شاب أُنقذ بعد 11 يوما: كنت أشرب الكوكاكولا وأتناول أشياء بسيطة

منسقو المساعدات في الميدان: لا نستطيع تلبية كل الاحتياجات.. والإغاثة ستدوم فترة طويلة

رجل وامرأة يمران أمس قرب مبنى الخارجية الفرنسية بباريس حيث وضعت قوارير بلاستيكية فيها صور للأطفال الذين فقدوا عائلاتهم إثر زلزال هايتي، وقدمت العائلات الفرنسية أول من أمس ملفاتها لتبني أطفال الزلزال (رويترز)
TT

تمكن فريق من المسعفين الدوليين في بورت أوبرنس من انتشال شاب حي، وذلك بعد 11 يوما من الزلزال القوي الذي ضرب هايتي، مما عزز الآمال بالعثور على مزيد من الأحياء بعد أن كانت الحكومة قد أعلنت وقف عمليات البحث عن ناجين.

وقال ويزموند اكسانتوس (25 عاما) إنه تمكن من البقاء على قيد الحياء بين أنقاض محل البقالة حيث كان يعمل، بشرب الكوكاكولا وتناول بعض الأشياء البسيطة، في واحدة من قصص الأمل القليلة في الكارثة التي أودت بحياة نحو 150 ألف قتيل. وبعد عملية إنقاذ استمرت أربع ساعات أخرج الشاب بعناية من تحت أنقاض البناية في وسط المدينة. وقال رجال الإنقاذ إنه كان قادرا على ما يبدو على تحريك أطرافه، لكنه كان ظمآن. ومن أجل انتشال الشاب زحف اثنان من فرق البحث والإنقاذ الفرنسية واليونانية بين الكتل الخرسانية والعوارض الخشبية والحديد المموج. وقال رئيس فريق الإنقاذ الفرنسي اللفتنانت كولونيل كريستوف رينو «يمكن القول إنها معجزة حقا، ونأمل ألا تكون الأخيرة». وقال شقيق اكسانتوس إن الشرطة كانت منعته من الاقتراب من المتجر الواقع في منطقة خطيرة شهدت أعمال نهب. وأبلغت أسرته فريق إنقاذ يونانيا عن سماع صراخه بين أنقاض المتجر.

وجاء إنقاذ اكسانتوس فيما تجمع آلاف الناجين وهم يبكون أول من أمس أمام الكاتدرائية المدمرة في العاصمة لتشييع جنازة رئيس أساقفة بورت أوبرنس، جوزيف سيرج ميوت، في مراسم مؤثرة. وكانت مأساة الهايتيين واضحة في الجنازة الكبيرة التي أقيمت لرئيس الأساقفة الذي قتل عندما انهار مكتبه الملاصق للكاتدرائية في الزلزال الذي بلغت شدته 7 درجات. وكان الرئيس رينيه بريفال في مقدمة المشيعين الذين بكوا ورنموا.

في غضون ذلك، كثف عمال الإغاثة الدولية جهودهم لمساعدة ضحايا الزلزال، أمس، بعد انتقادات بأن الغذاء والماء والأدوية لا تصل إلى من المنكوبين. وعاش الناجون في نحو 300 مخيم مؤقت في أنحاء بورت أوبرنس عاصمة البلاد التي دمرها الزلزال. وشكا الناس من أنهم لا يحصلون على ما يكفي من المساعدات على الرغم من حملة إغاثة دولية كبرى تقودها الولايات المتحدة. وردا على الانتقادات قال راجيف شاه، رئيس الوكالة الأميركية الدولية للتنمية، إن منظمته تبذل قصارى جهدها في ظل ظروف صعبة. وأضاف شاه لوكالة «رويترز» إن «حجم الدمار وأثره على السكان غير مسبوق. لن نتمكن من تلبية الاحتياجات بالسرعة التي نرغب بها. سنكون هنا لتقديم الدعم لفترة طويلة».

وإلى جانب التحديات في مجال الإمدادات، كانت هناك مخاوف متعلقة بأمن عمليات توزيع الغذاء بعد موجات نهب واسعة النطاق للمباني المدمرة. وقال تيري بينوا، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في هايتي، إن البرنامج التابع للأمم المتحدة اضطر أن يحد من بعض أنشطة التوزيع بعد هجمات استهدفت اثنتين من قوافل الإغاثة التابعة له يوم الجمعة الماضي. وواجه عمال الإغاثة تحديات هائلة للتمكن من توزيع الغذاء والماء في مدينة مدمرة تكثر بها الأنقاض وتعج بالمشردين والمصابين. وقالت جينا جاكسون، من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «ليس هناك أحد يمكنه أن يفهم الوضع قبل أن يصل إلى هنا».

ووجه مستشفى للولادة في حي بيتيون فيل نداء عاجلا للحصول على الغذاء، أمس، قائلا إنه أصبح مكتظا بالحوامل، وإنه ليس لديه الغذاء اللازم لإطعامهن. وقالت منظمة الغذاء للفقراء إنها استجابت وأرسلت شحنة من الأرز والحبوب والمعجنات. وقدر مسؤولو برنامج الأغذية العالمي أن بعض المساعدات وصلت لأكثر من ثلثي مخيمات الناجين.

ووسط هذا الدمار كانت هناك مؤشرات على عودة البلاد للحياة مجددا. فقد انتظر سكان هايتي أمام البنوك التي أعادت فتح أبوابها رغبة منهم في الحصول على المال اللازم لشراء الأغذية والإمدادات الضرورية. وقال المدرس ميرتو لاركو «ليس هناك عمل، وليست هناك وظيفة. الله وحده يعلم ما الذي سيحدث».