رحب مسؤولون ومواطنون في محافظتي البصرة وكركوك المنتجتين للنفط في العراق بتخصيص الموازنة العامة للعام الحالي التي أقرها البرلمان أول من أمس دولارا واحدا عن كل برميل نفط للمحافظات المنتجة له. وقال زياد علي فاضل رئيس لجنة الكهرباء في مجلس محافظة البصرة للصحافيين أمس إن «المصادقة على القرارات الأخيرة أعطت جزءا من الصلاحيات للحكومات المحلية بعدما غيبت هذه الصلاحيات لفترات طويلة وبالأخص فك الارتباط بين الدوائر الخدمية ووزارة البلديات لما كانت تمثله هذه الوزارة من حجر عثرة في طريق عمل المجلس والمحافظة». وأشاد «بدور القوى السياسية التي ساهمت في زيادة الصلاحيات اللامركزية والتقدم خطوة نحو منح الصلاحيات الدستورية لمجالس المحافظات لتحسين عملها داخل المحافظات»، وبين فاضل أن «هذه المبالغ ستخصص بالكامل لتنفيذ مشروعات خدمية ستسهم في تحسن الوضع الخدمي بالمحافظة». وتعد محافظة البصرة من أكثر المحافظات المنتجة للنفط، إذ يقدر إنتاجها اليومي بأكثر من مليوني ونصف المليون برميل. وفي كركوك، عبر سياسيون ومواطنون عن ترحيبهم بإقرار الموازنة. وقال السياسي الكردي محمد كمال إن «إقرار الموازنة يعد مكسبا للعراقيين وخدمة لأهالي كركوك وتفعيلا لأنشطة البناء وخلق فرص عمل مهمة لهم»، مشيرا إلى أن «تخصيص دولار واحد عن كل برميل منتج في المحافظة سيسهم في رفع المستوى الاقتصادي لأهالي كركوك وتطوير المحافظة، وهي خطوة وميزة قدمتها الحكومة الاتحادية للمحافظات التي تنتج النفط»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
كما أثنى الشيخ برهان مزهر العاصي عضو مجلس المحافظة عن المجموعة العربية على جهود الحكومة العراقية قائلا: «إنها نتيجة واضحة ومؤكدة لجهد الحكومة العراقية بشخص رئيس الوزراء (نوري المالكي) ونضاله وحرصه على السعي لإقرارها ليس لأغراض انتخابية بل لديمومة النجاحات الأمنية والخدمية التي تحققت في ظله على الرغم من التحديات السياسية والأمنية والصراعات السياسية التي أرادتها بعض القوى لعرقلة الموازنة وتغييب جهد الحكومة».
ودعا محمد خليل الجبوري عضو مجلس محافظة كركوك الحكومة العراقية إلى ضرورة إنشاء صندوق يشرف على تخصيص هذه المبالغ للمشروعات في المحافظات، موضحا أن تخصيص دولار واحد للمحافظات سيساهم في تطوير المشروعات الاستثمارية في عموم المحافظات ومنها كركوك.
وأكد عضو المجموعة التركمانية قاسم حمزة أن «تخصيص دولار واحد عن كل برميل نفط للمحافظات المنتجة سيؤدي إلى زيادة الميزانية العامة للمحافظات، خاصة أن الميزانية المخصصة لمدينة كركوك لهذا العام كانت قليلة جدا ما أدى إلى تأخير إنجاز كثير من المشروعات».
وقال محمد قاسم (مهندس): «نأمل أن يدفع تخصيص دولار عن كل برميل نفط تنتجه محافظتنا المسؤولين إلى الإسراع في تنفيذ المشروعات بعد أن كانوا يتحججون بقلة الأموال والتخصيصات»، مؤكدا على أن «مدينة كركوك كانت من المحافظات الأكثر تطورا في عموم العراق قبل نصف قرن من الزمان».
من جانبها، قالت ميسون أحمد (معلمة) إن «تخصيص ملايين الدولارات وليس دولارا واحدا لن يغير شيئا في المحافظة ما لم يبد المسؤولون والسياسيون النية الصادقة والنزاهة والعمل بجد من أجل تطوير محافظتنا المظلومة التي ليس لها من النفط سوى وجوده، أما أمواله فللغير».