مقتل وإصابة 146 شخصا في هجوم نفذته انتحارية وسط «موكب حسيني»

اغتيال ضابط رفيع في الرمادي.. وتراجع حاد في أعداد قتلى المدنيين في يناير

رجل أمن عراقي يفتش حقائب زوار في طريقهم إلى مدينة كربلاء أمس لإحياء ذكرى أربعينية الحسين (أ.ف.ب)
TT

قتل 41 شخصا وأصيب 106 آخرون في تفجير انتحاري نفذته امرأة واستهدف ظهر أمس زوارا شيعة في شمال بغداد كانوا في طريقهم إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين. فيما اغتال مسلحون مجهولون مسؤول أمني رفيع في مدينة الرمادي غرب العاصمة.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن «حصيلة التفجير الانتحاري ارتفعت إلى 41 قتيلا و106 جرحى بينهم 11 من النساء والأطفال على الأقل». وكان بيان لقيادة عمليات بغداد قد أكد في وقت سابق مقتل 16 وإصابة 80 آخرين من الزوار الشيعة. وأضاف أن «امرأة ترتدي حزاما ناسفا فجرت نفسها عند الساعة 11.45 (08.45 تغ) وسط جموع من الزائرين المتوجهين إلى كربلاء في منطقة بوب الشام»، الواقعة بين محافظتي بغداد وديالى (12 كلم شمال شرقي العاصمة).

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني أن الجموع كانت متوقفة عند إحدى الاستراحات التي تؤمها مواكب أخرى لتناول الطعام والماء والمشروبات الغازية عندما وقع التفجير. وأعلن أن الموكب كان في طريقه من ديالى باتجاه كربلاء للمشاركة في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.

وبدأت المواكب الشيعية التي تضم عشرات الآلاف قبل أيام في التوجه سيرا إلى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) للمشاركة في إحياء هذه الذكرى. ويبلغ إحياء الذكرى الذروة في الخامس من الشهر الحالي. واعتداء الأمس هو الأكبر منذ بدء المواكب، بعد مقتل شخص وإصابة ستة آخرين قبل ثلاثة أيام في منطقة السيدية في جنوب غربي بغداد.

ووقع الهجوم فيما تستعد البلاد لانتخابات تجري في مارس (آذار) يتوقع أن تعتمد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلالها على تحسن الأوضاع الأمنية.

ومن المرجح حدوث المزيد من الهجمات خلال فترة الأربعينية وقبل الانتخابات، حيث تحاول جماعات مسلحة تقويض حكومة المالكي. ونشرت السلطات العراقية عشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة لحماية الزوار الشيعة خلال مسيرتهم وأيضا حول مرقد الإمام الحسين في كربلاء. وأعلن محافظ كربلاء وصول 35 ألف زائر أجنبي إلى كربلاء للمشاركة في إحياء ذكرى الأربعينية.

وفي الموصل، قال الجيش الأميركي إن جنودا أميركيين قتلوا ثلاثة مسلحين مشتبها بهم وأصابوا آخر، مضيفا أنهم كانوا يزرعون قنابل على طريق رئيسي مساء السبت إلى الجنوب من الموصل، على بعد 390 كيلومترا شمال بغداد.

كما ذكرت الشرطة العراقية أن مدنيا أصيب عندما هاجم مسلحون نقطة تفتيش عراقية في غرب المدينة، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

إلى ذلك، ذكرت الشرطة العراقية أن مسلحين اغتالوا فجر أمس ضابطا في الشرطة في هجوم على منزله في ضواحي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار.

وقالت مصادر في الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحين هاجموا فجرا منزل العقيد خلف الدليمي مسؤول جنايات شرطة الرمادي فأردوه قتيلا ولاذوا بالفرار.

وعلى صعيد متصل، قال مسؤولون عراقيون إن عدد القتلى من المدنيين في العراق تراجع لأكثر من النصف في يناير (كانون الثاني) ليصل إلى 135 شخصا مقارنة بالشهر السابق خلافا لما كان متوقعا من زيادة العنف قبل الانتخابات المقبلة.

وتراجع عدد القتلى من المدنيين في العراق تدريجيا على مدى العامين الماضيين في الوقت الذي بدأ ينحسر فيه العنف الطائفي بين السنة والشيعة والذي تفجر مع الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وفي ديسمبر (كانون الأول) لقي 306 أشخاص حتفهم.

وما زال مسلحون من مقاتلي «القاعدة» وأنصار حزب البعث المحظور قادرين على تنفيذ هجمات مدمرة. ففي الثامن من ديسمبر شن مهاجمون سلسلة من التفجيرات الانتحارية بسيارات ملغومة في بغداد لقي فيها أكثر من مائة شخص حتفهم. ووقع الهجوم التالي الكبير يوم 25 يناير (كانون الثاني) عندما تم تفجير ثلاثة من فنادق بغداد وسقط أكثر من 30 قتيلا. ويقول موقع «آي كاجوالتيز» على الإنترنت لإحصاء القتلى من العسكريين في العراق وأفغانستان، إن عدد الأفراد العسكريين الأميركيين الذين لقوا حتفهم في عمليات قتالية بالعراق في يناير (كانون الثاني) ما زال لا يتعدى الاثنين. ويقول موقع على الإنترنت لإحصاء عدد القتلى من المدنيين في العراق إن ما لا يقل عن مائة ألف عراقي لقوا حتفهم خلال أكثر من ست سنوات ونصف السنة منذ الغزو.