أكد المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، أن إسرائيل محكوم عليها بـ«الزوال»، منددا بـ«الخطر الكبير» الذي تشكله إسرائيل على العالم الإسلامي، وذلك خلال استقباله مساء أول من أمس الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز. وقال خامنئي إن «كيان الاحتلال وفي ظل مواصلة الضغط والحصار والإبادة يعتزم نزع الهوية الإسلامية عن فلسطين، ولكنه لن يتمكن من تحقيق ذلك بكل تأكيد». وفق ما جاء في النص الذي نشره الموقع الإلكتروني لمكتبه الإعلامي.
وأضاف المرشد الأعلى: «سيأتي ذلك اليوم الذي نشاهد فيه زوال الكيان الصهيوني»، معتبرا أن «القرب والبعد الزمني لهذه المسألة يعود إلى أداء البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة».
وحيا خامنئي القرار الذي اتخذته موريتانيا في 2009 بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، معتبرا أن هذه الخطوة «تمثل أسوة جيدة لبعض الحكومات العربية، ذلك لأن الكيان الصهيوني، الذي يفكر يوميا في توسيع نفوذه وسيطرته على المنطقة، يشكل أكبر خطر على العالم الإسلامي». وقطعت موريتانيا علاقاتها مع إسرائيل في يناير (كانون الثاني) 2009. وعقب هذا القرار وعدت طهران بتعزيز تعاونها مع نواكشوط. ويجري الرئيس الموريتاني منذ الاثنين زيارة رسمية إلى إيران، تتركز على العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين «على المستوى الإقليمي، والعربي والعالمي»، بحسب ما ذكرت الصحف الإيرانية. وأعلن مسؤولون موريتانيون اعتزام موريتانيا فتح سفارة لها في إيران، كما ستفتتح إيران هي الأخرى سفارة لها في موريتانيا.
كما وقعت الدولتان اتفاقية تعاون ومذكرتي تفاهم لتعزيز التعاون والشراكة بينهما، وذلك في ختام زيارة رسمية إلى إيران قام بها الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس محمود أحمدي نجاد. وهذه هي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس موريتاني لإيران منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979.
وتتعلق الاتفاقية التي وقعت من طرف وزيري خارجية البلدين على التوالي، الناهة بنت حمدي ولد مكناس، ومنوشهر متقي، بالدعم في مجال التنمية. أما مذكرتا التفاهم فقد وقعت إحداهما من طرف وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية سيدي ولد التاه، ووزير الصناعة والمناجم الإيراني، محرابيان.
واتفق الجانبان بمقتضى هذه المذكرة، على تنمية التعاون في المجالات الفنية، لا سيما إدارة أبحاث الجيولوجيا واستكشافات المناجم والبحوث والجيولوجيا والمسح البحري والساحلي، والتعاون في مجال البرامج التعليمية ونقل المعرفة الفنية وتبادل الأبحاث المختبرية والعلمية. وبمقتضى مذكرة التفاهم الثانية، قررت الحكومة الإيرانية عن طريق مصرف إيران لتنمية الصادرات، تقديم خط تمويل لعدد من المشاريع الهامة من بينها: مشروع توسعة النقل الحضري لمدينة نواكشوط. ويتم تنفيذ هذا البرنامج كمشروع استعجالي خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وسيعمل على توفير 500 سيارة أجرة و250 باصا كبيرا. ومشروع توسعة طاقة التخزين للمنشآت النفطية لمدينة نواكشوط. وبناء طريق النعمة - باسكنو، باسكنو - الحدود المالية. وبناء سدود رملية للتحكم في المياه بالمناطق الزراعية. وبناء ميناء للصيد البحري ومنشآت لتصنيع الأسماك. إلى ذلك، في برلين طالب الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس المجتمع الدولي بالتحرك فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني. وقال بيريس، أمس، في كلمة أمام البرلمان الألماني (البوندستاج) بمناسبة ذكرى المحرقة النازية (الهولوكوست) إن إسرائيل ترفض «نظاما متعصبا لا يراعي ميثاق الأمم المتحدة».