السلطات الإيرانية تعلن توقيف دبلوماسيين ألمانيين.. وبرلين تنفي

طهران تتحدث عن شبكة لجمع المعلومات في طهران مرتبطة بالاستخبارات الألمانية

TT

أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي على موقعه الإلكتروني أن السلطات الإيرانية أوقفت دبلوماسيين ألمانيين في المظاهرات المعارضة للحكومة التي جرت يوم عاشوراء في 27 ديسمبر في طهران، غير أن برلين نفت وقالت: إنها لا تعلم باعتقال أي من أفرادها الدبلوماسيين في إيران.

ونقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون عن نائب لوزير الاستخبارات لم يسمه، قوله: إن «دبلوماسيين ألمانيين كانا ينتحلان هويات مزيفة باسم يوغي وإينغو جرى توقيفهما» خلال مظاهرات عاشوراء، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول مصيرهما. ورفضت السفارة الألمانية في طهران التعليق على الموضوع، فيما قالت الخارجية الألمانية إنها لا تعلم باعتقال دبلوماسيين تابعين لها في طهران. واتهمت السلطات الإيرانية مرات عدة الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا ومؤخرا «دولا أوروبية» بتدبير المظاهرات المتكررة للمعارضة منذ إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في يونيو (حزيران). لكنها المرة الأولى التي تشكك فيها بألمانيا بالاسم. وقالت مصادر متطابقة: إن القائم بأعمال السويد في طهران أوقف في 27 ديسمبر (كانون الأول) في مكان مظاهرة قبل أن يُفرج عنه بعد 24 ساعة من احتجازه واستجوابه. وأوضح نائب وزير الاستخبارات: أن ألف متظاهر اعتقلوا خلال الاضطرابات، مقدما بذلك عددا إجماليا للمعتقلين. وقال: إن «دور يوغي وإينغو خلال أحداث عاشوراء مؤكد»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا). وأضاف: إنهم «كانوا يحملون رموزا خضراء (إشارة إلى الالتحاق بالمعارضة) مثل تلك التي أعطوها لشبان (متظاهرين) على اتصال بالسفارة وجرى إيقافهم أيضا.

وتابع «سنحتج عن طريق وزارة الخارجية إلى السفارة الألمانية في طهران». واتهم السفارة الألمانية بأنها نظمت «شبكات» لجمع معلومات عن الاستخبارات الألمانية. وأكد أن «إحدى هذه الشبكات التي أوقف أعضاؤها مرتبطة بأجهزة استخبارات ألمانية ويديرها دبلوماسيون ألمان». وأضاف: إن «هذه الشبكة تصم شبانا إيرانيين وكانت تقوم بنشاطات دعائية بواسطة مجموعة للخضر (المعارضة) وعلاقات مع مواقع (على الإنترنت) وعملاء أجانب».

وتابع المسؤول «يجب على السفارة الألمانية.. أن تفسر سبب وجود علاقات تتجاوز الأعراف الدبلوماسية لأفرادها مع مواطنين إيرانيين». وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بشكه في مؤتمر صحفي في برلين بخصوص التقارير، أمس فقال: «لا يمكنني أن أؤكد ذلك، لم يُعتقل أي دبلوماسي في 27 ديسمبر العام الفائت». وأضاف: «إذا كانت اتهامات مماثلة ستساق فعلا على هذا النحو، فستُرفض تماما».

وكان مدعٍ إيراني قال في التاسع من يناير (كانون الثاني): إنه أُفرج عن مواطن ألماني اعتقل في يوم عاشوراء لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل. وذكرت تقارير أخرى أن دبلوماسيا أوروبيا احتجز 24 ساعة.

واتهمت السلطات الإيرانية زعماء المعارضة بشكل متكرر بأن لهم صلات «بأعداء خارجيين»، محذرة من أنها لن تتهاون مع أي تجمعات حاشدة أخرى مناهضة للحكومة. برغم هذا يجري تناقل رسائل عبر شبكة الإنترنت بشأن احتجاجات جديدة في 11 فبراير (شباط) وهو اليوم الذي تحتفل فيه إيران بالذكرى 31 للثورة الإيرانية.

وتأتي هذه التقارير بعد يوم من قول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن الوقت ينفد بالنسبة إلى طهران إذا كانت تريد تجنب مزيد من العقوبات بسبب أنشطتها النووية التي يشتبه الغرب في أنها تهدف إلى صنع قنابل. كما جاءت مزاعم ضلوع دبلوماسيين ألمانيين في احتجاجات عاشوراء بعد يوم واحد من إعلان مجموعة «سيمنز» الألمانية أنها سترفض أي طلبيات أخرى من إيران حيث تبحث القوى العالمية فرض عقوبات جديدة على طهران. وألمانيا واحدة من ست دول تسعى إلى إقناع إيران بتعليق أنشطتها النووية، وفي الوقت نفسه أحد أكبر المصدرين لإيران على الرغم من العقوبات المحدودة التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران على ثلاث جولات.