الأمير خالد بن سلطان: لدينا معلومات عن تعاون بين المتسللين وعناصر «القاعدة»

قال: علمنا من يدرب ويساعد المعتدين ويمدهم بالسلاح.. فكلها جهات معروفة لدينا

الأمير خالد بن سلطان خلال متابعته للقوات السعودية التي تتصدى للمتسللين (واس)
TT

كشف الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، عن انخفاض عدد الجنود السعوديين المفقودين في المواجهات مع المتسللين في المنطقة الجنوبية إلى 6 أشخاص بدلا من العدد السابق 26 مفقودا، وقال: «بعد تحرير المناطق الجبلية بجبل الدخان والدود والرميح، عثرنا على 20 شهيدا، ولم يبق سوى 6 مفقودين».

ونفى الأمير خالد ادعاءات المتسللين بإسقاط طائرة أباتشي سعودية، وقال: «لو كنا فقدنا أباتشي لعلم العالم كله بذلك»، مفصلا خسائر المعدات التي فقدها الجيش السعودي خلال المواجهات، قائلا: «لكي أكون صريحا وأكثر وضوحا وشفافية، سأبين لكم خسائر القوات المسلحة بالنسبة إلى المعدات، وهي: 2 جيب همر أخذها المتسللون، وفي اليوم الثاني دمرت بمن فيها من المتسللين، و2 جيب شاص دمرت واحدة واختفت واحدة ، وعربة مكائن ودمرت في الوقت نفسه بعد ما استولى عليها المتسللون، وونش نجدة وإخلاء، ولا توجد لدينا معلومة مؤكدة عنه، وعدد 13 رشاشا عيار 12، وكل الثلاثة عشر دمرت بالكامل، وجيب «دفندر»، ربما دمرت، لكن ليس مؤكد لنا ذلك، ومقطورة ماء واحدة ودمرت في الوقت نفسه، بمعنى آخر أن كل ما لدى المتسللين هو جيب وونش وجيب دفندر، أما بالنسبة إلى الأباتشي فهذه سمعتها قوية، ولو حدث عطل فيها يعلم به العالم، ولو حدث شيء فهي في حدودنا وتعمل في حدودنا»، مضيفا «أما بالنسبة إلى سقوط طائرة أباتشي، فأنا قرأتها كما قرأتموها».

وكشف الأمير خالد خلال زيارته التفقدية أمس للقوات المسلحة المرابطة على الحدود الجنوبية، والتي رافقه خلالها اللواء ركن علي خواجي قائد المنطقة الجنوبية، أن لدى قواته معلومات عن تعاون بين تنظيم القاعدة والمتسللين، وقال: «لدينا معلومات مؤكدة في كثير من الأجهزة المختلفة أن هناك اتصالات وتنسيقا ومصالح مشتركة لهم، وهي التخريب، ولكن سندحرهم إن شاء الله».

وعن مدى حصول المتسللين على الدعم من دول أخرى في مجال التدريب، قال: «ليس فقط التدريب، بل التسليح والتخزين الذي لديهم، وقد دمرناه، ويدل أن لهم أهدافا من سنوات طويلة، لأن هذا ليس تخزين سنة، والتدريب ليس تدريبهم، فأنا أعرف عنه في منطقة أخرى لا أريد تسميتها، اتبع التكتيك نفسه الذي اتبع هنا، ولكن الحمد لله أنه من أول ما بدأ ونحن نعرف هذا النوع من التكتيك، وقضينا على أسرارهم بحول الله، وكذلك التسليح معروف لدينا تقريبا».

وحول معلومات وردت عن وفاة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، قال الأمير خالد: «جاءتنا بعض المعلومات غير المؤكدة، ولكن حقيقة إذا لم يكن مؤكدا فلا أستطيع أن أقول شيئا».

وعما إذا كانت هناك إجراءات احترازية ستتخذها القوات السعودية في المنطقة، قال الأمير خالد: «إن القوات المسلحة ستظل موجودة في المنطقة وستكون لديها مهام، فيما سيتراجع سلاح الحدود إلى مواقعه في الوقت المناسب، لأنه قد يكون هناك متسلل قناص، وهذا لا بد أن القوات المسلحة هي التي تتعامل معه، والقوات المسلحة بأوامر عليا سوف تظل في المنطقة حتى تنتهي الأعمال بالحدود، وهذا مشروع كبير، ووزارة الداخلية تعمل فيه، وسوف نظل هنا حتى الانتهاء منه وتكون الأماكن آمنة».

