زعيم الحوثيين اليمنيين يعلن وقف العمليات العسكرية ضد السعودية.. والانسحاب

وزارة الدفاع اليمنية: أكثر من 20 مسلحا حوثيا لقوا مصرعهم في مواجهات بحرف سفيان

جنود يمنيون يصوبون أسلحتهم إلى أحد الأهداف التابعة للمتمردين في صعدة (رويترز)
TT

أعلن زعيم تنظيم المتمردين الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، أمس، وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية مع الجيش السعودي والانسحاب من الأراضي السعودية التي قام المسلحون الحوثيون بالاعتداء عليها، على المناطق الحدودية مع اليمن، وقال الحوثي إن هذه الخطوة التي يقدمون عليها ترجع إلى «الرغبة» في «حقن الدماء» و«حفاظا على المدنيين».

وأضاف عبد الملك الحوثي في تسجيل صوتي وزّعه مكتبه الإعلامي، أنهم يعلنون الانسحاب من الأراضي السعودية ويقفون إطلاق النار، وحاول زعيم المتمردين تصوير السعودية كدولة «معتدية على الأراضي اليمنية»، رغم أن جماعته أقرت في السابق أنهم من قاموا بمهاجمة بعض المواقع العسكرية والقرى السعودية، بحجة أن الجيش اليمني استخدمها لمهاجمة المناطق التي استولوا عليها خلال النسخة السادسة من حربهم وتمردهم ضد السلطات اليمنية المركزية في صنعاء، منذ عام 2004. وهو أول اعتراف للمتمردين بدخول الأراضي السعودية، رغم إنكارهم في السابق لهذا الأمر متهمين السعودية بدخول الأراضي اليمنية. ونفت السعودية مرارا دخولها الأراضي اليمنية، وأكدت أخيرا أنها طهرت جميع أراضيها من المتمردين اليمنيين.

كما حاول الحوثي الشاب إظهار نفسه وجماعته في موقع «المنتصر» و«صاحب المبادرات»، وذلك من خلال إطلاق «التهديدات» للحكومة السعودية في حال عادت المواجهات بين الطرفين، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية اليمنية وكذا علامات الاستغراب. ورجع مراقبون يمنيون إقدام الحوثيين على هذه الخطوة، إلى «خشية الحوثيين التعرض لهزيمة عسكرية ميدانية»، بعد تدخل القوات السعودية بـ«قدراتها العسكرية الفائقة»، وبالتالي المسارعة إلى إعلان هذه «المبادرة»، خصوصا أن الجيش اليمني ضيَّق، خلال اليومين الماضيين، الخناق على الحوثيين في عدة محاور عسكرية وجبهات قتال وبالأخص في مدينة صعدة القديمة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران.

ميدانيا قال مصدر في وزارة الدفاع اليمنية إن أكثر من 20 مسلحا حوثيا، لقوا مصرعهم مساء أول من أمس الأحد وفجر أمس الاثنين، في مواجهات عنيفة في مديرية حرف سفيان، وقال المصدر إن «المقاتلين الأبطال نفذوا عملية التفاف تكتيكي خاطفة على المواقع والأوكار الإرهابية بعد استدراج العناصر الإرهابية إلى التبة الحمراء ووضعوا تلك العناصر بين فكي كماشة ملحقين بصفوفها خسائر فادحة، بينهم الإرهابي أبو علي الذي يعد من أبرز القيادات الميدانية للعناصر الإرهابية في سفيان»، حسب ما جاء على لسان المصدر.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن قواتها حققت نتائج عسكرية ميدانية كبيرة في محور محافظة صعدة والملاحيظ، في حين قال اللواء محمد عبد الله القوسي وكيل أول وزارة الداخلية إن «وحدات أمنية وبالتعاون مع المواطنين واصلت عملية تطهير ما تبقى من خلايا إرهابية في بعض أحياء صعدة القديمة»، مشيرا إلى «تطهير 16 منزلا في المدينة القديمة»، وذلك بـ« التعاون بين رجال الأمن والمواطنين، وإلحاق خسائر فادحة بتلك العناصر».

وأضاف القوسي في تصريحات نشرها موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع، أن رجال الأمن «دمروا ثلاثة مخازن للسلاح والمؤن والتابعة لتلك الخلايا، وإن من تبقى، من تلك العناصر، محاصر في عدد محدود من المنازل»، إلى ذلك وبصورة تعكس عمق الاحتقان بين الحكومة اليمنية والحوثيين، فقد أصدرت أمس محكمة يمنية حكمين منفصلين بحق حوثيين يعتقد بتورطهم في أعمال عسكرية.

وقضت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة بصنعاء، في جلسة لها، أمس، بحبس 10 متهمين من «عصابة التخريب والإرهاب في بني حشيش وصعدة بالسجن من 5 سنوات إلى 15 سنة»، وأدانت المحكمة «ثلاثة متهمين بالتخريب ومقاومة السلطات في صعده وقضى منطوق الحكم الأول بحبس ناجي القحوم وردمان هادي الحوقة 8 سنوات»، أما الحكم الثاني، في جلسة مختلفة، فقد قضى منطوقه بـ«الحبس 15 عاما لأحمد حسين الشامي والحبس 10 سنوات لكل من محمد عبد العزيز نجم الدين ومحمد محمد القاولي والحبس 5 سنوات لكل من طه حسني الشوكاني ويوسف إسماعيل المداني وعبد الإله يحيى السياني ومحمد علي المتوكل»، وتتهم النيابة العامة «المحكومين في عصابة مسلحة بتنفيذ مشروع إجرامي جماعي للقيام بأعمال القتل والتخريب والتفجير وجهزوا كل ما يلزم في مال وأسلحة ومتفجرات».

إلى ذلك قال مسؤول أمني يمني إمس إن متشددين من تنظيم القاعدة هم الذين هاجموا أول من أمس نقطة تفتيش وقتلوا ثلاثة جنود. وتابع المسؤول: «يعتقد الجهاز الأمني أن تنظيم القاعدة كان وراء قتل الجنود الثلاثة». وأضاف: «يتفاوض خمسة من شيوخ القبائل في شبوة مع أعضاء بتنظيم القاعدة ليسلموا أنفسهم»، في إشارة إلى شيوخ قبائل بمحافظة شبوة يتوسطون بين الحكومة ومتشددين أصوليين بالمنطقة.

وكان مسؤول حكومي قال في ما سبق إن عناصر من الحراك الجنوبي نفذوا الهجوم في شبوة. وكانت المحافظة محور تركيز حملة اليمن المتصاعدة ضد تنظيم القاعدة. وكانت صنعاء أعلنت الحرب على القاعدة في وقت سابق هذا الشهر بعد فترة قصيرة من إعلان «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ من اليمن مقرا له المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة في 25 ديسمبر (كانون الأول).

ونقل موقع حكومي يمني على الإنترنت عن وزير الداخلية مطهر المصري قوله إن نحو 30 يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة قُتلوا في الآونة الأخيرة دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وقالت السلطات اليمنية في ديسمبر إن 60 من عناصر القاعدة قُتلوا في غارات جوية وعمليات تمشيط أمنية، كما ذكرت أنها قتلت بعض كبار قادة التنظيم الإقليميين ومن بينهم العولقي. ولم تتأكد هذه الأنباء، ونفت القاعدة في ما بعد مقتل هؤلاء الزعماء. وتقاتل السلطات اليمنية تمرد الحوثيين في الشمال وتواجه اضطرابا متزايدا في الجنوب.