أبو الغيط وسليمان في صنعاء: مصر ستدعم اليمن وستشارك في آليات أمنية أو اقتصادية

مصادر في الجيش اليمني: تحالف «القاعدة» مع الانفصاليين جنوبا.. وتدهور حالة المتمردين شمالا

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يجتمع مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بحضور الوزير عمر سليمان (أ.ف.ب)
TT

أجرى أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، وبرفقته الوزير عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة، أمس مباحثات في صنعاء بشأن التطورات الجارية في اليمن. واستقبل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، أبو الغيط وسليمان وتسلم منهما رسالة من نظيره المصري محمد حسني مبارك، تؤكد وقوف مصر إلى جانب اليمن.

وأعلن أبو الغيط أنه بحث مع الرئيس صالح جل التطورات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية على الساحة اليمنية، وبخاصة تمرد الحوثيين في شمال البلاد، والحراك السياسي المتصاعد في الجنوب، إضافة إلى موضوع مؤتمر لندن حول اليمن، المقرر أن ينعقد الأربعاء المقبل. وقال أبو الغيط للصحافيين، عقب المباحثات، إن مصر سوف تشارك في مؤتمر لندن، وإنها والوفود العربية و«الأصدقاء والزملاء»، سوف يقدمون «كل الدعم السياسي للوفد اليمني» الذي سيرأسه رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجوّر، وأضاف: «سنقف مع اليمن في هذا الاجتماع وفي أي آليات تالية يتفق عليها اقتصاديا أو أمنيا أو سياسيا، لليمن».

وأكد الوزير المصري وقوف بلاده إلى جانب اليمن، وقال إن «مصر تقف إلى جانب اليمن وتقدم له كل ما هو ممكن من دعم سياسي ومعنوي، وأيضا إذا ما تطلب الأمر الدعم المالي»، وأشار إلى أن الرسالة التي حملها من الرئيس مبارك، تؤكد دعمه وشعب وحكومة مصر للرئيس صالح، والشعب والحكومة في اليمن.

وفي القاهرة، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي لـ«الشرق الأوسط»، إن الزيارة تأتي في إطار تضامن مصر مع اليمن في ظل الظروف التي تشهدها الدولة الشقيقة في الوقت الحالي، مؤكدا عزم مصر المشاركة في مؤتمر لندن حول اليمن، الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، لبحث الأوضاع في اليمن، والمقرر له يوم الأربعاء القادم بمشاركة 21 دولة.

إلى ذلك، تسلم اليمن، أمس، الدعوة رسميا للمشاركة في مؤتمر لندن، والذي دعا إليه في وقت لاحق من هذا الشهر، رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، وتسلم رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجوّر من السفير البريطاني في صنعاء تيم تورلو، دعوة الحكومة البريطانية.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مجوّر ترحيبه بالدعوة، وتأكيده على «حرص البلدين المشترك على الإعداد والترتيب الجيدين لعقد المؤتمر لما فيه تحقيق الأهداف المشتركة منه»، وقالت الوكالة إن السفير البريطاني وصف الترتيبات المشتركة والمتعلقة بمؤتمر لندن، بأنها «ممتازة»، وأنها تسير بصورة تعزز «مقومات النجاح المنشود للمؤتمر»، الذي سيرأس وفد اليمن رئيس الوزراء ونائبه لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي، ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي.

إلى ذلك، كشفت مصادر بالجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» عن تحالف بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مع الانفصاليين جنوبا، لتنفيذ أعمال إرهابية، وقالت إن هناك تدهورا في حالة المتمردين شمالا، مشيدة في الوقت نفسه بالدول العربية التي تقف إلى جوار اليمن في الظروف الحالية التي يمر بها، وبخاصة السعودية ومصر. وقالت إن «القاعدة» أصبحت تستغل الحراك في الاختباء والتنقل وتنفيذ الأعمال الإرهابية، لكنها أشارت في المقابل إن حالة المتمردين الحوثيين في شمال غرب البلاد تشهد تدهورا كبيرا وغير مسبوق منذ بدء التمرد قبل خمسة أعوام. وأشادت مصادر الجيش اليمني، بالدول العربية التي تقف إلى جوار اليمن في الظروف الحالية التي يمر بها، وبخاصة السعودية ومصر، مشيرة إلى ما أعلنته القاهرة، أمس، من تجديدها التضامن الكامل مع اليمن «حتى لو تطلب الأمر الدعم المادي»، ومعربة عن أملها في أن يقدم مؤتمر لندن حول اليمن الدعم اللازم لمساعدة البلاد على التصدي للتحديات التي تواجهها.

