خالد بن سلطان: نحتجز 1500 متسلل ولن نتفاوض مع أحد غير الحكومة اليمنية

وقف ميدانيا مقابل جبل الدخان والعلم السعودي يرفرف على قمته

الأمير خالد بن سلطان خلال تفقده الوحدات المرابطة على الشريط الحدودي في منطقة الخوبة بجازان (أ.ب)
TT

كشف الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، عن أن القوات السعودية اعتقلت نحو 1500 شخص، من متسللين ومهربين، وأضاف الأمير خالد بن سلطان أن هؤلاء المعتقلين سيتم التعامل معهم وفق أنظمة وزارة الداخلية السعودية، مشيرا إلى أن من يثبت تسلله إلى الأراضي السعودية للقتال أو احتلال موقع سيحقق معه، ومتى ما انتهت المشكلة سيعودون وسيتم تسليمهم إلى السلطات اليمنية لاتخاذ اللازم في حقهم.

ونفى الأمير خالد، عقب جولة ميدانية شملت الوحدات المرابطة على الشريط الحدودي في الخوبة بجازان، أي مشاركة أجنبية للقوات السعودية في الحرب وإخراج المتسللين من الأراضي السعودية، وشدد على أنه لم يتدخل فيها أحد غير السعوديين، وقال: «أبدا.. ولا حتى مستشارين. هي حرب بقيادة سعودية وتصميم سعودي، والأراضي كلها مفتوحة، ومن فيها سعوديون مائة في المائة».

وحول إعلان زعيم المتسللين الانسحاب من الحدود السعودية قال الأمير خالد بن سلطان: «سمعنا بذلك.. ونراقب المكان، ولا بد من أن نأخذ بتاريخ هذه الجماعة، فقد تحاربت مع حكومة اليمن 5 مرات وفشلت، وأبرموا معها اتفاقيات 5 مرات وفي كل مرة كانوا يخالفونها، بعد أن يتفقوا مدة سنة أو سنتين، وعلينا أن نتأكد ما إذا كانوا جادين، ويجب عليهم الانسحاب كاملا، وحتى القناصة، لأن هناك قناصة حتى الآن، فإذا انسحبوا من كل مكان بمن فيهم القناصة وأعادوا إلينا المفقودين الستة، وإذا تأكدنا من أن القوات المسلحة اليمنية موجودة على الحدود بيننا وبينهم للتأكد من حفظ الأمن الحدودي ما بين حرس الحدود السعودي والقوات المسلحة اليمنية، وهذه الخطوات الثلاث المتزامنة مع بعضها هي البرهان لحسن نيتهم، ولكن كان هناك تناقضات في نفس البيان، لأن البيان قال إن المملكة هي من اعتدى عليهم، وفي النهاية يعترف أنه سوف ينسحب من الأراضي السعودية، لذا عليه فعل هذا، ولن نتناقش معهم في شيء، وعليهم إثبات الأشياء الثلاثة التي قلناها وبعد ذلك تكون القضية قضية محلية خاصة بالحكومة اليمنية التي نساندها، ونفخر بحكمتها».

وردا على سؤال حول التكتيك الذي يستخدمه المتسللون، وأنه من منطقة يعرفها مساعد وزير الدفاع شخصيا، وهل تمت مخاطبة تلك المنطقة دبلوماسيا، قال: «أنا قلت هذا لأنني أعرف تدريبهم وأعرف من يدربهم، ولهذا لا أستطيع أن أقول أكثر من هذا».

وفيما يخص تطهير الأراضي السعودية بالكامل أجاب قائلا: «أعيد ما قلته منذ يومين أو ثلاثة أيام بأننا قد طهرنا المنطقة من هؤلاء الزمرة، والانسحاب لم يكن خيارا، فهم لم يكن لهم خيار غير هذا الانسحاب من المملكة العربية السعودية وحدودها، ولكن مع الأسف ما زال هناك قناصة يأتون إلى ثلاث مناطق بين حين وآخر». وأضاف: «على المتسللين أن يثبتوا حسن نواياهم وينسحبوا، وأن لا يكون هناك قناصة، ونتأكد من هذا، وأن لا يكونوا موجودين في تجمعات على بعد عشرة كيلومترات أو أكثر من حدودنا، وهذا يعتمد على الجيش اليمني. والحكومة اليمنية هي التي تسيطر على هذا، وإذا أثبتت كل هذه الأشياء نستطيع أن نقول إن هذا الأمر داخلي في اليمن ويعود إلى حكومة اليمن في كيفية التعامل مع مواطنيها».

