القذافي يأسف لسوء حظ أوباما في العراق وأفغانستان

حذَّر من تحول جنوب السودان إلى صومال آخر في حالة الانفصال عن الخرطوم

TT

أعرب العقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي، عن أسفه لما وصفه بـ«الحظ السيئ» للرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب المشكلات الخطيرة التي تتخبط فيها بلاده، والتي ورثها عن الإدارة السابقة.

وأضح القذافي، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، أن أوباما، الذي وصفه مرات عدة بـ«ابني»، ورث للأسف الشديد معارك لم تكن ضرورية، وليست في مصلحة الشعب الأميركي والعالم، على الرغم من طرحه مشاريع تقدمية، وعمل على تحرير أميركا من وضع الوصي والشرطي العالمي.

واعتبر القذافي أن أوباما ورث ما أسماه بـ«المعارك الظالمة والخاسرة والفاشلة»، منها الحرب على العراق وأفغانستان وغيرها، وهي حروب، في نظره، خلفت ضحايا بمئات الآلاف. وشدد القذافي على أن الحرب على العراق وأفغانستان لن تحقق أي شيء لأميركا، وبالتالي فهي حرب خاسرة منذ بدايتها، ولم تكن نزهة مثلما توقعها المسؤولون الأميركيون، لافتا إلى أن أميركا تتخبط اليوم في المستنقع العراقي، وتائهة في جبال أفغانستان، ولم تحقق أيا من أهدافها.

وأوضح أن الأهداف الاستراتيجية للحرب الأميركية على العراق، وفي منطقة الشرق الأوسط، تستهدف محاصرة روسيا من الجنوب، وهي بالتالي لا تختلف عن أهداف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، الذي خطط لتطويق الاتحاد السوفياتي السابق من الجنوب، بالتزامن مع محاصرته من الشمال، من خلال التقدم عبر الدول الاسكندنافية. وقال إن الاستراتيجيين الأميركيين كانوا في الواقع يعملون على تدمير الدول التي تقع في الطريق، من أجل تطويق روسيا من الجنوب، إلا أنهم سقطوا في المستنقع العراقي الذي اعتقدوا أن خوضه مجرد نزهة. وانتقد القذافي بشدة سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الولايات المتحدة، وبخاصة في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، مشيرا إلى الفضائح الأميركية في معتقل غوانتانامو، وفي سجن أبو غريب، قال إن الفظائع التي ارتكبت هناك لم يرتكبها حتى هتلر. وأعرب الزعيم الليبي عن ارتياحه لإعلان أوباما رفع يد أميركا عن الحكومات التي كانت تدور في الفلك الأميركي، ووصفها بـ«الحكومات الفاشلة والمرتشية»، مشيرا إلى أن هذه الحكومات ستواجه مصيرها، وبخاصة في ضوء تصريحات الرئيس الأميركي بتخليص بلاده من وضع «الوصي» على العالم.

من جهة أخرى، استبعد القذافي اندلاع حرب بين شمال السودان وجنوبه على ضوء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان، المزمع تنظيمه العام القادم، لكنه توقع في المقابل أن تندلع المشكلات والحروب في الجنوب. وقال القذافي إنه من المحتمل أن تقع الحرب في الجنوب، حيث ستتقاتل القبائل الجنوبية، التي تشهد الآن صراعات فيما بينها، محذرا من تحول جنوب السودان إلى صومال أخرى.

وأضاف أن قبائل جنوب السودان ليست موحدة فيما بينها، ولا تتكلم لغة واحدة، وبالتالي فاحتمالات تفجر الصراعات والحروب بينها تظل قائمة، وستتفاقم بسبب التجاذبات الإقليمية والأطماع الدولية في ثروات المنطقة.

وأكد القذافي أن دويلة جنوب السودان، في حالة إعلانها، ستكون ضعيفة، وستكون هدفا للأطماع الإقليمية، وبخاصة الدول المجاورة، ناهيك عن القوى العظمى التي تعمل على إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة، بسبب الثروات النفطية الواعدة والمياه. ورأى الزعيم الليبي أن من مصلحة الجنوب السوداني تعزيز العلاقات مع الشمال في إطار «سودان موحد قوي» ، له مكانته في القارة الأفريقية والعالم العربي والعالم الإسلامي.

وانتقد القذافي بشدة محاولات التدخل الخارجي في غينيا، واعتبر أن المشاريع المطروحة كافة في غينيا اليوم لا تروم تحقيق الاستقرار والأمن للشعب الغيني، بل الهيمنة على الثروات الكبيرة فيها.

وأوضح أن المشاورات الجارية وراء الكواليس من بعض الأطراف الخارجية، هدفها تنصيب حكومة تخدم أجندات خاصة بالشركات الطامعة في الثروات الغينية الهائلة، على حساب أمن الشعب الغيني وتنميته.