ذوو المجيد يتسلمون جثمانه.. وقوة عسكرية ترافق الموكب من بغداد إلى العوجة

ابن شقيقة «الكيماوي» لـ «الشرق الأوسط»: سنقيم عزاء رغم التحذيرات.. وسندفنه بجانب صدام

أكراد يقرأون الفاتحة عند نصب تذكاري في مقبرة ضحايا القصف الكيماوي في حلبجة، أمس (أ.ف.ب)
TT

تسلم ذوو علي حسن المجيد، وزير الدفاع العراقي الأسبق وابن عم رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين، جثمانه في بغداد أمس، وأكد مسؤول محلي أن قوة عسكرية رافقت موكب نقل الجثمان من العاصمة إلى قرية العوجة في مدينة تكريت، التي ينحدر منها صدام والمجيد، منعا لأي مظاهر قد تقع سواء مؤيدة للإعدام أو مناهضة له. وفي حلبجة، رحب سكان البلدة الكردية، مجددا، بعملية الإعدام. ونفذ حكم الإعدام أول من أمس في حق المجيد، الملقب بـ«الكيماوي»، جراء استخدام الغازات الكيماوية في حق الأكراد أواخر الثمانينات، بعد ثمانية أيام من صدور رابع حكم إعدام في حقه من قبل المحكمة الجنائية العراقية العليا المختصة بمحاكمة رموز النظام العراقي السابق. وجاء الحكم الرابع بالإعدام إثر إدانته في قضية بلدة حلبجة الكردية التي راح ضحيتها نحو خمسة آلاف كردي.

وأكد عبد الله مصطفى، ابن شقيقة المجيد، تسلم الجثمان من السلطات العراقية. وأوضح أن ابن شقيق المجيد، محمود الفاضل تسلم الجثمان بنفسه. ونقل عنه أن الحكومة العراقية أبلغتهم بوجوب عدم إجراء أي مراسم عزاء لأكثر من عشرين شخصا. غير أن مصطفى قال لـ«الشرق الأوسط»: «سنقوم بغسل الجثمان وسنقوم بتشييعه في العوجة على الرغم من التحذيرات، وسندفن جثته في مقبرة الشهداء»، التي تضم ضريح صدام وقبور نجليه عدي وقصي ومساعده طه ياسين رمضان. وأوضح أن مراسم العزاء ستقام في قاعة المقبرة. وأضاف مصطفى أن المجيد ترك وصية بخط يده طلب فيها أن يدفن في العوجة. من جانبه، أكد وائل إبراهيم، قائمقام تكريت، أن «قوة عسكرية سترافق موكب الجثمان، وستنقله من بغداد إلى العوجة منعا لحدوث أي مظاهر سواء مع أو ضد الإعدام».

الى ذلك, رحب سكان بلدة حلبجة بإعدام المجيد واعتبروا تنفيذ الحكم «قصاصا عادلا» ينتظرونه منذ زمن طويل «لراحة» قتلاهم. كولاله محمد (40 عاما)، وهي مدرسة فقدت اثنين من أشقائها في القصف، قالت بينما كانت تحمل إكليلا من الزهور لوضعه على قبريهما إن «تنفيذ القصاص العادل بحق علي الكيميائي أمس الاثنين خبر مفرح لا يمكن وصفه». ونقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية قولها: «أعبر عن سروري وكأنني ولدت من جديد. كنا ننتظر إعدام القاتل منذ زمن (...) وبإمكان أشقائي أن يشعروا بالراحة الآن». وأكدت كولاله: «نمت مرتاحة الليلة الماضية ولم أشاهد كوابيس كما كان يحدث أحيانا. نزلت إلى حديقتنا وجمعت ورودا لكي أضعها على قبر شقيقيّ وقلت لهما إن عدوكما راح إلى الأبد وحلبجة ولدت من جديد».

وحضر أكثر من ألف شخص من أقارب القتلى إلى مقبرة حلبجة (80 كم شرق السليمانية) لوضع أكاليل الزهور تكريما لذكرى خمسة آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ قضوا خلال قصف بأسلحة كيماوية في 16 مارس (آذار) 1988. وقام مسؤولون ومنظمات أهلية عند الساعة 11.35 تزامنا مع بدء القصف بوضع أكاليل زهور بعد أن تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام مجلس بلدية المدينة للتوجه إلى مقبرة الشهداء في شمال شرقي حلبجة.