وفيما يتعلق بسياسة مواصلة إخلاء القرى قال مساعد وزير الدفاع السعودي: «لا بد أن يتواصل الإخلاء حتى نتأكد من الأمن والأمان لسكان هذه المنطقة، ووجودهم في الخلف ومناطق أخرى آمنة أفضل، وهذا هو التفكير الآن، وخادم الحرمين الشريفين مهتم بهذا الأمر. والنائب الثاني الأمير نايف يترأس لجنة لهذا الغرض»، وفي سياق متصل أوضح الأمير خالد حول إنشاء مدينة عسكرية على الحدود الجنوبية للمملكة قائلا: «إن الإسكان وعمل الوحدات العسكرية دائما في ذهن ولي العهد، وهذه من الأشياء المهمة، ودائما توجيهات خادم الحرمين الشريفين هي أن نطور ونحسن إمكانيات وأماكن سكن الأفراد والضباط، وهذا إن شاء الله في الطريق».

وحول التنسيق بين بلاده والحكومة اليمنية قال الأمير خالد بن سلطان: «هناك تنسيق وتعاون دائم بيننا وبين الحكومة اليمنية، وكل ما نعمله يتم بمعرفة الحكومة اليمنية. أما فيما يتعلق بمشاركة المملكة في اجتماع لندن فهذا من اختصاص وزارة الخارجية، أما أنا.. فقائد ميداني وعلي تطهير الحدود، والتعاون دائما مع الحكومة اليمنية لخير البلدين».

وأضاف الأمير خالد: «دائما نتعامل مع الحكومة اليمنية، ومن خلالها، وهناك احترام متبادل ومحبة بين القبائل على الحدود، لأنها قبائل، كما قلت، مشتركة، ولهذا هم متذمرون كما نحن متذمرون من هذه الزمرة، ونتمنى من الله سبحانه أن يعودوا إلى رشدهم والإخلاص لوطنهم، وإذا عملوا هذا فمن المفروض أن لا يكون عندهم قوة عسكرية، وأن يكونوا مواطنين. ولكن أن يكون عندهم أسلحة، ومضاهية للجيش اليمني، فهذا معناه أن لديهم تفكيرا آخر».

وعن تعامل القوات السعودية مع الأسرى من المتسللين، قال: «إن الأسرى هم متسللون ومهربون وهذا نظام من عشرات السنين، ووزارة الداخلية تتعامل معه كل يوم، وهذا حسب الأنظمة الموجودة، أما فيما يخص المتسللين القناصة الذين دخلوا لقتل السعوديين أو احتلال المواقع فهؤلاء يحقق معهم، وإذا انتهت المشكلة فأنا أؤكد أنهم سيعودون إلى بلادهم من خلال الحكومة اليمنية».

وعن محاكمة المتسللين من قبل المملكة قال مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية: «نحن لا ندخل في نقاش مع أي متسلل دخل حدودنا، هؤلاء لن نتعامل معهم إلا من خلال الحكومة اليمنية الشقيقة ومتى ما انسحبوا وتأكدنا من هذا، وتأكدنا من أن الجيش اليمني موجود بيننا وبينهم لحفظ الأمن والأمان لكلا البلدين وإعادة مفقودينا الستة.. متى ما حصل هذا، فسوف نوقف كل تحركاتنا، وستكون المشكلة يمنية داخلية بين الحكومة ومواطنيها».

وعن أوضاع القبائل اليمنية، شدد الأمير خالد على أنه «شأن يمني داخلي»، وقال: «علينا دائما أن نحترم القبائل لأنها قبائل مشتركة بيننا وبينهم، ونحترمهم ونكرمهم ونعزهم، ونحترم اليمن ونعتبره دولة شقيقة، أما هذه الزمرة فلا بد أن تعمل مائة حساب قبل أن تدخل أراضينا، وإذا ما انسحبت فهذه ستكون مشكلة داخلية يمنية تتعامل فيها الحكومة اليمنية مع مواطنيها، علما بأن هؤلاء دخلوا للقتال ودمرناهم وسقط منهم كثير من القتلى، وإذا عادوا إلى بلادهم فالمملكة العربية السعودية لا تريد سوءا لأحد أبدا، وبالنسبة لنا نتعامل معهم بالطيبة والمحبة وتكون القضية داخلية بينهم وبين حكومتهم التي لديها من الحكمة - إن شاء الله - ما تحل بها مشكلاتها».

