إسرائيل تطلق سراح راع اختطفته بعد احتجازه وضربه

نائب من حزب الله ينتقد عجز «يونيفيل» عن حماية اللبنانيين

TT

أوضح الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني، نيراج سنغ، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «قائد اليونيفيل في جنوب لبنان ألبيرتو أساتا كويفاس قام بالاتصالات اللازمة مع الجانب الإسرائيلي لإعادة المواطن اللبناني محمد ربيع زهرة، الذي كان قد اختطف أول من أمس في منطقة مزارع شبعا على يد فرقة مشاة إسرائيلية». وأضاف: «القائد وفور تبلغه بحادث الاختطاف عمد إلى الاتصال بالجانبين اللبناني والإسرائيلي للتنسيق معهما. وكان الاهتمام المباشر منصبا على تأمين العودة السالمة للمدني المخطوف. وفي وقت مبكر من صباح أمس عمد الجيش الإسرائيلي إلى تسليم زهرة إلى قوات اليونيفيل عند معبر رأس الناقورة في جنوب لبنان، لتتولى بدورها تسليمه إلى السلطات اللبنانية». وأشار إلى أنه «في هذه الأثناء، كانت اليونيفيل قد فتحت تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث، بما في ذلك المكان المحدد حيث تم القبض على زهرة. والتحقيق لا يزال جاريا». كذلك أعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أنه تم استرداد المواطن ربيع محمد زهرة، الذي اختطفته دورية إسرائيلية في محيط مزرعة بسطرة - خراج بلدة كفرشوبا وأنه سلم عبر معبر الناقورة إلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة، التي سلمته بدورها إلى الجيش اللبناني، مضيفة أنه «تعرض للضرب أثناء احتجازه، وآثار ذلك بادية على وجهه وعنقه». وكانت قوة مشاة إسرائيلية قد توغلت في الأراضي اللبنانية واختطفت زهرا (17 سنة)، ومن ثم نقلته إلى داخل موقع زبدين العسكري في الأراضي الإسرائيلية. وذلك عندما كان يرعى قطيعا من الغنم برفقة قريبه البالغ من العمر 12 عاما، داخل الأراضي اللبنانية على مسافة 150 مترا من الخط الأزرق، وتحديدا في محيط مزرعة بسطرة - خراج بلدة كفرشوبا، وهي المنطقة المتحفظ عنها من مزارع شبعا، والتي تقع على بعد أمتار من الطريق الذي تسلكه دوريات تابعة للجيش اللبناني واليونيفيل، في منطقة عمل الكتيبة الهندية. وتمكن الفتى الذي كان يرافقه من الفرار ليسارع بإبلاغ الجيش اللبناني بالحادث. وقال الفتى «عندما كنا في المنطقة ظهر فجأة عدد من جنود العدو كانوا مختبئين بجانب أشجار حرجية، وقاموا بخطف ربيع، عندها هربت من المنطقة وأبلغت الأهل، فأبلغوا بدورهم الجيش الذي بدأ اتصالاته مع اليونيفيل لإطلاق سراح محمد». وبعد عودته رافق زهرة وفد من قيادة الجيش اللبناني وفريق الارتباط في الأمم المتحدة إلى المكان الذي خطف منه، لتتم معاينته، وذلك بهدف ضمّ المعاينات وإعداد تقرير بالخرق لضمه إلى شكوى لبنان لمجلس الأمن الدولي.

وقال زهرة لتلفزيون «المنار» إن «الأسئلة الإسرائيلية له تركزت حول المقاومة وتحركات الجيش اللبناني في المنطقة وأنه سيعود إلى عمله غدا كالمعتاد». وتقدم لبنان، عبر بعثته لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد خرق إسرائيل الخط الأزرق، مشيرا إلى أن عملية الاختطاف التي حصلت تشكل انتهاكا لسيادة الأراضي اللبنانية واعتداء على أحد المواطنين.

كذلك عاين نائب حزب الله في كتلة «الوفاء للمقاومة»، علي فياض، المكان الذي خطف منه زهرة، واعتبر أن «ما حصل خطير لجهة تمادي الإسرائيليين في انتهاك السيادة اللبنانية، والأمر برسم الأمم المتحدة والقوات الدولية، ويضع دور هذه القوات الدولية على المحك ويظهر عجزها عن القيام بدورها وفقا للقرار 1701 في حماية السيادة اللبنانية والمدنيين اللبنانيين. فخطف مواطن لبناني من على أرض لبنانية وتعرضه للضرب والاعتداء المبرح إنما يشكل انتهاكا متماديا للقرار 1701 واستمرار الأعمال العدائية ضد لبنان». وقال: «فهمت من التحقيقات المشتركة بين الجيش اللبناني والقوات الدولية أن هذه المنطقة لبنانية لا لبس حولها، والمكان الذي جرى فيه خطف المواطن اللبناني والاعتداء عليه هو منطقة لبنانية ليس متنازعا عليها، وخط الانسحاب في هذه المنطقة واضح». واعتبر أن «وجود اليونيفيل في مكان الخطف يزيد الأمر التباسا ويطرح الكثير من الأسئلة. ومهمة هذه القوة الأساسية هي حماية لبنان واللبنانيين من هذه الاستباحة الإسرائيلية. أما دور المقاومة فهو تقويم الموقف في الجنوب على نحو مستمر، آخذة في الاعتبار المصالح الوطنية اللبنانية العليا وطبيعة المرحلة السياسية وخصوصيتها».