كروبي يعترف بنجاد رئيسا للحكومة.. رغم تأكيده مجددا التلاعب في الانتخابات

فرنسا تدعو شركاءها الأوروبيين إلى إعداد عقوبات جديدة ضد طهران بسبب موقفها النووي

أحمدي نجاد لدى استقباله الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي بطهران أمس (إ. ب. أ)
TT

فيما وصفه دبلوماسي غربي مقيم في طهران بتغير مهم في لهجة أحد زعماء المعارضة، نقل عن ابن المعارض الإيراني البارز مهدي كروبي أمس قوله: إن والده يعترف بالرئيس محمود أحمدي نجاد رئيسا للحكومة، على الرغم من أنه لا يزال يعتقد أن انتخابات العام الماضي شهدت تلاعبا.

وهذه هي المرة الأولى التي ينسب فيها إلى كروبي بيان من هذا النوع يعترف فيه بأحمدي نجاد رئيسا للحكومة. وحل كروبي رابعا في انتخابات الرئاسة المثيرة للجدل التي جرت في يونيو (حزيران) واستمر في تحديه منذ ذلك الحين للكيفية التي جرت بها عملية الانتخابات. لكن لم يتضح على الفور هل غير كروبي - وهو رجل الدين المؤيد للإصلاح الذي ينتقد بشدة الرئيس المتشدد أحمدي نجاد - رأيه بصفة أساسية بشأن الانتخابات وما تبعها من أحداث. ونقل موقع «سهام نيوز» المعارض على الإنترنت عن حسين كروبي قوله: إن والده اعترف بأحمدي نجاد رئيسا للحكومة، إلا أنه لم يستخدم تعبير رئيس الجمهورية وهو اللقب الرسمي للرئيس الإيراني. وعلق دبلوماسي غربي رفيع في طهران قائلا حسب «رويترز»: إنه تغير مهم في لهجة كروبي تجاه أحمدي نجاد ينبغي الاهتمام به، لكن ليس واضحا إلى أين سيقود.

وفي بيان آخر منفصل، صدر أمس أيضا، قال كروبي: إنه لم يغير رأيه حول الانتخابات ونتيجتها، مؤكدا أنه لا يخشى الضغوط، وفي النهاية فإن هؤلاء الذين هم داخل مؤسسة الحكم والذين خططوا لإقصاء دور الناس لن يكون أمامهم خيار سوى الاستماع لصوت الناس وقبول سيادتهم.

ويقول المعارض الإصلاحي: إن انتخابات يونيو ( حزيران) شهدت تلاعبا لضمان فوز أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية. وترفض السلطات الاتهامات بتزوير الانتخابات.

ونقل موقع «سهام نيوز» المعارض على الإنترنت عن حسين كروبي قوله: إن كروبي قال إنه لا يزال يتمسك بشدة باعتقاده أن الانتخابات شهدت تلاعبا.

غير أنه نقل عن والده قوله: إنه يأخذ في اعتباره أن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي صدق على نتيجة الانتخابات. ونقل عن مهدي كروبي قوله: إنه نظرا لأن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي صدق على رئاسة أحمدي نجاد فإنني أعترف به رئيسا للحكومة. ودفعت الانتخابات المثيرة للجدل إيران إلى أسوأ اضطرابات داخلية تواجهها منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وكشفت النقاب عن انقسامات متزايدة داخل المؤسسة الحاكمة.

على صعيد الملف النووي الإيراني دعا وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، بيار لولوش، أمس في بروكسل شركاءه في الاتحاد الأوروبي إلى إعداد عقوبات جديدة بحق إيران، معتبرا ألا مفر من هذا الأمر في ضوء موقف طهران في شان برنامجها النووي.

وفي باريس شددت الخارجية الفرنسية أمس على أن إنتاج إيران لليورانيوم العالي التخصيب يخالف قرارات الأمم المتحدة، ولن يسمح لها بتزويد مفاعل الأبحاث بالوقود النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي في مقر الوزارة ردا على تصريحات للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: إن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% «سيخالف بوضوح، وعلى وجه الخصوص، خمسة قرارات لمجلس الأمن الدولي تطالب إيران بتعليق نشاطات التخصيب».

وقال فاليرو: «أذكركم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدمت لإيران عرضا براغماتيا وواقعيا للحصول على الوقود الضروري لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران، وإيران رفضته. وتخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 20% لن يسمح لها بالحصول على هذا الوقود لضعف القدرات الإنتاجية في إيران».

وأعربت إيران الأحد عن إمكانية اتخاذها قرارا بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب قريبا.

وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: «سنعلن نبأ سارا يتعلق بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%».

وقال لولوش: «نأمل أن يعمل الأوروبيون معا لإعداد عقوبات لأننا نعتقد أن علينا مواكبة آلية العقوبات بالنظر إلى رفض إيران كل اقتراحات الحلول» التي تم طرحها. وكان يتحدث أمام الصحافيين إثر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وأضاف لولوش: «نحن نتفاوض مع إيران منذ ستة أعوام، وتم رفض كل اقتراحات الغربيين، وإذا استمعنا الآن إلى المتحدثين الإيرانيين فإنهم يشيرون إلى زيادة التخصيب حتى عشرين في المائة».

وتابع: «علينا أن نكون قادرين على مواكبة آلية العقوبات»، و«على الأوروبيين أن يستعدوا لآلية العقوبات هذه».

وكان لولوش يمثل فرنسا في اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في غياب برنار كوشنير الذي يشارك في مؤتمر مونتريال حول هايتي.

وشرح حسين كروبي موقف والده قائلا: إن الهدف من الموقف الجديد هو الخروج من الجمود الحالي، ومنع إراقة الدماء، مع الاستمرار في معارضة الحكومة الحالية. وأضاف أن والده يعتقد أن حكومة نجاد على وشك الانهيار، وأنه يريد حصر المعركة مع أحمدي نجاد، وليس النظام كله، وفقا لـ«أسوشييتد برس». وقال حسين كروبي إن والده يأمل أن يؤدي بيانه الجديد إلى انهيار حكومة أحمدي نجاد، ولكن النظام الحاكم سيبقى. وكانت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية نسبت إلى كروبي الأب قوله إنه يعترف بأحمدي نجاد رئيسا، لكن ابنه نفى أن يكون والده أدلى بهذا التصريح.