مبارك: منظمو مهرجانات الهجوم على مصر في دولة شقيقة «بيوتهم من زجاج»

الرئيس المصري أكد: إنشاءات حدود غزة أمر سيادي.. وقال للمقاومة: لا هم قاوموا ولا سلاما صنعوا

TT

قال الرئيس المصري محمد حسني مبارك أمس إن الإنشاءات التي تقوم بها بلاده على حدودها مع قطاع غزة أمر سيادي مصري لا يُقبل فيه بتدخل أحد، موضحا في كلمته بمناسبة عيد الشرطة أن «التحصينات على حدود مصر الشرقية عمل من أعمال السيادة المصرية لا نقبل أن ندخل فيه في جدل مع أحد أيا كان أو ينازعنا فيه كائن من كان»، قائلا لـ«رافعي شعارات المقاومة»: «لا هم قاوموا ولا سلاما صنعوا». وأضاف أن منظمي مهرجانات الخطابة للهجوم على مصر في دولة شقيقة (لم يسمِّها) «بيوتهم من زجاج، ولو شئنا لرددنا لهم الصاع صاعين، لكننا نترفع عن الصغائر».

وشدد الرئيس المصري على حق بلاده في تأمين حدودها ومنع استباحتها من الآخرين، بقوله: «إننا قد نصبر على حملات التشهير والتطاول، ولكن ما لا نقبله - ولن نقبله - هو الاستهانة بحدودنا، أو استباحة أرضنا، أو استهداف جنودنا ومنشآتنا»، مشيرا إلى أن «الإنشاءات والتحصينات على حدودنا الشرقية (مع غزة) عمل من أعمال السيادة المصرية، لا نقبل أن ندخل فيه في جدل مع أحد أيا كان، أو أن ينازعنا فيه أحد كائنا من كان. إنه حق مصر الدولة، بل وواجبها، ومسؤوليتها، وهو الحق المكفول لكل الدول في السيطرة على حدودها، وتأمينها، وممارسة حقوق سيادتها تجاه العدو والصديق والشقيق، على حد سواء». وأشار الرئيس المصري، بشكل غير مباشر، إلى الأحداث التي وقعت في العريش ورفح في أثناء عبور قافلة مساعدات أوربية إلى قطاع غزة، وما صحبها من مقتل جندي مصري على حدود رفح برصاص تقول مصر إنه من مسلحين فلسطينيين من غزة، وهو ما علّقت عليه حركة حماس بقولها حينذاك إنها سحابة صيف في علاقتها بمصر. وأوضح مبارك: «يقولون إن ما حدث في العريش وفي رفح، سحابة صيف، وأقول لهم: ما أكثر سحابات الصيف في تعاملكم معنا، وما أكثر ما نلاقيه منكم من مراوغة ومماطلات، وأقوال لا تصدقها الأفعال، وتصريحات ومواقف متضاربة ترفع شعارات المقاومة وتعارض السلام. فلا هم قاوموا ولا سلاما صنعوا».

وقال مبارك إنه رغم جهود بلاده المتواصلة لإحياء عملية السلام ولتحقيق الوفاق الفلسطيني، فإنها (مصر) تتعرض لحملات مكشوفة من قوى عربية وإقليمية لم تقدم يوما ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها، وإن تلك القوى «تكتفي بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين».

وقال مبارك إنه رغم جهود مصر المتواصلة لإحياء عملية السلام، ولتحقيق الوفاق الفلسطيني، فإننا نتعرض لحملات مكشوفة من قوى عربية وإقليمية، لم تقدم يوما ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها، وتكتفي (هذه القوى) بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين، مشددا على أن «مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز. ولا تسمح بالفوضى على حدودها، أو بالإرهاب والتخريب على أرضها. لدينا من المعلومات الموثقة الكثير، والذين يقومون بهذه الحملات، وينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم على مصر في دولة شقيقة، بيوتهم من زجاج، ولو شئنا لرددنا لهم الصاع صاعين، لكننا نترفع عن الصغائر».

وتطرق الرئيس المصري في كلمته إلى الهجوم الذي قام به ثلاثة مسلحين مسلمين أدى إلى مقتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم، عشية الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، في مدينة نجع حمادي بصعيد مصر بداية هذا الشهر. وقال مبارك: «لقد تلقيت تقارير عديدة من أجهزة الدولة ولجان تقصى حقائق تستعرض في مجملها ملابسات هذا الاعتداء الآثم بمقدماته ووقائعه وما قيل عن دوافعه، وإنني كرئيس للجمهورية ورئيس لكل المصريين أحذر من مخاطر المساس بوحدة هذا الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه، وأقول بعبارات واضحة إنني لن أتهاون مع من يحاول النيل منها أو الإساءة إليها من الجانبين».