «أي دعوة لإجراء محادثات جديدة لتغيير مسار كوسوفو والعودة عن الاستقلال ستؤدي حتما إلى صراع جديد وصدام دموي جديد في المنطقة».

وثمَّن الحسيني التقدم الحاصل على صعيد إرساء الأمن والاستقرار في منطقة غرب البلقان منذ إعلان استقلال كوسوفو، معتبرا عام 2009 «عام الإنجاز». وأضاف: «في 2009، أصبحت كوسوفو عضوا في البنك الدولي، وحصلنا على اعترافات دولية عدة خلال العام المنصرم، وحققت حكومة كوسوفو الكثير من الإنجازات، ولا سيما على مستوى الإنتاج، والتقدم القضائي، وعلى الصعيد الأمني في كوسوفو كلها». وأوضح أن كوسوفو «تعيد بناء تاريخها وبناء مؤسساتها على أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفقا لتقويمات المنظمات الدولية المعنية بهذه القيم والمعايير».

وأعلن الحسيني أن بريشتينا تثق بمحكمة العدل الدولية، التي تنظر في مدى مطابقة إعلان استقلال كوسوفو عام 2008 للقانون الدولي. وعن الوضع الأمني، فأكد أن «الأوضاع الأمنية مستقرة، ونسعى لاستكمال استراتيجيتنا في الشمال بالتعاون مع المجتمع الدولي والمؤسسات التابعة له في كوسوفو». كما أشاد بحركة عودة المهاجرين من أبناء الأقليات إلى ممتلكاتهم حيث «كانت من أولويات الحكومة في كوسوفو والمؤسسات التابعة لها، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني العاملة في البلاد»، مشيرا إلى أن عام 2009 كان الأفضل مقارنة بما تم في السنوات الماضية.

من جهته، اعتبر الرئيس الصربي بوريس طاديتش، أن الجانب الكوسوفي يرفض مبدئيا التفاوض بتحذيره من إمكان عودة الصراع في حال تم التراجع عن الاستقلال. ولم يخف انزعاجه من استراتيجية بريشتينا في شمال كوسوفو، وقال إن عدد الصرب الذين شاركوا في الانتخابات المحلية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في كوسوفو لم يتجاوز الـ60 في المائة. وأعرب طاديتش عن أمله في أن يشهد عام 2010 حلا لقضية كوسوفو، مجددا رفض بلاده الاعتراف بالاستقلال الذي تستعد بريشتينا للاحتفال بالذكرى الثانية لإعلانه يوم 17 فبراير (شباط) القادم.

أما لامبرتو زاينير، مدير البعثة الأوروبية، والذي قدم شهادته أمام مجلس الأمن أيضا، فأكد على أن «الوضع في كوسوفو آمن ومستقر، ولكن هناك إمكان لعدم استقرار في الشمال»، وأضاف أن «الصرب شاركوا في الانتخابات (الأخيرة) ما عدا سكان الشمال».