وأوضح مساعد وزير الدفاع السعودي للشؤون العسكرية، أن زمن إنزال قوات بالمظلات انتهى، قائلا «بالنسبة إلى الإنزال، انتهى وقت إنزال الباراشوتات، وأصبحت لا تستخدم الآن إلا في مهام سرية وخلف خطوط العدو، فهذا لم يستخدم بتاتا، فأرجو أن تنسوا شيئا اسمه مظلات وإنزال مظلي».

وعن البطء في إتمام العمليات، قال الأمير خالد: «نحن من تعمدنا جعلها بطيئة للحفاظ على الأرواح، ودائما أقول للقادة من أول ما بدأنا الوقت معنا وليس هناك داع للعجلة، إذا استطعنا أن نوفر أرواحا، وأنتظر خمسة أيام أو أسبوعا أو أكثر فلا داعي لها، ونحن الآن لنا ثلاثة أشهر وكنا نستطيع أن نطهرها في أقل من شهر أو أسبوعين، ولكن سيكون الضحايا والشهداء كثيرين، ولهذا اخترنا الطريق الأسلم، وهو الحفاظ على الأرواح، والآن نعتبر مسيطرين تماما. كل ما نتكلم عنه الآن هو قناصة ولا نستطيع أن نقول إنه لن يكون هناك شهداء، سيكون هناك شهداء مثلما هو في الحوادث، لكن نحن محصنون أكثر من السابق، والخبرات تحسنت أكثر».

وعن استمرار وصول تعزيزات للمنطقة، قال مساعد وزير الدفاع والطيران: «لكي أقوم بمهمتي، فسوف أستخدم كل سلاح لدي، حيث سيفكر أي معتد عشرين مرة بل مائة مرة قبل أن يفكر في الاعتداء علينا، ولهذا نستخدم كل ماعندنا من مقومات قوة، سواء جوية أو برية أو بحرية وأي قنابل مصرح بها، سوف أستخدمها.. سوف أستخدمها، لهذا الآن يعتبر المعتدون شبه منهكين تماما، وخسائرهم كثيرة، ولا أود أن أذكر أرقاما. أما فيما يخص التعزيزات، نحن إذا نظرنا فلا ننظر إلى منطقة جازان، نحن ننظر إلى الحدود كلها من شرورة إلى جازان، وهذا كله معمول به ضمن خطط من شرورة إلى نجران إلى ظهران الجنوب إلى هنا، هذه كلها فيها وحدات ومخطط لها والتعزيزات آتية لأخذ المواقع المناسبة، ولا يلومنا أحد إذا كان لدينا تعزيزات، وحري بالعدو أن يفكر مرتين في أن لدينا ترتيبا واستعدادا، وهذا فخر لنا».

وكشف مساعد وزير الدفاع عن وجود نية لإقامة مدينة عسكرية بمنطقة جازان، وقال: «نعم، هناك فكرة بهذا الموضوع، وولي العهد الأمير سلطان دائما يهتم كثيرا بإسكان وحدات القوات المسلحة، والآن سوف تعطى المنطقة الأولوية والإنشاءات على أساس إنشاءات للعدد المحدد من الوحدات».

وأكد الأمير خالد انتصار قوات بلاده ودحرها لفلول المتسللين كافة، وقال مخاطبا مجموعة رمزية من مجموعة اللواء الثامن عشر: «إننا نتحدث من هذا الموقع على الحدود مباشرة، وكل القمم الاستراتيجية التي تشاهدونها الآن بعيونكم عليها الأعلام السعودية ورجال عبد الله بن عبد العزيز. هذه المنطقة تعد من أهم المواقع التي كانت يوجد بها في بداية الأحداث كثافة من المتسللين، والآن كما تعرفون مطهرة تماما، والآن نحن مشرفون على كل القطاعات».

وشدد الأمير خالد، الذي وصف الوضع في المنطقة «بالمستتب»، على أن القوات السعودية استأصلت شأفة المتسللين المعتدين، وقال: «تمكنا من تدميرهم بالمئات، وأنا دائما أقول شهيد واحد بالنسبة إلي وبالنسبة إلى خادم الحرمين الشريفين كثير، ولكن هذا واجبنا وكل واحد مطلوب منه أن يحمي ويذود عن وطنه. إذا قلنا كلنا فداء للوطن، فإننا نعنيها بكل معنى الكلمة»، وقال: «أستطيع أن أهنئ خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والشعب السعودي على انتصارات القوات المسلحة والشجاعة والإقدام، التي لو تكلمنا فيها بتفاصيلها لما صدقها العقل من محاربة قاموا بها من السفح للجبل، في وقت لم يستطيعوا استخدام السيارات، بل بالسير على الأقدام مع تموينهم وأسلحتهم الثقيلة، ومع هذا وصلوا وحاربوا واستشهدوا وهذا فخر والحمد لله»، مشيرا إلى أن حالات الاستشهاد في صفوف القوات السعودية «كانت لأننا كنا نحارب من السفح إلى القمة، وهنا تكمن الصعوبة».

