برقية من ملك المغرب تضع حدا للنزاع داخل حزب «الأحرار»

أوجار ينتقد تحالفات تحت الطاولة ويرجح تحالفا مع «الأصالة والمعاصرة»

صلاح الدين مزوار محمولا على الأكتاف بعد إعلانه رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار المغربي (تصوير: طارق نجماوي)
TT

حسمت برقية بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، أزمة داخلية مر بها حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة بستة وزراء، وكرست رسميا رئاسة مزوار للحزب بعد نزاع طال مع خصمه مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب.

وقال العاهل المغربي في برقية، نشرت نصها أمس وكالة الأنباء المغربية، موجهة إلى مزوار: «يطيب لنا بمناسبة انتخابك رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن نعرب لك عن تهانينا على الثقة التي حظيت بها على رأس هذه الهيئة السياسية، تقديرا لخصالك الإنسانية ومؤهلاتك القيادية»، وهو ما يعني عمليا أن انتخاب المجلس الوطني للحزب لمزوار أول من أمس السبت في مراكش لم يعد موضع جدال.

وكان مزوار والمنصوري، رئيس الحزب السابق، قد خاضا صراعا مريرا حول قيادة الحزب، وتبين أن مزوار استطاع استقطاب أغلبية كاسحة بين قيادات الحزب وفروعه، في حين أصبح المنصوري وحيدا، حيث سعى قبل انعقاد المجلس الوطني للطعن في قانونية انعقاده، لكنه خسر المعركة القضائية، وتبين أول من أمس أنه خسر كذلك المعركة السياسية، ولم يتسن أمس الوصول إلى المنصوري للتعليق على هذه التطورات. وكان لافتا أن العاهل المغربي أشار في برقيته إلى المنصوري باعتباره «رئيسا سابقا» للحزب، وطلب من مزوار «أن يبلغ قيادة التجمع الوطني للأحرار وقواعده، العطف والتقدير في خدمة القضايا العليا للوطن والمواطنين، بما هو معهود فيك وفي سلفيك الرئيسين السابقين للحزب: أحمد عصمان ومصطفى المنصوري».

كما دعا العاهل المغربي في برقيته إلى «حشد كل طاقاته الحية للإسهام الفعال أسوة بالأحزاب الوطنية الجادة في حسن تمثيل المواطنين وتأطيرهم للانخراط القوي فيما نقوده من تحصين للوحدة العتيدة للمغرب، ومن ترسيخ للبناء الديمقراطي لمؤسساتها، ونهوض بالتنمية الشاملة لبلادنا».

يشار إلى أن المجلس الوطني للحزب قرر إقالة المنصوري بموافقة 610 ومعارضة 10 وإلغاء ورقتين. في حين انحصرت المنافسة للفوز برئاسة الحزب، بين كل من مزوار ورشيد الساسي، وأسفر التصويت على حصول مزوار على 610 أصوات، مقابل ثمانية أصوات للساسي، مع إلغاء ورقتين. وأكد مزوار، عقب إعلانه رئيسا للحزب، أن الاقتراع «انتصار للديمقراطية ولإرادة الأغلبية»، مشددا على أن الحزب تنتظره تحديات كثيرة، يلزم أن تكون محددة الأهداف. ومن الأهداف التي تحدث عنها مزوار «الوصول إلى رقم 200 ألف عضو، عند نهاية 2010»، وأن يصبح التجمع الوطني للأحرار في 2012 «القوة السياسية الأولى في المغرب»، مشددا على أن «2010، ستشكل تحولا جوهريا وهيكليا ونوعيا في مسار الحزب». وقال أيضا إن «المرحلة المقبلة ستكون محطة لمراجعة الذات، سواء ما يتعلق بالهوية أو التوجهات السياسية». ووجه مزوار تحية خاصة لكل من المنصوري وأحمد عصمان، وقال إن الخلاف مع المنصوري لم يكن خلافا شخصيا، بل حول تقييم العمل، الذي يتم على مستوى الحزب، غير أن «المنصوري سيبقى دائما مرفوعا، وسيذكر التاريخ أنه قاد الحزب في مرحلة دقيقة»، وشدد مزوار على أن ثقافته «هي عمل الفريق المشترك».

من جهته، قال رشيد الساسي: «بعد الانتهاء من عملية الاقتراع السري وإعلان النتائج، يمكن لأي عضو في التجمع أن يفتخر بما تم، وما قمنا به يعتبر أول نتيجة تحققها (الحركة التصحيحية) داخل التجمع الوطني للأحرار». وعقب انتهاء أشغال المجلس الوطني، تحدث للصحافيين أربعة من قادة الحزب، وهم: مزوار، وعبد العزيز العلوي الحافظي، ومحمد أوجار، ومحمد بوسعيد. وقال أوجار بشأن التحالفات التي يتوقع أن يدخل فيها حزب التجمع الوطني للأحرار، إن الحزب يمكن أن يتحالف مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة، داعيا إلى «الخروج من مرحلة الخجل وعقد التحالفات تحت الطاولة، وإنجاز مصالحة بين المغاربة والسياسة». وانتقد أوجار النظام السياسي المغربي، وقال إنه «لا يمنح لأي حزب أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة، الشيء الذي كان يفرض بناء تحالفات قبل كل انتخابات لتسيير البلاد»، ورأى أن بلاده «مدعوة إلى بناء تحالفات واضحة سابقة للانتخابات، على أساس برامج لها مرجعيات متشابهة»، مشيرا إلى أنه «لا بد أن يكون هناك تحالف ليبرالي اجتماعي كبير، وتحالف يساري، وتحالف محافظ».