وكان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، قام، أمس، بجولة تفقدية شملت الوحدات المرابطة على الحدود السعودية الجنوبية، حيث زار مركز العمليات والوحدات المرابطة على جبل الدخان والوحدات المرابطة على جبل الدود، وشاهد، والوفد الإعلامي المرافق له، العلم السعودي خفاقا على الشريط الحدودي السعودي.

وخلال الزيارة عبر عن اعتزاز خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والشعب السعودي الأبي، بما قام به رجال القوات المسلحة وما قدموه من تضحيات وبذل للنفس، مسطرين بطولاتهم على صفحات التاريخ، وشهد العالم بشجاعتهم وقوة بأسهم.

وقال الأمير خالد بن سلطان في كلمته للجنود المرابطين على خط النار: «أيها المقاتلون الأفذاذ، أحييكم تحية من عند الله مباركة طيبة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم.. حيث لا يصح إلا الصحيح.. وبفضل من الله ها هي راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) الخفاقة ترفرف على كل مرتفعات بلادنا الغالية».

وأضاف مساعد وزير الدفاع قائلا: «أحييكم وأشد على أيديكم فردا فردا باختلاف رتبكم، وقد حققتم بكفاحكم وصمودكم ورجولتكم الحقة نصرا مبينا على أعدائكم الذين أرادوا بكم الشر، وببلادكم الدخول في صراعات لا طائل منها ولن تجر على منطقتنا الغالية سوى الدمار وعدم الاستقرار، ولكن هيهات لهم ذلك وقد سخر الله لهذه البلاد قيادة حكيمة حين يتطلب الأمر الحكمة، وحازمة عندما يتطلب الأمر ذلك، لوضع حد لأي تجاوزات، ووراء القيادة رجال أوفياء وجند مخلصون، تلكم الجند الذين أخذوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن ثرى بلادنا دفاع الشرفاء، وقاتلوا قتال الأسود ونال بعضهم شرف الشهادة في سبيل الله، فهنيئا لهم ذلك الشرف الذي ليس له جزاء إلا الجنة».

وأضاف: «أما الذين جرحوا فكل قطرة دم نزفت من أجسادهم ستضاف لقطرات العز لسجل وطن أبي لا يرضى له أبناؤه وقادته إلا أن يكون مرفوع الجباه محلقا في عزة وإباء، لا يرضى بالضيم لأحد ولا يحيك المؤامرات ضد أحد، بل له في البناء والنماء والسعي لخير الإنسان في كل مكان على الكرة الأرضية سجل ذهبي ناصع البياض، فهي مملكة الإنسانية».

وأضاف مخاطبا مجموعة اللواء الرابع عشر: «إنني إذ أخاطبكم في هذا اليوم المبارك لتغمرني السعادة والبهجة وأنا أتفقدكم وأنتم تتهيأون لأخذ مواقع لكم على هذا الشريط الحدودي من بلادنا الغالية مواقع فرحة بزملاء لكم أدوا ما عليهم في عزة وإباء وتشرفت بوجودهم فيها على مر الأيام الماضية، وها هي تستبشر بكم.. فالله الله في الحفاظ عليها». وشدد في كلمته بالقول: «لقد اندحر الشر وزالت الغمة، وها أنتم في شريط حدود بلادكم مرابطون، فعليكم توخي الحذر كي لا تؤتى بلادكم من مواقعكم، لما أعرفه عنكم من بسالة وإقدام وحرص على أدائكم مسؤولياتكم بكل همة واقتدار وعليكم الحرص والحذر. حافظوا على أرواحكم لأن حياة كل واحد منكم عندنا تساوي الشيء الكثير.. اصبروا وصابروا ورابطوا وثقوا بأنكم عند الله مأجورون، ومتربعون في عين وقلب قيادتنا الغالية، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، واعلموا أن النصر مع الصبر، فلكم مني من الشكر أجزله، ومن الوفاء أخلصه، وأسأل الله لكم العون والتوفيق وما النصر إلا من عند الله».

