17 قتيلا في 3 أيام من العنف السياسي في كراتشي

باكستان: مقتل 14 شخصا في هجوم انتحاري.. و15 من المتمردين في باجور

جندي باكستاني يحرس شاحنة صهريج مخصصة لقوات الحلف الاطلسي في افغانستان احرقها المتمردون امس في بيشاور ( ا ف ب )
TT

قالت الشرطة الباكستانية، أمس، إن 17 شخصا على الأقل لقوا حتفهم على مدار ثلاثة أيام من العنف السياسي في كراتشي العاصمة التجارية لباكستان. وقال وسيم أحمد، قائد شرطة كراتشي، إن أعمال العنف اندلعت يوم الجمعة خلال مصادمات بين نشطاء من «الحركة الوطنية المتحدة» و«حزب عوامي الوطني». ويشارك الحزبان، «الحركة الوطنية المتحدة» المهيمن على كراتشي، و«حزب عوامي الوطني» الذي يمثل البشتون، في تحالف مع آصف علي زرداري، الرئيس الباكستاني، الذي يتعرض لضغوط بالفعل، بسبب تمرد طالبان واحتمال محاكمة بعض معاونيه مع تجدد اتهامات بالفساد، فضلا عما يواجه الاقتصاد من مشكلات. وقال أحمد إنه قد قتل 17 شخصا على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وذكرت الشرطة أن نحو 67 شخصا قتلوا جراء العنف السياسي في كراتشي منذ بداية 2010، وقال مسؤولون إن عصابات ومافيا المخدرات استغلت التوترات، مما زاد من فرص تفاقم أعمال العنف. وتضم المدينة، التي يقطنها نحو 18 مليون نسمة، البنك المركزي والبورصة، وهي مركز صناعي رئيسي في البلاد. ويوجد الميناءان الرئيسيان في باكستان في كراتشي، ومعظم الشركات الأجنبية التي تستثمر في باكستان لديها مكاتب هناك، كما أن المدينة نقطة عبور رئيسية للإمدادات العسكرية وغيرها إلى أفغانستان، حيث تقود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حملة لمواجهة تمرد طالبان، ويمكن أن تؤثر أي مشكلات في الإمدادات بشكل مباشر.

وفي بيشاور (باكستان)، دمر مهاجمون، أمس، شاحنة صهريج مخصصة لقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، وأصابوا بجروح شخصين كانا في الشاحنة شمال غرب باكستان، على ما أعلنت السلطات المحلية. ويمر أكثر من 80 في المائة من التجهيزات والمؤن المخصصة للقوات الدولية التي تحارب تمرد طالبان في أفغانستان، عبر باكستان المجاورة. ويهاجم عناصر طالبان باكستان أو الجماعات المقربة إليها بانتظام شاحنات شركات خاصة تنقل هذه المواد.

وقال صاحب زاده أنيس، مسؤول الإدارة في بيشاور، كبرى مدن الولاية الشمالية الغربية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عشرة مسلحين أطلقوا النار على شاحنة صهريج تنقل بنزينا لقوات حلف الأطلسي، ودمروها بالقذائف، وأتلفوا حرقا نحو 78 ألف لتر من المحروقات». ووقع الهجوم، الذي أصيب خلاله سائق الشاحنة ومساعده بحسب المصدر ذاته، فجرا في ضاحية بيشاور على الطريق المؤدي إلى الحدود عبر معبر خيبر إلى أفغانستان، وهو ثالث هجوم استهدف مواد مخصصة لحلف الأطلسي خلال خمسة أيام.

من جهة أخرى، قال مسؤول باكستاني، أمس، إن قوات الجيش تدعمها طائرات هليكوبتر مقاتلة قتلت 15 من مقاتلي طالبان، في مصادمات اندلعت عقب مهاجمة المقاتلين المتشددين موقعا عسكريا وقافلة بشمال غرب البلاد. وكثفت قوات الأمن عملياتها ضد متشددين على صلة بـ«القاعدة» في الأيام الأخيرة في باجور، وهي منطقة قبلية يقطنها البشتون على الحدود مع أفغانستان، في إطار جهودها لدحر متشددي طالبان الباكستانية الذين يقاتلون الدولة. وصرح عبد الملك، المسؤول بالحكومة المحلية، لـ«رويترز» بأن أحدث معارك اندلعت بعد ظهر أمس في معقل المتشددين في وارا مامون، واستمرت حتى منتصف الليل. وقال: «هاجمت طالبان نقطة التفتيش وقافلتنا، ورددنا بهجمات برية وجوية». وتابع أن «15 متشددا، بالإضافة إلى جندي، لقوا حتفهم، وأصيب 10 متشددين». وشن الجيش هجوما كبيرا على باجور عام 2008، وأعلن تطهير المنطقة من المتشددين إلى حد كبير بعد معارك دامت شهورا. ويوم السبت، قتل 14 شخصا في انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري قرب نقطة تفتيش في بلدة خار الرئيسية في باجور. وتقع باجور على الطرف الآخر من إقليم كونار، شرق أفغانستان، وظلت لفترة طويلة طريقا لتسلل المتشددين الذين يقصدون أفغانستان لمحاربة قوات تقودها الولايات المتحدة هناك.