وأكد الأمير خالد أن ما يحدث في الجمهورية اليمنية «شأن يمني بحت»، وقال: «نحن نؤيد الحكومة وننسق معها على الحدود، وهناك تنسيق متواصل، لكن ما يحصل في اليمن وكيفية تعامل اليمن مع ظاهرة المخربين شيء خاص، فنحن نتعامل مع أي مخرب في بلادنا، وهم يتعاملون مع المخربين في بلادهم ونتمنى لهم النجاح. وأنا متأكد أنه بحكمة وقدرة فخامة الرئيس اليمني، أنا متأكد أنه سينجح في القضاء على هذه الزمرة».

وعن مدى مقارنة الحرب الحالية بحرب تحرير الكويت، قال مساعد وزير الدفاع السعودي: «حرب تحرير الكويت كانت حربا مشتركة، حربا دخلت فيها دول لتحرير دولة شقيقة، أما هذه الحرب فهي حرب لم يتدخل فيها إلا القوات المسلحة، ولا يتدخل فيها أحد مهما كان»، مشيرا إلى أن الحرب الأخيرة «تكاتفت فيها القوات الجوية والبرية والبحرية، وكان عملها عملا جيدا، وكيفية تنسيق العمل الجماعي، وكيفية الاستلام والتسليم، سواء للهدف أو للمنطقة أو لأي شيء آخر، ودربناهم عليها لكنهم لم يستخدموها إلا في هذا الوقت».

وأكد أن القوات المسلحة السعودية في حالة تطور دائم، وقال: «أما بالنسبة إلى تطوير قوات خاصة جبلية فدائما من خلال الحروب والتمارين نخرج بدروس مستفادة، ومن خلالها نطور قواتنا المسلحة. والقوات الخاصة موجودة لدينا ونفتخر بها، ووحدات المظلات موجودة والتطوير في القوات المسلحة سواء قوات خاصة أو جوية أو برية أو بحرية مستمر، ودائما يجد المساندة غير المحدودة من القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة، خادم الحرمين الشريفين، والمتابعة المستمرة من قبل ولي العهد، وأنا أتوقع التطوير الدائم للقوات المسلحة».

وحول بسالة الجندي السعودي، قال: «شهادتي مجروحة، ولكنني أقولها لكم بكل أمانة، ما تعمله القوات المسلحة وبخاصة بالنسبة إلى التكتيك الفني وكيفية أخذ نقاط القوة عندنا في المناطق الجبلية وتحديد نقاط القوة عند المتسللين، وأخذ الدروس المستفادة التي أخذناها وقرأناها، سواء في حروب اليمن في الستينات أو حتى على أيام الملك عبد العزيز وفتوحاته، أو التكتيك في أفغانستان، كل هذا حاولنا من خلاله أن نتجنب الأخطاء، ولهذا الخسائر كما قلت لكم نعدها كثيرة مهما قل عددها، لكنها للعمل الحربي في المعركة في الجبال، فإننا نجحنا بكثير، وخلقنا بعض التكتيكات التي لم تستخدم إلا من عندنا الآن، وهذه نأخذ منها دروسا مستفادة».

وفيما يخص عودة النازحين من الأهالي إلى قراهم، قال: «عندما أعدنا الأهالي إلى الخلف، كان الغرض الحفاظ على أرواحهم، وللأسف الذي حصل أنه قبل الأحداث كان هناك آلاف من المزارعين يعملون في المناطق السعودية، وبعضهم أو ربما أكثرهم متسللون. لهذا، عندما أصبحت المسألة، فإن المتسللين كانوا يعرفون المنطقة بالكامل، فخربوا كثيرا من البيوت، ونهبوا. وأكون صادق، ولأول مرة أقولها بأن تزويد المتسللين التمويني كان بسرقة القرى الموجودة هنا، ولكن ذلك لم يدم طويلا، ولم تكن هذه نقاط قوة لديهم، لهذا فإننا سنترك للأهالي الحرية واتخاذ القرار في الوقت المناسب، وبالطبع بعدما يؤخذ الإذن في أن نقسم بعض القرى على أساس أن يأتي شخص أو اثنين من كل عائلة محميين من عندنا، لكن هذه أنا سأتركها مهمة لقائد القطاع، لاختيار أفضل الخطط المناسبة، ولكن لا تتوقعوا أن كل الناس سيأتون، ولكن سيختار شخصا أو شخصين من كل عائلة، وكما قلت هذا سيكون واحدة من مهام قائد قطاع جازان».