وعن عدد شهداء القوات السعودية، وعما إذا كانت تضاريس المنطقة الجبلية هي السبب في ذلك، قال «بما أنها حرب غير طبيعية، ولأننا نتعامل مع عصابات جبل، لهذا خسرنا واستشهد في البداية نحو 80 شهيدا في بداية الأسابيع الثلاثة الأولى، لأننا نحارب من السطح إلى الجبل، وأنتم رأيتم الجبل، فأن يصعد الفرد بقدميه مع أسلحة ثقيلة دون عربات ليحارب من هم مسيطرون على الجبل فهذه شجاعة وإقدام خارق، فإذا نظرنا إلى مقارنة الخسائر السعودية في حرب مثل هذه غير عادية مع مقارنتها بالحروب الأخرى المماثلة نجد أن أهم ما عندنا هو الحفاظ على أرواح أفرادنا وجنودنا، ودائما نأخذ الحيطة والحذر، لكن في بداية الأمر كانت هناك تباب لا بد من تطهيرها فورا لأنها تباب استراتيجية، وكما شاهدتم اليوم خسرنا كثيرا من شهدائنا في طلوعهم على الأقدام لهذا الجبل».

وعن حماية الحدود السعودية من خلال إقامة سياج أمني، أجاب بقوله «إن كيفية حماية الحدود السعودية هذه من المسؤوليات، وهذا ما تقوم به وزارة الداخلية بكل جدارة بقيادة النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، وهناك مشروعات دائما لحفظ الأمن والأمان لكلا الجانبين».

وفي إجابة عن سؤال آخر حول الأسرى، قال «نحن نعلم أن الأسرى أو المفقودين لدى المتسللين هؤلاء، وأنا أقول دائما إذا أرادوا أن نوقف الضربات الجوية أو الميدانية عليهم على حدودنا أو مناطق تجمعاتهم القريبة، فعليهم أن يحرروا فورا من خلال حكومتهم الأسرى الموجودين لديهم، إذا عملوا هذا وأحسنوا النية ورجعوا، ولم يدخلوا ولا حتى قناصا واحدا، في ذلك الوقت فبودنا أن نوقفها اليوم قبل غد».

وعن جنسيات الأسرى من الجانب الآخر قال «تعرفنا على أن هناك أسرى من الصومال وإريتريا، ولكن هؤلاء يمكن أن يكونوا هربوا من بلادهم وجندوا، أو هم مرتزقة».

وفيما يخص فتح جبهات من قبل المتسللين، قال الأمير خالد بن سلطان «إن هذا أكبر إثبات على أن هناك سوء نية، وأن بيانهم الأول بالانسحاب ربما لاستعادة أنفاسهم في أماكن أخرى، ولكن نؤكد أن المملكة العربية السعودية ممثلة بقواتها العسكرية وبجهد مستمر من حرس الحدود دائما لدينا الإمكانيات إن شاء الله أن نحمي كل جزء من أراضينا وحدودنا، وكل نقاط الاختراق التي يعتقدون وجودها معمول حسابها».

وعن دخول المتسللين للأراضي السعودية، قال مساعد وزير الدفاع «أعتقد أن السبب غير معلوم. لا أعلم ما هو السبب الذي دعاهم إلى اختراق الحدود. ربما كانوا يفكرون في أن أهدافهم احتلال هذه المناطق، لكننا لا نخمن ماذا كانوا يحاولون تحقيقه، لكن كما قلت إن هذه مشكلة داخلية في اليمن، فهم يمنيون، وإذا ما انسحبوا وسلموا الأسرى الذين لديهم فسوف نوقف عملياتنا بالفعل، وسوف يكون هذا الأمر شأنا داخليا يمنيا تختص به الحكومة اليمنية».

وفي سؤال عن الجهات الداعمة للمتسللين، أجاب الأمير خالد بقوله «نحن نعتقد أن هناك دعما قويا للمتسللين، والأسلحة التي عثرنا عليها وكل ما قمنا بتدميره لا يمكن أن يكون لديهم ذلك من أنفسهم، ولكن نأمل أن يكون ذلك أمرا داخليا يمنيا، وإننا نحترم السيادة اليمنية ولا نتدخل في شؤونها ولا نتدخل في مشاكلهم».

وقد رافقه خلال الجولة الأمير اللواء ركن خالد بن بندر بن عبد العزيز نائب قائد القوات البرية، واللواء ركن علي خواجي قائد المنطقة الجنوبية، واللواء الركن حسين معلوي قائد قوة جازان، وعدد من مراسلي وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية.