كابل: تأجيل الانتخابات بسبب نقص التمويل.. ومنع بيع سماد يستخدم في المتفجرات

مقتل 5 جنود أميركيين خلال 24 ساعة في أفغانستان

TT

أعلن حلف شمال الأطلسي، أمس، أن خمسة جنود أميركيين قتلوا في تفجيرات خلال الساعات الـ24 الأخيرة في أفغانستان. وقالت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي إن جنديين قتلا في انفجار عبوات ناسفة مصنعة يدويا في جنوب البلاد، حيث يشتد التمرد المسلح. وجاء في بيان أن «اثنين من عناصر إيساف من الولايات المتحدة قتلا أمس في انفجار عبوة ناسفة مصنعة محليا في جنوب أفغانستان».

وتعد العبوات المصنعة يدويا السلاح الأشد فتكا بالقوات الأجنبية في قتالها ضد طالبان. وبعد ذلك بقليل، أعلنت «إيساف» مقتل جندي ثالث بعبوة ناسفة في جنوب أفغانستان مما يرفع إلى خمسة عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا مصرعهم في أفغانستان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. ولم تكشف بيانات «إيساف» عن موقع التفجيرات، إلا أن معظم مناطق جنوب أفغانستان تعاني من تمرد مسلح. وبهذا يرتفع إلى 38 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان، من بينهم 25 أميركيا، في هذا العام الذي يعد الأكثر دموية منذ الإطاحة بنظام طالبان في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2001. وتستند هذه الأعداد إلى إحصائيات موقع «إيكاجوالتيز» الذي يرصد القتلى بين الجنود في العراق وأفغانستان. وينتشر نحو 113 ألف جندي دولي في أفغانستان تحت قيادة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي، وسيزداد هذا العدد إلى أكثر من 140 ألفا في العام 2010 بموجب استراتيجية واشنطن الجديدة للحرب في أفغانستان.

من جهة اخرى قال مسؤول أفغاني مشارك في عملية الانتخابات، أمس، إن لجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان ستؤجل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها هذا العام من 22 مايو (أيار) إلى 18 سبتمبر (أيلول).

وتزيل هذه الخطوة مصدر خلاف محتمل بين الرئيس حميد كرزاي ومؤيديه الغربيين قبل أيام من عقد مؤتمر دولي في لندن بشأن مستقبل أفغانستان. وقال دبلوماسي دولي مؤكدا الموعد الجديد إن تأجيل الانتخابات سيسعد الدول الغربية التي تريد وقتا للإصلاح قبل الانتخابات للمساعدة في منع تكرار التحايل الذي شاب انتخابات رئاسية جرت في عام 2009. وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه أنه قرار عملي ومعقول سيوفر وقتا لإصلاح المؤسسات الانتخابية الرئيسية لإتاحة إجراء انتخابات برلمانية أنظف. وكان مقررا أن تعقد لجنة الانتخابات مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق (أمس). وقال الدبلوماسي إن المجتمع الدولي لن يرضيه إعادة تعيين كرزاي عزيز الله لودين رئيس لجنة الانتخابات الذي انتهت فترته أول من أمس. ويتهم خصوم كرزاي لودين، وهو معين من قبل الرئيس بمحاباة كرزاي. وقال المسؤول الأفغاني إن الانتخابات أجلت بسبب نقص في المبلغ اللازم لتمويلها وهو 120 مليون دولار وإن هذا القرار ليس له صلة بنداءات من الخارج للإصلاح. وتحتجز الأمم المتحدة عشرات الملايين من الدولارات في حساب لتمويل الانتخابات في أفغانستان ولكن دبلوماسيين يقولون إنهم لن يسمحوا بالإفراج عن هذه الأموال ما لم تقم أفغانستان بإصلاحات أولا. من ناحية أخرى، قال منير منجل نائب وزير الداخلية الأفغاني في مؤتمر صحافي أمس إنه بناء على تعليمات جهات الأمن الأفغانية، فإن الرئيس حميد كرزاي منع استخدام أو إنتاج أو تخزين أو شراء أو بيع نيترات الأمونيوم في أفغانستان. وأوضح أن مسلحي طالبان الذين شنوا تمردا دمويا ضد الحكومة الأفغانية وحلفائها العسكريين يستخدمون المادة الكيماوية بشكل متزايد في صنع القنابل التي تزرع على جانب الطريق والتي تفخخ بها السيارات. وقال إن «نيترات الأمونيوم أرخص ثمنا وأسهل في الحمل عن المواد المتفجرة الأخرى». وذكر نهيم بالوش نائب رئيس الإدارة الوطنية للأمن (جهاز الاستخبارات الأفغانية) في المؤتمر الصحافي نفسه إن نيترات الأمونيوم استخدمت في أكثر من 80% من التفجيرات التي نفذها المسلحون. وقال إن أغلب المواد التي استخدمت في التفجير الانتحاري الذي وقع أمام مركز تسوق الأسبوع الماضي في كابل كانت نيترات الأمونيوم.

وكان 7 انتحاريين على الأقل قد نفذوا هجوما كبيرا في كابول يوم الاثنين الماضي ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 71 آخرين. وفجر أحد الانتحاريين سيارة إسعاف مفخخة بالقرب من مركز تسوق في قلب المدينة وقتل الانتحاريون الآخرون إما بالتفجيرات أو في مواجهات مع قوات الأمن. ويعتمد المسلحون بشكل أساسي على استخدام القنابل على جانب الطريق والتفجيرات الانتحارية في إطار حملتهم ضد قوات التحالف في الدولة. من جهة أخرى، أفادت مسودة بيان بشأن مستقبل أفغانستان من المقرر أن يكشف عنها في مؤتمر دولي في لندن هذا الأسبوع أن القوات الأفغانية ينبغي أن تبدأ تولي السلطة الأمنية في بعض الأقاليم بحلول أوائل 2011. وتقول المسودة التي حصلت «رويترز» على نسخة منها (أمس) الأحد إن أفغانستان والمجتمع الدولي سيتفقان على «إطار عمل» لتسليم أمن البلاد إلى القوات الأفغانية على أن تبدأ العملية هذا العام.