سكرتير حزب «كادحي كردستان»: القيادة الكردية عاجزة عن ترتيب بيتها الداخلي.. ودورنا ببغداد في خطر

قادر عزيز لـ«الشرق الأوسط»: الأحزاب القريبة من السلطة تنعم بالمكاسب.. والأخرى تقطع عنها الأرزاق

قادر عزيز («الشرق الأوسط»)
TT

عبر قادر عزيز، سكرتير حزب «كادحي كردستان»، عن مخاوفه من وجود تحركات «طائفية» لإضعاف الدور الكردي في بغداد، كما أشار إلى أن هذا الدور سيواجه مزيدا من التحديات لدى إعلان أحزاب كردية خوض الانتخابات بقوائم منفردة بعيدا عن قائمة الحزبين الكرديين الرئيسيين في البلاد بقيادة الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني.

وقال عزيز في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «هناك فعلا مخاوف حقيقية من تعرض الدور الكردي في بغداد إلى الخطر، ونشعر بوجود تحركات واسعة لاصطفافات سياسية وطائفية ضد الكرد، يضاف إليها المخاطر المحلية هنا في كردستان، حيث هناك نية لدى بعض قواها السياسية بدخول الانتخابات القادمة بقوائم منفردة مما سيضعف بالتالي الموقف الكردي الموحد لمواجهة تلك المخاطر»، وأضاف: «صحيح أن تعددية القوائم ظاهرة صحية وديمقراطية مطلوبة في العملية السياسية، لكن المشكلة الكبرى هي أن تتحول تعددية تلك القوائم إلى تعددية المواقف في بغداد، وهذا سيؤثر بشكل كبير على الثقل والدور الكردي لما بعد الانتخابات القادمة».

ووجه سكرتير حزب «كادحي كردستان» انتقاداته للقيادة الكردية المتمثلة في الحزبين الرئيسيين؛ الاتحاد الوطني بزعامة طالباني، والديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، لعجزهما عن ترتيب البيت الداخلي الكردي، وقال إن «العامل الذاتي مهم جدا في مواجهة المخاطر المحدقة بنا، فكلما كانت مواقف الأحزاب والقوى الكردستانية أكثر توحدا، استطاع الكرد أن يحافظوا على ثقلهم ودورهم في المركز»، وأضاف: «للأسف لم تستطع القيادة الكردية تحقيق القدر المطلوب من التوافق بين الأحزاب الكردستانية في الداخل على الرغم من أنهم يدركون حجم التحديات القادمة، وقد تحدثنا إليهم بهذا الشأن وأكدنا على العامل الذاتي الذي يعتمد على وحدة موقف الأحزاب، ولكن عندما نأتي إلى الواقع نجد أنهم غير جديين، وليس لديهم أي برنامج لتوحيد المواقف الكردية، فهم يطلقون كلاما لا يقترن بالأفعال».

وأكد عزيز أن «الأحزاب الكردستانية ليس لها دور في صياغة القرارات السياسية، فكيف يطلبون منا تأييد مواقفهم (القيادة الكردية)؟ إن التعددية الحزبية في كردستان حالة صحية، ولكن في التعاطي مع بغداد الوضع يختلف، هنا المعارضة مطلوبة ولا يمكن تقدم الديمقراطية من دون المعارضة، أما في بغداد فنحن جميعا معارضون، لذلك يجب أن يكون هناك تفعيل لهذا الدور لكي نتمكن من مواجهة المخاطر المحدقة بنا».

وذكر عزيز أن المعارضة في كردستان «لم تكن وليدة تطور طبيعي للعملية الديمقراطية والسياسية في الإقليم، بل نشأت نتيجة خلافات حزبية، وبذلك من الصعب تحقيق وحدة الموقف في بغداد، فإذا لم نوفق في تحقيق وحدتنا الداخلية لا يمكن تفعيل دورنا في بغداد».

وأشار عزيز إلى أن «الوحدة الداخلية لا تتحقق بإقصاء أو تهميش الأحزاب الكردستانية. نحن نتحدث جميعا عن تعددية وديمقراطية وفصل السلطات وسيادة القانون، وهذه كشعارات موجودة، ولكن في التطبيق ليس لها وجود»، غير أنه أضاف أن «هناك جهودا من الحكومة الحالية برئاسة الدكتور برهم صالح لوقف التدخلات الحزبية وتحقيق سيادة القانون وبناء مؤسسات الدولة وتوحيد قوات البيشمركة، وهذه أمور وقضايا مهمة جدا، ولكن نحتاج إلى مزيد من الجهد للوصول إلى تحقيق الديمقراطية الحقيقية».

وانتقد عزيز عدم تطبيق الحكومة لقانون الأحزاب في الإقليم الذي تمت المصادقة عليه عام 1993 الذي تضمن بندا حول المنحة الحكومية لتمويل الأحزاب، وقال: «كنت في حينها عضوا في البرلمان الكردستاني، وكان يفترض أن تحصل الأحزاب الكردستانية على التمويل بموجب ذلك القانون، ولكن للأسف لم يطبق القانون وانحصرت المنح والمساعدات في يد الحكومة التي كانت تتعامل في هذه المسألة وفقا لمواقف الأحزاب؛ إذا لم تتوافق تلك المواقف مع الحكومة سيكون هناك قطع للأرزاق، وفي المقابل تتنعم الأحزاب الدائرة في فلك الحكومة بالمكاسب المالية».

وقال عزيز إن «إدارة العملية السياسية لا تكون فقط بترديد الشعارات، بل بتطبيقها وتحويلها إلى واقع ملموس. هناك دعوات من قادة الإقليم لجعل تجربتنا الإقليمية نموذجا للعراق، ولكن الإقليم الذي يعاني من حالة الفساد ليس به مفوضية للنزاهة، هذا في الوقت الذي يوجد في بغداد مفوضية فاعلة جدا، وأحالت هذه المفوضية كثيرا من الوزراء والبرلمانيين إلى المحاكمة، بل إن وزراء أنزلوا من طائراتهم ليساقوا إلى لجان التحقيق، فماذا فعلت حكومة الإقليم لمحاربة الفساد الحالي؟ حتى البرلمان الكردستاني لم يستطع استدعاء وزير واحد أو حجب الثقة عن الحكومة بهذا الصدد». وحول موقف حزبه من الصراع الدائر بين الاتحاد الوطني وكتلة التغيير المعارضة واحتمالات تطور خلافاتهما إلى تكرار تجربة القتال الداخلي، قال عزيز: «من المستبعد أن يتحول الصراع إلى القتال، ولكني أعتقد أنه لا يمكن تطوير العملية الديمقراطية وتقدمها من دون قبول واستيعاب المعارضة الإيجابية، هذا الكيان الكردي وهذه الحكومة هي ملكنا جميعا. يجب أن نحرص عليه وندافع عنه، ونحن لدينا علاقات تاريخية ونضالية مشتركة مع الاتحاد الوطني الكردستاني، ولكننا نعتقد أن العملية الديمقراطية لن تكتمل من دون تعامل شفاف مع المعارضة واستيعابها. وفي الوقت ذاته، نؤكد أنه لا يجوز للمعارضة أن تنسف أو تشطب كل شيء».