اليمن «راض» عن نتائج مؤتمر لندن ولكنه «بداية الطريق».. ويشدد على أن الدعم في إطار سيادة البلاد

كلينتون تدعو صنعاء إلى حل صراعاتها الداخلية كأحد شروط تحقيق الاستقرار.. والرياض تستضيف مؤتمرا ثانيا في نهاية فبراير

وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع سبق مؤتمر لندن أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

خرج لقاء لندن حول اليمن أمس، الذي شاركت فيه 20 دولة، باتفاق مشترك بين اليمن وشركائها الدوليين على التعاون لمعالجة جذور الإرهاب، وتأكيد على أن المؤتمر الذي استضافته العاصمة البريطانية لن يكون إلا خطوة أولى نحو التزام دولي لمساعدة الحكومة اليمنية على مواجهة التطرف ومعالجة الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، على أسس الشراكة الحقيقية. وأطلق اللقاء أيضا مسيرة «أصدقاء اليمن»، التي قال البيان الختامي إنها ستتناول التحديات التي تواجه اليمن، وستعقد أول اجتماعاتها في نهاية مارس (آذار).

وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، الذي ترأس اللقاء في ختام المحادثات التي لم تدم أكثر من ساعتين، أن الرياض ستستضيف قمة في 27 و28 فبراير (شباط) المقبل، تشارك فيها دول الخليج وشركاء آخرون لليمن.

وقال ميليباند في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، إن اجتماع الرياض يهدف إلى «المشاركة في تحليل حول العقبات التي تقف أمام المساعدة الفعالة في اليمن، مما يقود إلى حوار مشترك مع الحكومة اليمنية يركز على الإصلاحات التي تحظى بالأولوية».

وأبدى وزير الخارجية اليمني رضاه عن نتائج اللقاء، وقال إن مطالب اليمن تحققت، مضيفا أن «المجتمع الدولي يبدو أنه يتفهم مشاكل اليمن.. المؤتمر يلبي طموحاتنا ولكن نحن في بداية الطريق». إلا أن القربي بدا حريصا على التشديد على أن دعم المجتمع الدولي لن يكون إلا في إطار «حفظ استقلال وسيادة اليمن»، وذلك بعد اعتراضات داخلية من مشايخ وزعماء قبائل في اليمن اتهموا بريطانيا والمجتمع الدولي بسعيهما لإعادة استعمار البلاد. وقال القربي في المؤتمر الصحافي أمس «هذه العملية هي عملية شراكة بين اليمن وأصدقائها.. وكل ما تقوم به الدول الصديقة هو مساعدة اليمن للسير في أجندتها لتطبيق الإصلاحات.. وقد جرى التأكيد على وحدة واستقرار وسيادة اليمن كأساس لأمان وسلامة واستقرار المنطقة والعالم».

إلا أن كلينتون، التي شاركت في المؤتمر الصحافي من دون إعلان مسبق، بدت حازمة بتشديدها على أنه لا يمكن تحقيق الأهداف في اليمن، إلا عبر شراكة حقيقية. وقالت إن مشاكل اليمن لا تحل عبر العمليات العسكرية، بل عبر دعم جهود التنمية لتحقيق الاستقرار في البلاد. وقالت إن على الحكومة اليمنية أن تبذل «جهودا أكبر» لمكافحة الفساد، ولتحقيق الإصلاحات.

وعلى الرغم من أنها أثنت على «بعض العلامات المشجعة» التي اعتمدتها الحكومة اليمنية، مثل إعلان الرئيس علي عبد الله صالح عن خطة اقتصادية من 10 نقاط، فإنها تطرقت إلى قضية الصراعات الداخلية في اليمن، وهي نقطة كانت اليمن ترفض أن يتدخل فيها المجتمع الدولي على اعتبار أنها قضايا داخلية. وتخشى الولايات المتحدة من أن تتلهى اليمن بالصراعات الداخلية مع المتمردين الحوثيين وحركات أخرى، عن قتالها مع المتطرفين من «القاعدة».

وأثنت كلينتون أيضا على «قرار السعودية وقف إطلاق النار مع الحوثيين»، وقالت «نحن مسرورون بقرار السعودية وقف إطلاق النار مع الحوثيين، وهذا قد يؤدي إلى توسيع النقاش وإلى حوار سياسي في اليمن يمكن أن يقود إلى إيجاد حل نهائي للصراع في الشمال». ولكنها أضافت أنه «من المبكر جدا» الآن الحديث عما يمكن أن يحصل في المستقبل بين السلطة اليمنية والحوثيين.

ولم يتأخر القربي بالرد على كلينتون، إذ قال إن «اليمن أعلنت 5 مرات في السابق وقف إطلاق النار ضد الحوثيين، وكان ذلك مناسبة لهم لإعادة تجميع قواهم»، وأضاف أن السلطة اليمنية لن تكرر أخطاءها مرة سادسة، وإنها لن تلتزم بوقف إطلاق نار جديد ما دام الحوثيون لم يرضخوا للتخلي عن صراعهم المسلح ضد قوات السلطة.

ورفضت كلينتون أيضا مرة جديدة أن تتهم إيران بشكل مباشرة بالتدخل لتأجيج الصراع باليمن، وهو ما يقوله المسؤولون اليمنيون، وقالت «هناك قضايا كثيرة في اليمن تؤدي إلى صراعات، إحداها أن هناك 800 ألف لاجئ صومالي، تخيلوا كم يمكن لهؤلاء عدم استقرار؟». لكنها أضافت أنها تحترم «رأي الحكومة اليمنية» في هذا الإطار، إلا أنها تؤمن بأن هناك «عددا من الصراعات سببها أكثر من واحد».

وسئل القربي عن رأيه في أي بلد جندت «القاعدة» النيجيري عمر عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة ديترويت، والذي قيل إنه تم تجنيده في اليمن، فرد قائلا «قضى عبد المطلب 4 سنوات في لندن وسنة واحدة في اليمن، أنت أجب عن السؤال». وقد تسبب رد القربي في إحراج لميليباند، الذي ضحك في البداية وأطلق بعض النكات، ثم قال «في النهاية، البلدان الثلاثة الممثلة هنا ليست متهمة بتوجيه أصابع الاتهام إلى بعضها، كلنا نريد أن نتحمل المسؤولية». وعقبت كلينتون أيضا بالقول إن التجنيد في أيام الإنترنت يتم في الكثير من الأحيان على الإنترنت من دون معرفة شخصية في الكثير من الأحيان بين الأشخاص.