بغداد تؤكد انسحاب إيران من حقل الفكة النفطي الحدودي

محافظ ميسان لـ «الشرق الأوسط»: القوة المحتلة عادت إلى الأراضي الإيرانية

TT

انسحبت القوات الإيرانية «بشكل كامل» من البئر رقم أربعة في حقل الفكة النفطي الحدودي العراقي وعادت إلى مواقعها على الحدود، حسبما أكد محافظ ميسان محمد شياع السوداني أمس. وقال السوداني لـ«الشرق الأوسط»: إن القوات الإيرانية انسحبت صباح أمس من موقعها القريب من البئر رقم 4 في منطقة الفكة الحدودية شرق المحافظة، وعادت إلى مواضعها القديمة قبل احتلال المنطقة. وأضاف إن القوات الإيرانية «نزلت العلم الإيراني الذي وضعته على ساتر ترابي خلال احتلالها للمنطقة في الثامن عشر من الشهر الماضي وتركت مواضعها منسحبة إلى مواقع لها داخل الأراضي الإيرانية». من جانبه أكد مصدر في شركة نفط ميسان أن الشركة «تقوم بزيارة في وقت لاحق لتفقد أحوال البئر وإجراء كشف موقعي على محتوياته».

من جهتها ، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن السوداني قوله: إن «القوات العراقية توجد الآن على مسافة ثلاثمائة متر من البئر، أي في مواقعها السابقة قبل الأزمة». واعتبر عملية الانسحاب «رغبة أكيدة من كل الأطراف لحل الأزمة، وتبقى الحلول بيد اللجان الفنية».

وأكدت وزارة الخارجية العراقية الانسحاب الإيراني وقالت في بيان أوردته وكالة «رويترز»: إن وزيري خارجية البلدين اتفقا على الحفاظ على العلاقات الودية وسحب كل القوات العسكرية في المنطقة إلى مواقعها الأصلية. وأضافت: «انسحاب القوات الإيرانية يؤكد أن الحكومة اتخذت نهجا معقولا للتعامل مع الأزمة بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين الجارتين الصديقتين».

وقد أعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري في السابع من الشهر الحالي، الاتفاق مع إيران على تطبيع الأوضاع الحدودية وعقد اجتماعات بين لجان فنية مشتركة في الأسابيع المقبلة بغية حل مشكلات الحدود البرية والمائية بينهما.

وكان مسؤول في شركة نفط الجنوب يعمل في العمارة (365 كلم جنوب بغداد) أكد وصول قوة إيرانية في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى الحقل النفطي الواقع ضمن محافظة ميسان. وأكد المسؤول آنذاك، أن القوات الإيرانية رفعت العلم الإيراني في الموقع. يذكر أن حقل الفكة النفطي يحتوي على احتياطي يقدر بملياري برميل وقد اكتُشف أواسط السبعينات، وبدأ العمل في الحقل عام 1979 عندما حُفرت أربع آبار تنتج خمسة آلاف برميل يوميا، وزيد هذا الرقم ليصل إلى مائة ألف برميل يوميا بعد تشكيل هيئة نفط ميسان، وأحيل مؤخرا إلى أحد الشركات الاستثمارية ضمن جولتي التراخيص الأخيرة. وكان الفريق الركن أحمد الخفاجي وكيل وزير الداخلية العراقية لشؤون القوات الساندة، كشف في المؤتمر السنوي التقويمي للقوى الساندة في المنطقة الرابعة الجنوبية الذي عقد مؤخرا بالبصرة عن «عقد اجتماع بين الجانب العراقي والجانب الإيراني في مدينة كرمان شاه الإيرانية الشهر الماضي بشأن حماية الحدود من التسلل والتهريب» وأبدى فيه الجانب الإيراني تعاونا جيدا في هذا المجال على حد تعبيره. وأضاف «تم الاتفاق على أن يضع العراق ضابط ارتباط في نقطة معينة من الحدود العراقية يقابله ضابط من الجانب الإيراني يبقيان على تماس واتصال، في حال وجود خرق للحدود من الطرفيين للإسراع إلى إنهاء الخرق» ، مؤكدا أن الاتفاق وضع هذه النقاط بين الدولتين على طول الحدود العراقية الإيرانية ابتداء من نقطة رأس البيشة في الفاو وحتى المثلث العراقي – الإيراني - التركي.