البنتاغون: طالبان تزيد قوة وفعالية

«سي إن إن» تحصل على تقرير سري

TT

في اجتماع سري في البنتاغون، يوم 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قدم الجنرال مايكل فلين، مساعد قائد القوات الأميركية في أفغانستان، تقريرا من 23 صفحة عن الوضع هناك، وقال إنه موفد من الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية هناك. وقال إن ملخص التقرير هو أن حركة طالبان «تزيد قوة» في أفغانستان، وإن الوضع هناك «خطر».

وقال التقرير: «تزيد، نوعيا وجغرافيا، إمكانيات طالبان التنظيمية والعملية». وصارت الحركة تقدر على القيام بعمليات أكثر وفي مناطق أوسع، وإن الحركة «الآن تقدر على العمل بلا نهاية»، وذلك لثلاثة أسباب:

أولا: تطور القدرة على صنع القنابل والمتفجرات.

ثانيا: زيادة الدعم المالي من تجارة المخدرات، ومن تبرعات مسلمين في دول كثيرة.

ثالثا: زيادة المتطوعين «بسبب الفقر والخلافات القبلية، وبسبب التضحية الدينية».

حصل على هذا التقرير تلفزيون «سي إن إن»، وأذاعه مساء الثلاثاء. وقال التلفزيون إن التقرير تضمن رسما بيانيا يوضح أن هجمات طالبان صارت بمعدل خمسمائة هجوم في الأسبوع خلال النصف الثاني من السنة الماضية، بالمقارنة مع أربعين هجوما في الأسبوع قبل خمس سنوات.

وقال تلفزيون «سي إن إن» إنّ التقرير اعتمد على معلومات من مقاتلين تابعين لطالبان اعتقلتهم القوات الأميركية وحققت معهم. وقال التقرير: «قال لنا معتقلون تابعون لطالبان إن طالبان ترى أن منظمة القاعدة تعرقل عملياتهم واستراتيجيتهم، وذلك لأنهم يرون حركتهم حركة وطنية تريد تحرير أفغانستان من القوات الأجنبية». وأضاف التقرير: «في الجانب الآخر تقدم (القاعدة) مساعدات في مجالات التدريب والدعم المادي. وتعتقد (القاعدة) أن زيادة عمليات طالبان ستزيد الدعم الخارجي لها، خصوصا في صورة مقاتلين أجانب». وقال التقرير إنه، حسب أقوال المعتقلين التابعين لطالبان، تعتمد استراتيجيتهم على الآتي:

أولا: تريد القوات الأميركية البقاء في أفغانستان إلى ما لا نهاية.

ثانيا: لم يكتمل كثير من مشاريع التنمية أو ليس لها فوائد كثيرة.

ثالثا: حكومة حميد كرزاي ليست إلا حكومة فاسدة وغير فعالة.

وأمس الأربعاء نشرت مجلة «دبلومات» التي تصدر في واشنطن مقابلة مع أنتوني كورديسمان، خبير الإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، دعا فيه الرئيس أوباما والشعب الأميركي لقبول «الحقيقة الصعبة» عن الحرب في أفغانستان. وقال كورديسمان: «كلما أسرع القادة السياسيون الأميركيون وصارحوا الشعب بأنه لا توجد نهاية سهلة للحرب، ولا توجد حلول سهلة للمشكلة، تحاشينا حربا أوسع نطاقا ومشكلة أكثر تعقيدا».

وأضاف كورديسمان: «خسرنا الحرب أو كسبناها، سيظل التطرف الإسلامي خطرا في المنطقة». وقال: «في عهد بوش، والآن في عهد أوباما، توجد رغبات في صور مختلفة لتبسيط الأمور وتحاشي التعقيدات، لكن ليس الطريق إلى النصر بسيطا. إنه معقد جدا».