إسرائيل تحذر ضباطها من عمليات اغتيال انتقاما لقتل المبحوح

حماس تعلن أن ردها سيكون في حدود فلسطين وليس خارجها

TT

وجهت قيادة الجيش الإسرائيلي وأذرع الأمن المختلفة، تحذيرا إلى ضباطها الكبار من خطر عمليات اغتيال تطالهم انتقاما لقتل القائد العسكري لحركة حماس، محمود المبحوح، في أحد فنادق دبي قبل أسبوعين. فيما ذكرت مصادر إسرائيلية عليمة أنه، وبصرف النظر عن هذا الاغتيال، فإن حماس تعاني مأزقا متفاقما، وأنها ستخرج منه بالمبادرة إلى صدام عسكري جديد مع إسرائيل. وقال رئيس جهاز المخابرات العامة السابق، آفي ديختر: إن حماس وحليفاتها ستسعى إلى الانتقام من إسرائيل، حتى لو كان اغتيال المبحوح تم في إطار تصفية حسابات بين الفلسطينيين. وقالت مصادر في الجيش: إن احتمال نجاح حماس في تنفيذ عملية انتقام ضعيف جدا، ولكن هذا لا يعني أن تتصرف إسرائيل باستهتار. وعليها أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية رجالها.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد كشفت، صباح أمس، أنها اعتقلت شابين فلسطينيين من سكان القدس الشرقية بتهمة الإعداد لعمليات تفجير ضخمة في عدة مدن إسرائيلية. وقالت: إن أحد هذين الشابين، كمال مراد، درس في جامعة دبي، وهناك تمكن أحد نشطاء حماس من تجنيده لجمع معلومات عن التجمعات التجارية الكبيرة في بئر السبع. وربطت بينه وبين شاب مقدسي آخر من عائلته يدعى نمر مراد، كان درس في الأردن وجُنّد هناك. وقد ضُبطا وهما يتجولان في بئر السبع، قبل شهر، ويجمعان المعلومات عنها.

وكشفت الشرطة خلال محاكمة الشابين، أمس، أنهما كانا يجمعان معلومات عن عدة مناطق استراتيجية لتنفيذ عمليات تفجير ضخمة فيها، ضمنها: محطة الباصات المركزية في بئر السبع، ومحطة الباصات المركزية في القدس الغربية، ومجمع تجاري ضخم في حي المالحة في القدس الغربية، ومنطقة الفنادق السياحية على شاطئ تل أبيب، ومعسكر الجيش الكبير في تل هشومير، بالقرب من تل أبيب.واستخدمت إسرائيل هذه القضية لتشير إلى أن حماس تستعمل أراضي الإمارات العربية والأردن لنشاطها المسلح، وذلك في اشارة إلى اغتيال محمود المبحوح في دبي.وفي تحليل إسرائيلي لأوضاع حماس في الشهور الأخيرة، كتب آفي سخاروف، في صحيفة هآرتس، أمس: إن هذه الحركة تعاني تراجعا جديا وكبيرا في شعبيتها بين الفلسطينيين عموما، وبين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل خاص. فالفلسطينيون يتابعون إخفاقات هذه الحركة. فهي فشلت في الحرب، وفشلت في صفقة تحرير الأسرى وأفشلت الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية، ودخلت في صدام زائد مع مصر أدى بالمصريين إلى بناء جدار يقضي على الأنفاق. وهذا كله ينعكس على حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، بأزمة اقتصادية واجتماعية، وكوارث صحية وبيئية. وفوق هذا كل، تتهم حماس من طرف الفصائل المتطرفة في البلاد والخارج، مثل تنظيم القاعدة، بأنها تقوم بدور «شرطة إسرائيل»، لأنها تمنع الفصائل الفلسطينية بالقوة من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

ويقول سخاروف، نقلا عن تقديرات أمنية في إسرائيل: إن هناك احتمالا بأن يكون المخرج من هذا المأزق، إحداث تغيير في سياسة حماس باتجاه إيجابي، مثل التنازل عن موقفهم في موضوع صفقة الأسرى أو في قضية المصالحة. ولكن التقدير الأكبر هو أن المخرج الذي يراه قادة حماس من هذا المأزق، هو المبادرة إلى عمليات عسكرية تشعل التوتر في المنطقة. فهم لا يتمتعون بالشجاعة السياسية التي تجعلهم يغيرون مواقفهم على الملأ. وسيكون أسهل عليهم أن يلجأوا إلى حرب تعيد التعاطف العربي والعالمي معهم.ويقول سخاروف: إن حماس لن تبادر فورا إلى إطلاق صواريخها على إسرائيل، وستترك الفصائل الأخرى تطلقها. ولكنها ستطلق هي الصواريخ، في وقت لاحق.

وفي سياق ذلك، لمحت حماس إلى أن ردها على اغتيال المبحوح سيكون في حدود فلسطين وليس خارجها. وشدد أبو عبيدة، الناطق بلسان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي ستبقى محصورة داخل حدود فلسطين التاريخية، لافتا إلى أن الاحتلال «يحاول تغيير قواعد اللعبة وتوسيع دائرة حربه على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومتنا وعليه أن يتوقع أي شيء». وفي تصريح له بثه موقع «القسام» على شبكة الإنترنت، قال أبو عبيدة: «دم الشهيد المبحوح لن يذهب هدرا، وسيعاقب الاحتلال على قدر هذه الجريمة التي ارتكبها»، مستدركا أن طبيعة هذا العقاب ستحدده كتائب القسام في الوقت المناسب والمكان المناسب وبالطريقة التي نراها مناسبة. وشدد على أن اغتيال المبحوح «لن يؤثر على عمل كتائب القسام، وإن كان فراق مثل هؤلاء القادة صعبا، فالشهيد المبحوح خلف عشرات القادة أمثاله الذين سيواصلون المسيرة على نفس الطريقة». وأوضح أبو عبيدة أن الاحتلال يريد أن يرسل رسالة مفادها أنه يستطيع تنفيذ اغتيالات أينما يريد، منوها إلى أن هذه الرسالة يجب أن تدركها الدول العربية والإسلامية التي يستبيح الموساد أراضيها. وأضاف «هذه الرسالة يجب أن يكون الرد عليها بحجم هذه الجريمة، وهذا الاختراق وهذا العبث بالأمن القومي العربي، أما نحن فنقول: إن هذه النهاية هي نهاية متوقعة لشهيد قائد مجاهد كبير».

وزاد قائلا : نحن سنلرد على هذه الرسالة برسالة اخرى، وعلى العدو الإسرائيلي أن يعرف أن هذه الاغتيالات لن تزيدنا إلاّ قوة».

من ناحيته قال الناطق باسم حركة حماس،فوزي برهوم، إن حركته تتواصل مع إمارة دبي لكشف ملابسات اغتيال المبحوح «،رافضا التعليق على الأنباء التي تتحدث عن عدم تعاون سلطة دبي مع حركة حماس معتبرا إياها بـ « المغرضة «. ونوه برهوم إلى أن التحقيقات لاتزال جارية ومتواصلة من الجميع حتى اللحظة لكشف ملبسات جريمة الاغتيال،موضحا أن حكومة دبي أحرص من غيرها في الكشف عن الجريمة. وطالب برهوم الجميع بالتروي،مشيرا إلى أنه تم التوصل لبعض خيوط الجريمة، معتبراً أنه يتوجب فضح إسرائيل لتعديها على سيادة دولة أخرى.