عشرات القتلى والجرحى في مواجهات مع الحوثيين في صعدة.. ومقتل 3 جنود في شبوة

مظاهرات في الضالع تطالب مؤتمر لندن بتبني «القضية الجنوبية».. والشرطة تعتقل 19

متجر لبيع أدوات الزينة في صنعاء.. يتضمن صورا مختلفة للرئيس علي عبد الله صالح (أ.ف.ب)
TT

تجددت، أمس، في مدينة صعدة القديمة، المواجهات العسكرية المسلحة بين قوات الجيش وقوات مكافحة الإرهاب اليمنية وعناصر قبلية موالية من جهة، وعناصر حوثية مسلحة من جهة أخرى، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، وعلمت «الشرق الأوسط» أن نحو 1000 مسلح من قبائل الحدا بمحافظة ذمار الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، شاركوا إلى جانب القوات الحكومية في شن هجوم كبير على المناطق التي يتحصن فيها مسلحون حوثيون في المدينة القديمة منذ نحو شهرين، وهي المدينة ذات الشوارع والأزقة الضيقة، التي تنفذ فيها القوات اليمنية عملية «ضربة الرأس».

وقالت المصادر، إن قتلى وجرحى سقطوا في تلك المواجهات التي وصفت بـ«العنيفة» من دون معرفة أي أرقام للقتلى والجرحى، حتى اللحظة، غير أن المصادر تشير إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وكان مسلحو قبيلة الحدا اليمنية قد تداعوا، قبل عدة أيام، لمناصرة القوات الحكومية في حربها ضد الحوثيين، بعد أقل من شهر على زيارة قام بها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى محافظة ذمار والتقائه بعدد من مشايخ القبائل فيها، وحثهم على حشد المقاتلين للمشاركة في الحرب، واعدا إياهم بحصول المقاتلين والقتلى والجرحى من أبناء القبيلة على «أرقام عسكرية» وإعانات حكومية، كما هو الحال مع أبناء القبائل الأخرى التي تشارك في الحرب ضد الحوثيين بعد اندلاع نسختها السادسة مطلع أغسطس (آب) الماضي.

وتؤكد السلطات اليمنية أنها تمكنت من السيطرة على الكثير من المواقع التي كان الحوثيون يستولون عليها، وأنها دحرتهم في أكثر من مواجهة وموقع عسكري، في الوقت الذي قالت مصادر محلية، إن قرابة 18 مسلحا حوثيا، لقوا مصرعهم في مواجهات عنيفة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وهي المديرية التي كان يزورها، أول من أمس، وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد.

إلى ذلك لقي 3 جنود يمنيين، أمس، مصرعهم في حادث إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في نقطة عسكرية على مدخل مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة جنوبي البلاد، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن عددا من المسلحين كانوا يستقلون سيارة وصلوا عند الـ6 صباح أمس، إلى النقطة العسكرية وباشروا إطلاق النار على أفراد النقطة وعددهم 5، ما أدى إلى مقتل 3 منهم على الفور.

وفي الوقت الذي شرعت السلطات في التحقيق في الحادث من دون توجيه أصابع الاتهام لأي جهة، فإن مراقبين يرجحون تورط عناصر تنظيم القاعدة في الحادث، خاصة أن حوادث مشابهة وقعت في محافظة مأرب المجاورة لشبوة واستهدفت رجال أمن، وأعلن تنظيم القاعدة عن مسؤوليته عنها، ويعتقد المراقبون أن الحادث ربما يأتي كرد فعل انتقامي على الضربات الجوية التي نفذها الطيران اليمني ضد مواقع يعتقد أنها تؤوي عناصر من «القاعدة» في المحافظة، وأرسلت السلطات اليمنية المركزية مطلع الشهر الحالي تعزيزات عسكرية إلى 3 محافظات هي: مأرب، وشبوة، وأبين، وذلك لملاحقة عناصر «القاعدة» في المناطق التي يعتقد أنهم اتخذوا منها مراكز إيواء ومعسكرات تدريب.

وأعلن وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر رشاد المصري أن أكثر من 30 عنصرا من تنظيم القاعدة، قتلوا في العمليات التي بدأت السلطات تنفيذها، برا وجوا، ضد عناصر التنظيم منذ عدة أسابيع، وقال إن عددا آخر، لم يحدده، جرى اعتقاله في تلك العمليات، وقال المصري، في كلمة له في عدد من المجندين الجدد في صنعاء، إن الأجهزة الأمنية وجهت للعناصر الإرهابية «ضربات قوية وقاسية»، واصفا إياهم بـ«الشرذمة القليلة التي سيتم ملاحقتها واجتثاثها من المناطق اليمنية كافة».

وأضاف اللواء المصري، أن اليمن يواجه 3 تحديات هي: «التمرد الحوثي، والحمد الله، لقد أنزلنا بهم الهزيمة وبات النصر قريبا وتمت السيطرة على أغلبية مناطق وجبال صعدة، بفضل الله ثم بفضل القوات المسلحة والأمن، وما يسمى بالحراك الجنوبي فهو تضخيم إعلامي من قِبل بعض الوسائل الإعلامية، أما في الواقع فالمواطنون الشرفاء في المحافظات الشرقية والجنوبية وحدويون وهم من دافع عن الوحدة عام 1994، ويدافعون عنها اليوم ضد بعض المرتزقة، وهم معروفون بماضيهم وسلوكهم السيئ لدى أغلبية المواطنين في محافظات أبين والضالع ولحج، مضيفا أن الأمن موجود في ربوع الوطن».

من جهة ثانية، اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية، أمس، 19 شخصا من عناصر الحراك الجنوبي، في محافظة الضالع الجنوبية، وذلك إثر مشاركتهم في مظاهرات تطالب مؤتمر لندن حول اليمن بتبني «القضية الجنوبية» وكذا بإطلاق سراح عشرات المعتقلين على ذمة مشاركتهم في فعاليات سابقة.

وقالت أجهزة الأمن اليمنية، إن الأشخاص الذين جرى اعتقالهم «عناصر تخريبية، خارجة على القانون»، وترافقت هذه الاعتقالات مع مظاهرات لقوى الحراك الجنوبي، شهدتها، أمس، محافظات: الضالع، وأبين، ولحج، وذلك لمطالبة الدول الغربية المشاركة في مؤتمر لندن، المقرر انعقاده الأربعاء المقبل، بمشاركة عربية ودولية واسعة النطاق.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن 3 متظاهرين، على الأقل، أصيبوا في مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين قدر عددهم بالآلاف، وذلك إثر تفريق الشرطة للمتظاهرين بالقوة بحجة عدم حصولهم على ترخيص للتظاهر، وأضافت المصادر أن المتظاهرين الذين خرجوا في نحو 10 مدن في المحافظات المذكورة، رفعوا شعارات و«لافتات» وأعلاما «انفصالية»، بحسب وصف السلطات اليمنية، إضافة إلى رفع صور القتلى الذين سقطوا في فعاليات سابقة برصاص قوات الأمن، وصور الزعماء كعلي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر العطاس وآخرين.