وأضافت مصادر الجيش اليمني، التي طلبت عدم تعريفها بالنظر إلى أنها غير مخول لها الإدلاء ببيانات للصحافة، أن الجيش لديه معلومات عن تغلغل عناصر من تنظيم القاعدة وسط عناصر من الحراك، واستغلال الحراك في الاختباء والتنقل وتنفيذ أعمال إرهابية، وأن هذا يتطلب طريقة جديدة في التعامل مع عناصر «القاعدة» هناك، وبخاصة في جنوب البلاد، مشيرة في الوقت نفسه إلى «تهاوي» قدرات المقاتلين الحوثيين، و«تبعثرهم»، ووقوع انشقاقات بين قادتهم.

ومن جانبه، قال عبد المنعم الجابري، مدير تحرير الموقع الإخباري اليومي لصحيفة «26 سبتمبر»، التي تصدرها وزارة الدفاع اليمنية، إن الأوضاع الميدانية في اليمن «تحت السيطرة»، سواء فيما يتعلق بالتمرد الحوثي في شمال غرب البلاد، أو الحراك الانفصالي «المتحالف مع تنظيم القاعدة» في الجنوب، على حد قوله. وأوضح الجابري لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة صنعاء، أن هذه الأوضاع ليست بذلك القدر الذي تصوره بعض وسائل الإعلام التي تستقي معلوماتها من مواقع المعارضين والمتمردين الإلكترونية على الإنترنت، مضيفا أن «بعض وسائل الإعلام الخارجية تعتمد في معلوماتها على مواقع إلكترونية تابعة للمعارضة، وتابعة لجهات لها مواقف من الحكومة، وتستقي معلوماتها من مصادر غير محايدة».

وفيما يتعلق بالتطورات على الصعيد الميداني في مناطق التمرد الحوثي، قال الجابري إن «هناك حالة من الانهيار أصبحت بادية على الحوثيين»، وأضاف أن المتمردين الحوثيين في صعدة يعيشون أوضاعا صعبة، وحالة الانهيار واضحة في صفوفهم، ويوجد بينهم انهيار غير مسبوق، وهم الآن يسعون إلى وقف إطلاق النار في أكثر من مناسبة خلال الأيام الماضية، وأعلنوا قبولهم بالشروط الستة التي أعلنها الرئيس علي عبد الله صالح، لكن «لا أعتقد أنه سيتم وقف إطلاق النار قبل أن يسلم المتمردون كامل أسلحتهم (للدولة)، حيث إن هذا الشرط هو أهم شرط بالنسبة إلى الحكومة اليمنية».

وأضاف الجابري فيما يتعلق بالتطورات في جنوب اليمن، أنه بالنسبة إلى المؤشرات والدلائل «هناك مؤشرات قوية جدا على وجود تحالف بين تنظيم القاعدة وبين عناصر الحراك، وبخاصة بعد انضمام طارق الفضلي إلى الحراك»، الذي قال الجابري إنه محسوب على (القاعدة). وأضاف أن هناك مؤشرات أيضا على أن انضمام الفضلي إلى الحراك كان بمثابة تنفيذ لما كان يخطط له تنظيم القاعدة منذ سنوات، بحيث يجد - تنظيم القاعدة - مظلة يتحرك تحتها وفي إطارها، وهي الحراك الجنوبي، مشيرا إلى أن الفضلي كان مرافقا لأسامة بن لادن في أفغانستان.

وقال إن هجوم القوات اليمنية، منذ أكثر من عام، على عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين، دفعت بالفضلي إلى الانضمام إلى الحراك، وذلك ردا منه على ما قامت به أجهزة الأمن ضد عناصر القاعدة. وأضاف أن الفضلي منذ ذلك الوقت «يستغل الحراك للانتقال والظهور والقيام بأعمال إرهابية». وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من الفضلي، لكن هاتفه كان مغلقا حتى مساء أمس.