براون : نعمل على إحداث انقسام في صفوف طالبان

ماكريستال: النهج السياسي في أفغانستان حتمي

TT

صرح رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، أمس، أن الهدف الأساسي من المؤتمر الذي سوف يعقد هذا الأسبوع بشأن أفغانستان، سوف يكون تعزيز السلطات العسكرية والمدنية في البلاد. من ناحية أخرى لم يعلق براون على التقارير التي أفادت أن المؤتمر سوف يعلن عن خطة لإقامة صندوق لإعادة تأهيل مقاتلي طالبان المستعدين للتخلي عن العنف. وقال براون في مؤتمر صحافي: «يتعين علينا العمل على إحداث انقسام في صفوف طالبان» كما أكد على أن بناء جيش نظامي وقوات شرطة نظامية في أفغانستان سوف يظل الأولوية القصوى. وأضاف براون «إذا تمكنا في الوقت نفسه من اجتذاب بعض الأشخاص الذين كانوا مرتبطين بطالبان في السابق عن طريق نبذهم للعنف، فإن ذلك سوف يكون له قيمته بالنسبة لعملية السلام».

كما حث الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، الذي سوف يشارك في المؤتمر، على تقديم خطة شاملة لمكافحة الفساد. ونشرت صحيفة «ذا تايمز» ما قالت إنه فقرات من مشروع البيان الختامي للمؤتمر،وجاء فيها أنه يتعين على القوات الأفغانية تولي «مسؤولية الأمن في غضون خمسة أعوام». كما وصفت خطة المصالحة بأنها «الموضوع الرئيسي» لمؤتمر لندن، وقالت إن الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان هي الدول المانحة الرئيسية للخطة التي توصل إليها دبلوماسيون من 20 دولة خلال اجتماع عقد في أبوظبي منذ أسبوعين. إلى ذلك، أعرب قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان عن أمله بأن تؤدي زيادة عدد القوات التي حصل عليها إلى سلام يستند إلى مفاوضات مع طالبان، وذلك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «فايننشيال تايمز». وقال الجنرال ستانلي ماكريستال إنه يأمل أيضا بـ«تجديد التزام» الحلفاء في النزاع في أفغانستان قبل افتتاح مؤتمر حول هذا الموضوع الخميس في لندن.

وأضاف: «بصفتي جنديا، أعتقد أننا خضنا ما يكفي من المعارك، واعتقد أنه لا مفر من حل سياسي، كما في كل النزاعات». وردا على سؤال عن إمكان القبول بمشاركة طالبان في الحكومة قال «أعتقد أن كل أفغاني يمكنه أن يؤدي دورا إذا ركز على المستقبل وليس على الماضي». وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر (كانون الأول) وصول ثلاثين ألف جندي أميركي إلى أفغانستان، يضافون إلى سبعين ألف جندي منتشرين، هناك، أصلا.

وأكد ماكريستال أن الحل السياسي للصراع الأفغاني أمر «حتمي ولا مفر منه»، مشيرا إلى أن مفاوضات السلام مع طالبان ربما تكون هي السبيل للخروج من الوضع الراهن. وقال «لقد وقع ما يكفي من القتال» ونأمل أن يسفر المؤتمر الدولي المقرر في لندن حول أفغانستان، نهاية الأسبوع، عن «التزام جديد» يقود إلى «النتيجة الصحيحة» لشعب أفغانستان. وقال ماكريستال: «أعتقد أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لجميع الصراعات، كما أنه النتيجة الصحيحة». ورأى أن زيادة قوام القوات الأميركية في أفغانستان بـ30 ألف جندي سيضعف قدرات مسلحي طالبان مما يجبرهم على القبول باتفاق سلام. وأضاف: «ليس من مهامي أن أوزع أغصان الزيتون، وإنما مهمتي هي تهيئة الأوضاع حتى تكون لدى المسؤولين في مواقعهم خيارات للمضي قدما».

إلى ذلك نشرت صحيفة «التايمز» موضوعا بعنوان «القوات ستواجه خمس سنوات أخرى في هلمند»، ويتحدث الموضوع عن مصير القوات البريطانية في أفغانستان، وأنه من المتوقع بقاء القوات البريطانية في أفغانستان لخمس سنوات أخرى، بعد أن تسربت معلومات حول مشروع بيان سيتم الإعلان عنه خلال مؤتمر لندن حول أفغانستان، الذي سيعقد الأسبوع الحالي. ويتوقع المقال موافقة الحكومات المشاركة في المؤتمر على دفع «رشى تبلغ مئات الملايين من الجنيهات» للمتمردين في أفغانستان على أمل أن تساعد الأموال في وقف القتال هناك. وتؤكد الصحيفة أن مشروع بيان المؤتمر الدولي سيثير غضب عائلات الجنود البريطانيين الذين قتلوا على أيدي حركة طالبان في إقليم هلمند، وبخاصة بعد أن أعلنت وزارة الدفاع، يوم الأحد، أن 251 جنديا بريطانيا قد لقوا حتفهم في أفغانستان حتى الآن.

ونشرت «التايمز» مقابلة خاصة مع الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأميركية، الذي حذر من أن القتال ضد طالبان والمتطرفين في أفغانستان سيتطلب وقتا أطول بكثير عما حدث في العراق منذ 3 سنوات، حيث هدأت وتيرة المقاومة بشكل أسرع. وحذر بتريوس من أن القتال في إقليم هلمند الأفغاني، حيث تتواجد القوات البريطانية والأميركية، سيصبح أكثر صعوبة قبل أن يتحسن الوضع الأمني. كما قال بتريوس إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون استخدام الغضب الشعبي بسبب تزايد عدد الهجمات الموجهة إلى الأفغان لصد طالبان، وهي نفس الطريقة التي استخدمتها القوات الأميركية مع العراقيين الذين رفضوا تنظيم القاعدة.