سريلانكا تجدد لراجاباكسي.. ومنافسه يطعن أمام القضاء

مرشح المعارضة فونسيكا يطلب حماية أجنبية.. والجيش يطوق مكان إقامته

TT

فيما أعلنت اللجنة الانتخابية في سريلانكا أمس فوز الرئيس المنتهية ولايته ماهيندا راجاباكسي، في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من أمس، أكد مرشح المعارضة الجنرال سارات فونسيكا عدم قبوله النتائج وعزم الطعن أمام القضاء.

وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة حصول راجاباكسي على 55.88% من الأصوات مقابل 40.15 لمنافسه الرئيسي رئيس الأركان السابق فونسيكا.

وتعد هذه أول انتخابات تشهدها الجزيرة بعد الحرب الأهلية التي خاضتها الحكومة ضد «جبهة نمور تحرير إيلام تاميل» الانفصالية على مدى قرابة أربعة عقود، وقد جرت في ظل أجواء مشحونة للغاية تخللتها أعمال عنف عدة.

وزادت حدة التوتر في البلاد بعدما عمدت وحدة من الجيش قوامها ثمانون عنصرا، فجر أمس إلى تطويق الفندق الفخم الذي ينزل فيه الجنرال فونسيكا في وسط كولومبو. وقال المتحدث باسم الجيش السريلانكي البريغادير يودايا ناناياكارا: «لقد طوقنا الفندق»، موضحا أن هذا الإجراء اتُّخذ بعد ورود معلومات عن أن جنودا فارين من الجيش موجودون بين نحو 400 شخص داخل هذا الفندق. وكانت الحكومة اتهمت فونسيكا بتشكيل ميليشيا من جنود فارين، وهو اتهام نفته المعارضة.

وقال المتحدث باسم المعارضة عبد الرؤوف حكيم إن هذا الانتشار العسكري هدفه «ترهيبنا أو اعتقال قادتنا»، مشيرا إلى أن فونسيكا يشعر كأنه محتجز رغما عن إرادته بسبب وجود قوة من الجيش تطوق الفندق الذي ينزل فيه في وسط كولومبو. كما أكد المتحدث حصول انتهاكات كثيرة لقانون الانتخابات. وأضاف: «خلال اليوم الانتخابي لم تحصل حوادث مهمة ولكن يجب النظر إلى العملية الانتخابية من أولها».

كذلك، أعلن المتحدث باسم فونسيكا مانو غانيشان للصحافيين أن رئيس الأركان السابق يطلب حماية «دولة مجاورة» لضمان أمنه. وقال المتحدث: «سألتقي دبلوماسيا من بلد مجاور لتأمين سلامة سارات فونسيكا».

وارتفعت حدة التوتر في الحملة الانتخابية، التي تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات بين رئيس الدولة ورئيس الأركان السابق، الحليفين القديمين في محاربة المتمردين التاميل، بعدما تبادل الطرفان اتهامات بالتحضير لانقلاب. ويُخشى في ظل هذه الأجواء، عودة البلاد إلى الاضطراب وهي بالكاد التقطت أنفاس السلام.

وكانت سريلانكا أعلنت في مايو (أيار) 2009 انتصارها على جبهة نمور تحرير إيلام تاميل، التي تعتبرها كولومبو والدول الغربية منظمة إرهابية، وذلك بعد نزاع مسلح استمر نحو أربعة عقود وأوقع ما بين 80 و100 ألف قتيل.

وكان الرئيس ماهيندا راجاباكسي (64 عاما)، وهو قومي متشدد ينتمي إلى الأكثرية السنهالية، دعا إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة قبل عامين من انتهاء ولايته، في محاولة منه للاستفادة من الدعم الشعبي الجارف الذي حصل عليه جراء الانتصار على المتمردين التاميل. غير أن الجنرال السابق فونيسكا (59 عاما)، الذي كان أعلى جنرال في الجيش والذي يُعتبر بدوره في أنظار مواطنيه مهندس هذا النصر العسكري، قضى على آمال الرئيس بتحقيق فوز سهل في الانتخابات المبكرة، عبر استقالته من الجيش في الخريف الماضي وانضوائه في صفوف المعارضة. وما كادت مكاتب الاقتراع تغلق أبوابها مساء أول من أمس حتى شككت الحكومة بشرعية ترشيح فونسيكا. وأوضح فونسيكا أنه لم يتمكن من الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية بسبب مشكلة إدارية لأن اسمه لم يكن واردا على سجلات القيود التي تعود إلى عام 2008.

غير أن اللجنة الانتخابية المستقلة أكدت يوم الاقتراع أن «عدم ورود الاسم على لوائح الشطب لا يعني عدم شرعية الترشيح»، في حين اعتبرت الحكومة هذا القرار «مجرد رأي» لا أكثر.