بارزاني يلتقي أوباما في واشنطن لبحث الانتخابات والأمن والقضايا العالقة

مسؤول أميركي قلل من شأن عدم توجيه دعوة للمالكي أسوة بعبد المهدي والهاشمي

مسعود بارزاني (إ.ب.أ)
TT

التقى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في مستهل زيارة رسمية إلى العاصمة الأميركية واشنطن لبحث آخر المستجدات في البلاد. ويعتبر الاستعداد للانتخابات العامة في العراق، المرتقب إجراؤها يوم 7 مارس (آذار) المقبل، بالإضافة إلى التطورات الأمنية في العراق والخلافات بين بغداد وأربيل من أبرز القضايا التي من المرتقب بحثها خلال الزيارة.

واجتمع بارزاني أمس مع أوباما ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض. ويذكر أن بايدن عاد للتو من بغداد حيث التقى بالمسؤولين العراقيين وعلى رأسهم الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بالإضافة إلى رئيس البرلمان إياد السامرائي. وأكد البيت الأبيض لقاء بارزاني مع أوباما وبايدن في اجتماع واحد، لكنّ المسؤولين في البيت الأبيض امتنعوا عن التعليق على تفاصيل الاجتماع المغلق.

ويذكر أن هذه الزيارة الأولى لبارزاني إلى واشنطن منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض، إذ كانت زيارته الأخيرة إلى واشنطن في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2008 إبان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

واستقبل نائب مساعد وزارة الخارجية الأميركية مايكل كوربن بارزاني مساء أول من أمس مع سمير الصميدعي سفير العراق لدى واشنطن وقوباد طالباني ممثل حكومة إقليم كردستان في واشنطن. ويلتقي بارزاني خلال الأيام المقبلة بمسؤولين في الإدارة الأميركية والكونغرس لشرح موقف إقليم كردستان من القضايا الشائكة في العراق.

وللزيارة طابع اقتصادي أيضا، حيث من المرتقب أن يتم مناقشة فرص الاستثمار في إقليم كردستان خلال الزيارة التي تستغرق عدة أيام. ويرافق بارزاني في هذه اللقاءات وفد يضم كلا من نيجيرفان بارزاني رئيس الوزراء السابق لإقليم كردستان، ومسرور بارزاني رئيس وكالة حماية أمن إقليم كردستان، والدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، وأشتي هورامي وزير المصادر الطبيعية، وفلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية، وهيرش محرم رئيس هيئة الاستثمار.

وأكدت مصادر أميركية أن زيارة بارزاني تأتي في إطار سلسلة من الزيارات التي يقوم بها مسؤولون عراقيون في الأشهر الأخيرة. ويذكر أن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي زار واشنطن هذا الشهر، ومن المرتقب أن يزور نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي واشنطن بداية الشهر المقبل. وكان رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي زار واشنطن مع صالح المطلق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ويرى مراقبون أن اختيار أوباما للقاء عبد المهدي والهاشمي، وعدم توجيه دعوة مماثلة للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كأنه بذلك يبعث برسالة مفادها أن المسؤولَين سيكونان من قادة الحكومة العراقية المقبلة، إذ يتوقع مراقبون فوز عبد المهدي برئاسة الوزراء بينما سيشغل الهاشمي منصب رئيس الجمهورية.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول أسباب عدم زيارة المالكي واشنطن ضمن الاستعداد للانتخابات، قال مصدر مسؤول إن «رئيس الوزراء المالكي جاء إلى واشنطن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقبلها في يوليو (تموز) الماضي»، مقللا من شأن عدم زيارة المالكي لواشنطن في الأيام الأخيرة. ويشدد المسؤولون على أن المشاورات الجارية في واشنطن جزء من المشاورات التي تجري في العراق أيضا مع السفير الأميركي كريستوفر هيل ومع المسؤولين، مثل بايدن، الذين يزورون بغداد. وقد كلف أوباما نائبه بايدن بتولي لقاءات دورية مع المسؤولين العراقيين والتواصل معهم بشكل أكثر فعال مع تفاقم الأزمة السياسية في العراق، جراء إبعاد مرشحين عن المشاركة في الانتخابات لشمولهم باجتثاث البعث، واقتراب موعد الانتخابات.