زعيم «القاعدة» في موريتانيا يوافق على الحوار مع العلماء

أحد المتشددين يحذر الدولة من مواجهة التنظيم.. وموريتانيا تمد أجل الجولة الأولى من الحوار

TT

وافق زعيم تنظيم القاعدة في موريتانيا الخديم ولد السمان مع مجموعته المكونة من 21 متشددا، أمس، على الدخول في الحوار مع العلماء الذين انتدبتهم الحكومة الموريتانية، بعد مرور ستة أيام على بدايته مع 47 من المعتقلين.

ويعتبر ولد السمان ورفاقه الأكثر تشددا في موريتانيا لتبنيهم الفكر الجهادي، ورفضهم الحوار مع الحكومة التي يصفونها بـ«المرتدة».

وقال معروف ولد الهيبة، وهو أحد المتشددين المتهمين بقتل السياح الفرنسيين في موريتانيا 2007، إن الحوار مسألة محمودة شرعا والجميع مستعد له، وإنهم لم يحملوا السلاح قبل أن يُزَجّ بهم في السجون ظلما ويواجهوا الكثير من المعاملة السيئة، منبها على أن خلافاتهم مع المشايخ لا تعدو الوسائل كونها خلافات في الاجتهاد والوسيلة، مضيفا على أنه على أتم الاستعداد في التعاطي الإيجابي مع كل ما يقدمه العلماء من أفكار بشرط أن لا يكون في ذلك تخاذل ولا تقاعس عن أوامر الله بالجهاد، حسب قوله.

وطالب ولد الهيبة الحكومة بالعمل على إطلاق السجناء الموجودين في غوانتانامو، وأن تلغي قانون الإرهاب الذي صادق عليه البرلمان الموريتاني في دورته الأخيرة، وأثار جدلا واسعا في موريتانيا، مؤكدا أن الدولة يجب عليها أن تعطي الأولوية للاهتمام بمصالح مواطنيها، وأن تطلق سراح كل السجناء.

وخاطب ولد الهيبة بنبرة واثقة الحكومة الموريتانية بأنه يجب أن تعترف بأنها ليست لديها أي مصلحة في مواجهة تنظيم القاعدة، وأنها لا تستطيع ذلك، حسب تعبيره. واعتبر مراقبون قبول دخول هذه المجموعة برئاسة ولد السمان وولد الهيبة في الحوار نجاحا كبيرا للمسار الذي رسمته الحكومة وتحقيق الأهداف التي تتوخى منه، وهذا ما أشار إليه أحمدو ولد لمرابط، وهو عضو في لجنة العلماء المحاورين، بأن الحوار «ناجح وإيجابي جدا».

يشار إلى إن وسائل الإعلام غابت عن نقل وقائع جلسات حوار ولد السمان ورفاقه، بعدما بثت جميع وقائع جلسات الحوار الذي سبقه، في إشارة إلى أن حوار السمان كان ساخنا، ونوقشت فيه أمور حساسة ربما لا تتماشى مع التوجه العام المسموح به رسميا. ورغم كل المؤشرات التي تدل على تقارب وجهات النظر بين العلماء المحاورين وبعض السلفيين، فقد بدت بوادر انشقاق في صفوف المعتقلين، وهو ما عبر عنه المجلسي، وهو أحد السلفيين المعتقلين، في بيان صادر عنه أمس، ذكر فيه أن السجناء انقسموا في موقفهم من الحوار إلى مجموعتين إحداهما وهي الأغلبية قالت إنها تتبع ما يقوله العلماء ولا رأي لها مع رأيهم، ومجموعة أعلنت تبنيها للتغيير بالقوة وهم المعنيون بالحوار، أما الأفراد الباقون فإن كل واحد منهم يمثل نفسه ويتحدث عن خصوصيته بنفسه، مؤكدا أنه يصنف من ضمن هؤلاء.

وعلل السلفي المجلسي عدم انتمائه إلى الأغلبية المؤيدة للحوار وما يقدمه العلماء من أفكار بكونه لديه انتقادات ومآخذ كثيرة على الدولة، بل وعلى بعض علمائها، ومنهم مشاركون في الحوار، وعدم انتمائه إلى الطائفة المتشددة بكونه اختار منهجا في التغيير والإصلاح وهو خط ثالث يتمثل في النهج الدعوي السلمي.

يُذكر أن الحكومة الموريتانية قامت بتمديد الحوار، الذي كان من المفترض أن تنتهي جولته الأولى أول من أمس، إلى أجل غير مسمى، إثر قبول دخول المجموعة المتشددة برئاسة الخديم ولد السمان في الحوار بعدما قاطعت جلساته، ولم تشهد منه إلا جلسة الافتتاح.